مرّ الظهران
واد فحل من أودية الحجاز، ويمرّ شمال مكة على مسافة اثنين وعشرين كيلا، ويصب في البحر جنوب جدّة ومن قراه: الجموم، وبحرة. ومن أقسامه: وادي فاطمة نسبة إلى فاطمة زوجة بركات بن أبي نميّ، أحد الأشراف الذين حكموا مكة.
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]
مر الظهران (1) :
بفتح أوله وتشديد ثانيه وبالظاء المعجمة، موضع بينه وبين البيت ستة عشر ميلاً، ورد عمر بن الخطاب
رضي الله عنه الذي ترك طواف وداع البيت من مر الظهران، وكانت منازل عك مر الظهران، سميت مر لمرارة مياهها وكان رسول الله
ﷺ ينزل المسيل الذي من أدنى مر الظهران حتى يهبط من الصفراوات، وليس بين منزل رسول الله
ﷺ وبين الطريق إلا مرمى حجر، وهناك نزل عند صلح قريش. وبمر الظهران حصن كبير يسمى البوقة، وفيه كان مسكن أمير مكة شكر بن الحسن بن علي بن جعفر الحسني، وهناك ضياع كثيرة لأهل مكة ولبني جمح وبني مخزوم وغيرهم. وببطن (2) مر تخزعت خزاعة عن إخوتها فبقيت بمكة وسارت إخوتها إلى الشام أيام سيل العرم، قال حسان بن ثابت
رضي الله عنه (3) : ولما نزلنا بطن مر تخزعت. .. خزاعة عنا في الحلول الكراكر ونزلت الأوس والخزرج يثرب، ونزل أزد عمان عمان، ونزلت خزاعة مراً كما قلناه، ونزلت أزد السراة السراة، وفيهم نزل: " لقد كان لسبأ في مسكنهم ". وبطن مر (4) فيه عين ماء في مسيل رمل، وحوله نخيلات يأوي إليها قوم من العرب، ومن بطن مر إلى عسفان ثلاثة وثلاثون ميلاً. (1) المصدر السابق: 1212، ونقل عن الروض صاحب صبح الأعشى 4: 260 وكذلك الناصري في رحلته، وتوقف عند قوله: ((وسمي مر لمرارة مائه)) فقال: ((ما رأينا به نحن إلا المياه العذبة الدافقة، فإن كان به غيرها من المياه فمسلم له قوله. ..))، والمؤلف يتابع البكري الذي ينسب القول بمرارة الماء إلى كثير عزة، وهو محض تعليل للاسم لا غير. (2) عاد إلى النقل عن معجم البكري. (3) نسبه ياقوت (مر) لعون بن أيوب الأنصاري الخزرجي. (4) نزهة المشتاق: 51.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
مر الظهران
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ - فِي الْحَدِيثِ عَنْ خُزَاعَةَ -: فَنَزَلُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَأَقَامُوا بِهَا. أَيْ أَقَامُوا بِهِ. قُلْت: مَرُّ الظَّهْرَانِ وَادٍ فَحْلٌ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ يَأْخُذُ مِيَاهَ النَّخْلَتَيْنِ - اُنْظُرْ نَخْلَةَ - فَيَمُرُّ شَمَالَ مَكَّةَ عَلَى 22 كَيْلًا، وَيَصُبُّ فِي الْبَحْرِ جَنُوبَ جَدَّةَ بِقَرَابَةِ عِشْرِينَ كَيْلًا ; وَفِيهِ عَشَرَاتُ الْعُيُونِ بَلْ كَانَتْ مِئَاتِهَا، وَكَذَلِكَ الْقُرَى، وَمِنْهَا: حَدَّاءُ، وَبَحْرَةُ، وَالْجُمُومُ، وَغَيْرُهَا. وَقَدْ أَوْفَيْت الْحَدِيثَ عَنْهُ وَعَنْ كُلِّ فُرُوعِهِ وَعُيُونِهِ وَقُرَاهُ فِي الْمُعْجَمِ، فَأَغْنَى.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]