يابرة AVERA
مدينة تقع غربي مدينة (بطليوس) وشرقي مدينة (لشبونة) بالقرب من وادي (آنسة) بالأندلس. ينسب إليها كثير من العلماء والشعراء، منهم أبو بكر عبد الله بن طلحة البابري، والشاعر أبو محمد بن عبد المجيد بن عبدون صاحب القصيدة الرائية المشهورة ومطلعها: الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأطلال والصور
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
يَابُرَة (1) :
مدينة من كور باجة الاندلس، وهي قديمة، وتنتهي أحواز باجة فيما حواليها مائة ميل، وينسب إليها ابن عبدون اليابري الشاعر (2). وفي قصيدة (3) عيسى بن الوكيل المشهورة التي مدح بها علي ابن القاسم بن محمد بن عشرة قاضي سلا التي أولها: سَل البرقَ إذ يلتاح من جانب البرقا. .. أَقرطَيْ سليمى أم فؤادي حكى خفقا ولمْ أسبلت تلك الغمامةُ دمعها. .. أَريعتْ لوشكِ البين أم ذاقتِ العشقا يقول فيها: غريب باْرض الغرب فرق قلبه. .. فآوت سلا فرقا ويابرة فرقا إذا ما بكى أو ناح لم يلف مسعداً. .. على شجوه إلا الغمائم والورقا ومنها في المدح: حياء يغض الطرْف إلا على العلى. .. وعرض كماء المزن في المزن بل أنقى وفضل نمير الماء قد خضَّر الربى. .. وعدل منير النجم قد نوَّر الأفقا بلغنا بنعماك الأمانيَّ كلها. .. فما بقيت أمنيّة غير أن تبقى وسبب مدحه له بهذه القصيدة أنه كان مستعملاً بغرناطة في الدولة اللمتونية، فحكي أنه انكسر عليه مال جليل يبلغ عشرة آلاف دينار، فقبض عليه وأشخص منكوباً إلى مراكش، فلما بلغ الموكلون به مدينة سلا وبها يومئذ بنو القاسم المعروفون ببني عشرة، رباب السماح وأرباب الأمداح، قال هذه القصيدة يمدح القاضي أبا الحسن منهم ويستجير به، وسأل إيصالها إليه، فبادر عند الوقوف عليها إلى المخاطبة بتضمن المال وتحمّله وسؤال الصفح عنه والابقاء عليه باعادته على عمله، فصدر جوابه الاسعاف والاسعاد، وعاد ابن الوكيل إلى غرناطة أنبه معاد. (1) بروفنسال: 197، والترجمة: 239 (Evora). (2) هو عبد المجيد بن عبدون شاعر بني الأفطس (- 529). (3) يعتمد المؤلف هنا على إعتاب الكتاب: 224، وعن بني عشرة انظر بحثاً للصديق العالم محمد بنشريفة بمجلة البحث العلمي المغربية، 1968.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]