البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...


صدقات النبي صلّى الله عليه وسلّم

الصدقة: ما تصدقت به على الفقراء، أو ما أعطيته في ذات الله للفقراء: روى ابن شبّة، فيما جاء في أموال الرسول وصدقاته، قال: كانت صدقات الرسول عليه السلام أموالا لمخيريق اليهودي وكان قد أسلم وشهد أحدا فقتل، وكان قد أوصى إن هو قتل، فأمواله لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعل فيها ما يشاء، فتصدق بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي سبعة حوائط [بساتين] ، وهي: المبيت والصافية والدلال، وحسنى وبرقة، والأعواف ومشربة أم إبراهيم. ولولا ذكر هذا الاسم في الأخبار والسيرة ما ذكرته في هذا المعجم، فأنا لا أحب أخبار يهود، ولا أحبّ أن تكون لهم حسنة، لأنهم لم يكن لهم ذلك، وهم ليس لهم في جزيرة العرب مأثرة لا قبل الإسلام ولا بعده، وجزيرة العرب للعرب واليهود لم يكونوا من العرب، ولا تهوّد عربي، وإنما جاؤوا غزاة وأخذوا ما أخذوا من أرض المدينة ولا حقّ لهم فيها، وكان أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بطردهم من الحجاز، أو من جزيرة العرب، دليل على أنهم ليسوا من العرب، ولا ينتمون إلى بلاد العرب، فهم غرباء عن كل جزء فيها. صدقات النبي صلّى الله عليه وسلّم «1» ونفقاته بالمدينة وأعراضها* حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفر بن المسور، عن أبي عون، عن ابن شهاب، قال: كانت صدقات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أموالا لمخيريق اليهودي- قال عبد العزيز: بلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع- قال: وأوصى مخيريق بأمواله للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد أحدا فقتل به، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة». قال: وأسماء أموال مخيريق التي __________ (1) عن تاريخ المدينة لابن شبة.صارت للنبي صلّى الله عليه وسلّم: الدّلال، وبرقة، والأعواف، والصافية، والميثب، وحسنى، ومشربة أم إبراهيم. فأما الصافية والبرقة والدّلال والميثب، فمجاورات بأعلى الصورين من خلف قصر مروان بن الحكم، فيسقيها مهزور. وأما مشربة أم إبراهيم فيسقيها مهزور، فإذا خلفت بيت مدراس اليهود، فحيث مال أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة الأسدي، فمشربة أمّ إبراهيم إلى جنبه، وإنما سمّيت «مشربة أم إبراهيم» لأن أم إبراهيم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولدته فيها، وتعلقت حين ضربها المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة، فتلك الخشبة اليوم معروفة في المشربة. وأما حسنى فيسقيها مهزور، وهي من ناحية القفّ. وأما الأعواف فيسقيها أيضا مهزور، وهي في أموال بني محمّم. * قال أبو غسان: وقد اختلف في الصّدقات، فقال بعض الناس: هي أموال قريظة والنّضير. * فحدثني عبد العزيز بن عمران، عن أبان بن محمد البجلي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: كانت «الدّلال» لامرأة من بني النضير، وكان لها سلمان الفارسيّ، فكاتبته على أن يحييها لها ثم هو حرّ، فأعلم ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم، فخرج إليها، فجلس على فقير «1» ، ثم جعل يحمل إليه الودي فيضعه بيده، فما عدت منها ودية أن أطلعت. قال: ثم أفاءها الله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم. قال: والذي تظاهر عندنا أنها من أموال النضير، ومما يدل على ذلك أن مهزورا يسقيها، ولم يزل يسمع أنه لا يسقي إلا أموال بني النّضير. * قال: وقد سمعنا بعض أهل العلم، يقول: إن برقة والميثب للزبير بن باطا، وهما اللتان غرس سلمان، وهما مما أفاء الله من أموال بني قريظة، ويقال: كانت «الدّلال» من أموال بني ثعلبة من اليهود، و «حسنى» من أموالهم، و «مشربة أم إبراهيم» من أموال بني قريظة، و «الأعواف» كانت لخنافة اليهوديّ من بني قريظة، والله أعلم أي ذلك الحق، وقد كتبناه على وجهه كما سمعنا. * قال الواقدي: وقف النبي صلّى الله عليه وسلّم «الأعواف» و «برقة» و «ميثب» و «الدّلال» و «حسنى» و «الصّافية» و «مشربة أم إبراهيم» سنة سبع من الهجرة. __________ (1) الفقير: هو الحفرة التي يوضع فيها الغسيل، (تاج العروس فقر). * قال وقال الواقدي، عن الضحاك بن عثمان، عن الزهري، قال: هذه الحوائط السبعة من أموال بني النضير. * قال، وقال الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، قال، حدثني عبد الله بن كعب بن مالك، قال: قال مخيريق يوم أحد: إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراه الله، فهي عامة صدقات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. * قال، وقال الواقدي، عن أيوب بن أبي أيوب، عن عثمان بن وثاب، قال: ما هي إلا من أموال بني النضير، لقد رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحد ففرّق أموال مخيريق. حدثنا حيان بن بشر، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا إبراهيم بن حميد الرواسي، عن أسامة بن زيد، قال: أخبرني ابن شهاب، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر رضي الله عنه، قال: كانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم صفايا خيبر وفدك وبنو النّضير. فأمّا «بنو النّضير» فكانت حبسا لنوائبه، وأما «فدك» فكانت لأبناء السبيل، وأما «خيبر» فجزّأها ثلاثة أجزاء، جزئين بين المسلمين، وجزآ لنفقة أهله، فما فضل عن نفقة أهله ردّ على فقراء المهاجرين.

[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]