البحث

عبارات مقترحة:

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من يصير إليه الشيء بعد فناء سابقه. وهو اسم من أسماء الله الحسنى، ويدل على بقاء الله تعالى بعد خلقه دون فناء أو موت، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة.

التعريف

التعريف لغة

الوارث اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، قال الزجاج في معناه: «كل باقٍ بعد ذاهبٍ فهو وارث». "تفسير الأسماء" (ص173).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله عز وجل باقٍ لا يزول ولا يحول ولا يفنى ولا يموت، قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: «الوارث: هو الباقي بعد فناء الخلق، والمستردُّ أملاكَهم وموارثَهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقيًا مالكًا لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء ويستخلف فيها من أحب». "شأن الدعاء" (ص96).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما واضحة بيّنة؛ فإن ما جاء في اللغة موافق لما جاء في الاصطلاح غير مخالف له، إلا أن الإطلاق الاصطلاحي يدل على الذات والوصف معًا، أما الوضع اللغوي فيدل على الوصف فحسب، والاصطلاح فيه معنى الإطلاق وهو معنى إضافي على المعنى اللغوي.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة البقاء لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

الوارث في القرآن الكريم
لم يرد اسم الله تعالى (الوارث) بصيغة الإفراد، وإنما جاء بصيغة الجمع، وذلك في مواضع ثلاثة: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾ [الحجر: 23] ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ [الأنبياء: 89] ﴿فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 58]

السنة النبوية

الوارث في السنة النبوية
جاء اسم الله (الوارث) في حديث الأسماء المشهور عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ حيث قال: «إنَّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا مائةً غيرَ واحدةٍ، مَن أحصاها دخلَ الجنَّةَ» فعدَّها وذكر منها: «الوارث». الترمذي (3507) وابن حبان (808).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

الإيمان باسم الله تعالى (الوارث) يصغِّر الدنيا بعين المؤمن، فإن المؤمن به يعلم أن الدنيا هذه فانية لا محالة، لا بقاء لها وإن طالت، فيكون التعلق بها تعلُّقًا بزائل، وعندئذٍ ينصرف التعلق إلى الله تعالى وحده لأنه هو الباقي الذي لا فناء له. الإيمان بهذا الاسم يحمل العبد على الإنفاق في سبيل الله، ويبعده عن الحرص، لأنه يدرك أن المال الذي بيده ليس مِلكًا خالصًا له، بل هو مال أعاره الله إياه، واستخلفه فيه، وهو يرثه منه بعد أن يتوفّاه إليه، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 7] ثم قال: ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الحديد: 10]. انظر "فقه الأسماء الحسنى" للشيخ عبد الرزاق البدر (ص285)

أقوال أهل العلم

«الله عز وجل وارث الخلق أجمعين، لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون، كما قال عز وجل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾ [مريم: 40]» الزَّجَّاجي "اشتقاق الأسماء" (ص173)
«الوارث: صفة من صفات الله عز وجل، وهو الباقي الدائم، والله عز وجل يرث الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، أي: يبقى ويفنى من سواه، فيرجع ما كان ملك العباد إليه وحده لا شريك له» الأَزْهَري "تهذيب اللغة" (15/85)
«هُوَ الَّذِي يرجع إلَيْهِ الأمْلاك بعد فناء المُلّاك، وذَلِكَ هُوَ الله جل جلاله؛ إذْ هُوَ الباقِي بعد فناء الخلق وإلَيْهِ مرجع كل شَيْء ومصيره وهُوَ القائِل إذْ ذاك: ﴿لمن الملك اليَوْم﴾ [غافِر: 16]، وهُوَ المُجيب: ﴿لله الواحِد القهار﴾ [غافِر: 16]، وهَذا بِحَسب ظن الأكْثَرين إذْ يظنون لأنْفُسِهِمْ مُلكًا ومُلكًا، فينكشف لَهُم ذَلِك اليَوْم حَقِيقَة الحال، وهَذا النداء عبارَة عَن حَقِيقَة ما ينْكَشف لَهُم فِي ذَلِك الوَقْت» الغَزالي "المفصد الأسنى" (ص148]