البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

الشافي

كلمة (الشافي) في اللغة اسم فاعل من الشفاء، وهو البرء من السقم،...

الحيي

كلمة (الحيي ّ ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي هو ضد الوقاحة. واسم (الحييّ) من أسماء الله الحسنى، ومعناه ثابت لله عز وجل بلا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف، وهو أن الله يستحي أن يردَّ عبده الداعي فلا يجيبه، ويستحي أن يفضح عبده العاصي بمعصيته.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (حَيِيّ) في أصل اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الجذر اللغوي (ح ي ي)، فعندما أُضيف له الياء ليصبح على وزن (فعيل) أدغمت الياء الثانية في الثالثة فصارت ياءً مشدّدة، هذا من حيثُ بناؤه، وأما معناه فقال ابن فارس: «الحاء والياء والحرف المعتل أصلان: أحدهما خلاف الموت، والآخر الاستحياء الذي هو ضد الوقاحة.» "المقاييس" (2 /122) والمقصود هنا الأصل الثاني. والفعل المستعمل منه في اللغة الفصحى هو (استَحْيا يسْتَحيِي) بياءَين، وبها نزل القرآن حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾ [البقرة: 26]، وأما أن يكون المضارع بلفظ واحد فهي لغة بني تميم؛ يقولون: (استَحْا يسْتَحي). انظر "اللسان" لابن منظور (2/1079).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات صفة الحياء لله تعالى على الوجه يليق به، بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تعطيل، ونؤمن بها كما نؤمن بسائر صفاته عز وجل، يقول الإمام ابن القيم: «أما حياء الرب تعالى من عبده فذاك نوع لا تدركه الأفهام ولا تكيّفه العقول، فإنه حياء كرم وبر وجود وجلال». والمعنى: أن الله تعالى يستحيي أن يردَّ عبده الداعي دون أن يجيبه، ويستحيي من عبده العاصي أن يهتِك ستره ويفضحه بمعصيته. وانظر للاستزادة "شرح النونية" للشيخ الهرّاس (2/80).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ما دل عليه الاصطلاح لا يختلف عما جاء في الأصل اللغوي، إلا أن الحياء الذي يُنسب لله تعالى صفة كمال مطلق، وليس ذلك لأحد من خلقه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة الحياء لله تعالى.

الأدلة

السنة النبوية

الحيي في السنة النبوية
ورد اسم الله تعالى (الحييّ) في حديث يعلى بن أمية عن النبي : «إنَّ اللهَ حَييٌّ سِتِّيرٌ، فإذا أرادَ أحَدُكم أنْ يَغتَسِلَ فلْيَتوارى بشيءٍ» أبو داود (4013)، والنسائي (406) بنحوه، وأحمد (17970) واللفظ له. وكذا في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي : «إنَّ ربَّكم تبارك وتعالى حَيِيٌّ كريمٌ يستحيي مِن عبدِه إذا رفَع يدَيْهِ إليه أنْ يرُدَّهما صِفرًا» أبو داود (1488) وابن حبّان (876) باختلاف يسير.

العقل

الحياء الذي يدل عليه اسم الله تعالى (الحييّ) صفة كمال، وعدمه صفة نقص، فيثبت لله تعالى بقياس الأولى؛ إذ من المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

مما يثمره الإيمان باسم الله (الحييّ) ما يلي: محبة الله عز وجل وإجلاله وتعظيمه، وحمده وشكره، والثناء عليه، وذلك بما يقتضيه هذا الاسم الكريم من الحلم والكرم والعفو والستر منه سبحانه على عباده، وحُقَّ لمن هذه صفاته أن يجرَّد له الحب كله والإخلاص والتعظيم، والحمد والثناء، واللَّهَج بشكره والتقرب إليه بطاعته. "ولله الأسماء الحسنى" لعبد العزيز الجليّل (12/663). أن يكون للعبد المؤمن نصيب من هذا الاسم، بأن يستحيي من الله أن يعصيه، وأن يستحي من كرم الله عليه بالستر وقبول التوبة ثم لا يتوب ويقترب منه عز وجل، وأن يستحيي من كثرة إنعام الله عليه ثم لا يجتهد في شكره.

أقوال أهل العلم

«وهو الحَييُ فليسَ يفضحُ عبدَه *****عند التَّجَاهُرِ منه بالعِصْيانِ لكنه يُلقِي عليه سِترَهُ *****فهو الستير وصاحبُ الغُفران» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/227)
«قوله: إن الله حييّ: فعيل من الحياء، أي: كثير الحياء، ووصفه تعالى بالحياء يحمل على ما يليق به كسائر صفاته، نؤمن بها ولا نكيّفه». ابن سَعْدي المباركفوري
«ولا يزال المَلَك الكريم يصعد إليه منهم بالمعاصي، وكلِّ قبيح، ويستحي تعالى ممن شاب في الإسلام أن يعذبه، وممن يمدُّ يديه إليه أن يردَّهما صفرًا، ويدعو عباده إلى دعائه، ويعدهم بالإجابة». "الحق الواضح المبين" (ص55)