وادي آش (1) :
مدينة بالأندلس قريبة من غرناطة كبيرة خطيرة تطرد حولها المياه والأنهار، ينحط نهرها من جبل شلير، وهو في شرقيها، وهي على ضفته، ولها عليه أرحاء لاصقة بسورها، وهي كثيرة التوت والأعناب وأصناف الثمار والزيتون، والقطن بها كثير، وكان بها حمامات، ولها بابان: شرقي على النهر وغربي على خندق، وقصبتها مشرفة عليها، وعليها سور حجارة، وهو في ركنها الذي بين المغرب والقبلة. وبقرب وادي آش قرية بها عين تجري سبعة أعوام وتغور سبعة أعوام، قالوا: وهذا معروف على قديم الزمان تسكن بجريان عينها وتخلو بغؤورها. منها عبد البر بن فرسان الوادياشي المتصل بعلي بن غانية الميورقي، ثم استوزره بعده أخوه يحيى الطويل الفتنة بإفريقية وجهاتها، وكان صاحب رياسة السيف والقلم، وإليه تنسب الأبيات المشهورة: أجبناً ورمحي ناصري وحسامي. .. وعجزاً وعزمي قائدي وزمامي ولي فتك بطاش اليدين غضنفر. .. يضارب عن أشباله ويحامي ألا غنياني بالصهيل فإنه. .. سماعي ورقراق الدماء مدامي وحطا على الرمضاء رحلي فإنها. .. مهادي وخفاق البنود خيامي وأكثر شعره فيما يكنى به طول مدة الميورقي من الحروب كقوله: أديروا مداماً للدماء فإنني. .. بها أنتشي طيباً وبالنوح أطرب معيشة ليث ليس يأوي لراحة. .. يخال إذا ما جدت الحرب يلعب ذكره ابن سعيد وابن نخيل، ومات بفزان سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وهو القائل: بين الحجاز وبين الغرب قاطعة (2) (1) بروفنسال: 192، والترجمة: 233 (Guadix). (2) سقطت الشطرة الثانية وبعدها في ع فراغ بمقدار سطرين.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]