الحسن بن محمد الوزان
لِيُون الإفْريقي
[الأعلام للزركلي]
الحسن بن محمد الوزان، أبو علي، الغرناطي أصلا، الفاسي دارا، المسمى في أسره يوحنّى الأسد Jean Leon والمعروف عند الإفرنج باسم ليون الافريقي Africain، L Leon: جغرافي من العلماء، رحالة، مؤرخ أندلسي. ولد في غرناطة، وهاجر طفلا مع أبيه وبعض أقاربه إلى (فاس) فتعلم بجامع (القرويين) وكان من أسرة وجيهة، فانتدب أبوه لبعض السفارات والوساطات السياسية، ثم انتدب هو لمثل ذلك، فتيسرت له الرحلة إلى أكثر بلدان إفريقية الشمالية والشرق الأوسط. وحج سنة 921 ودخل الأستانة ومصر وطاف بلاد المغرب الأقصى، وزار. (تمبكتو) عن طريق درعة وعاد منها عن طريق سجلماسة. وحضر حروبا بين البرتغال والشريف محمد السَّعْدي (القائم بأمر الله) وأسره قرصان من الإيطاليين سنة 923 هـ (في رواية) Gregoire أو 926 (في رواية الحجوي) قرب جزيرة جربة. وأخذوه الى نابلي وعرفوا أنه من أهل العلم فقدموه هدية الى البابا ليون العاشر الملك برومية، ومعه كتبه وأوراق رحلته. وكانت للبابا عناية بعلوم العرب، فأكرمه وأدخله في خاصته وسماه (جان ليون) وكان صاحب الترجمة يكتبها بالعربية (يوحنّى الأسد) - انظر نموذج خطه - وأشيع أنه تنصر، وما من دليل يؤكّد ذلك. وتعلم الإيطالية واللاتينية، وكان يحسن الإسبانية والعبرية. وطلب منه البابا أن يترجم رحلته إلى الإيطالية، ففعل. وأذن له بتدريس العربية في كلية بولونية ((Bologne وبعد موت البابا (سنة 927 هـ دخل تحت حماية الكردنال جيل (Gilles de Niterbe) وعلمه العربية. وصنف في خلال ذلك (معجما طبيا) عربيا لاتينيا عبريا، لا تزال أوراق منه موجودة، بخطه. أنجزه سنة 930 كما أنجز (سنة 932) في رومية، ترجمة (وصف إفرقية) الى الإيطالية، وفيه كثير من حوادثها التاريخية، أوردها وعلل أسبابها ونتائجها، وهو القسم الثالث من كتاب له ألفه في (الجغرافية العامة) وطبع هذا القسم سنة 1550 م بايطاليا، وأعيد طبعه عدة مرات: سنة 1554. 1588، 1606، 1613، 1830 وترجم إلى اللاتينية وطبع بها. ونقله جان طمبورال Jean Temporal الى الفرنسية عن طبعتي 1550 و 1554 الإيطاليتين، وصدره بمقدمة وجيزة وطبعه سنة 1556 بمدينة ليون ((Lyon ثم تكرر طبعه في أنفيرس وليدن وباريس وهولندة (سنة 1665) وانجلترة سنة 1600 و 1896 وطبع بالألمانية عدة طبعات، وهو في ثلاثة أجزاء ضخام، عدد أوراق الواحد منها 300 الى 400 قال الحجوي: زد على ذلك أن أول كتاب جغرافي فني يصح أن يطلق عليه هذا الاسم انما ظهر في أواسط القرن السادس عشر بألمانيا، وكتاب الوزان عرف قبل ذلك، فهو إذن أول كتاب فني جغرافي ظهر بأوربا، وكان في طليعة الكتب التي ابتدأت بها (المطبعة) بفرنسة، فتأثيره في (النهضة الأوربية) مما لاشك فيه. وقد عاد الوزان (ليون الإفريقي) الى بلاده حوالي سنة 934 هـ (1527 م) قال جريجوار: ومات على أكثر الروايات، مسلما في تونس نحو سنة 1552 م. ومن كتبه أيضا (مختصر تاريخ الإسلام) كرر ذكره في كتاب رحلته، و (تاريخ إفريقية) و (مجموع شعري) في الوعظ والزهد، نقله عن الأضرحة وأهداه الى أخ للسلطان، عند وفاة أبيه. وله رسالة باللاتينية في (تراجم الأطباء والفلاسفة العرب) طبعت سنة 1664 م. وصنف كتابا في (العقائد والفقه الإسلامي) أحال إليه في كتابه عن إفريقية، كما ذكر كتابا له أو رسالة في (الأعياد الإسلامية) و (كتابا في النحو) أشار إلى أنه ذكر في القسم الأول منه أوزان الشعر. وأتى الشيخ محمد المهدي الحجوي على ما أمكن جمعه من أخباره، في (حياة الوزان الفاسي وآثاره) وفي مكتبة الأسكوريال معجم عربي اسبانيولي (مخطوط، رقم 598) من تأليفه، أخبرني الأستاذ سعيد الأفغاني أنه رآه في رحلته سنة 1956 سماه Vocabulaire arabe - espagnol Par Jean Leon L ; Africain وفي نهايته، بالعربية: (فرغ من نسخ هذا الكتاب العبد الفقير مؤلفه يوحنا الأسد الغرناطي المدعو قبل الحسن بن محمد الوزان الفاسي، في أواخر ينيّر عام أربعة وعشرين 1 لتاريخ المسيحيين الموافق لعام ثلاثين وتسعمائة لتاريخ المسلين وذلك بمدينة بلونيا من بلاد إطاليا برسم المعلم الحكيم الطبيب الماهر يعقوب بن شمعون إلخ) 2. يقول المشرف: حياة الوزان الفاسي وآثاره لمحمد المهدي الحجوي، قدمه إلى مؤتمر المستشرقين المنعقد في فاس سنة 1933 وطبعه في الرباط سنة 1935 وهو يرجح ولادته = = سنة 901 وعنه 7 0 Broc S 2: 710.. وزاد هذا تقدير وفاته سنة 957 كما زاد في نسبه: (الزياتي) وسماه بالألمانية Leo Africanus وأرّخ l Gregoire ll9 ولادته نحو سنة 888 هـ ووفاته نحو 959 وفي دليل مؤرخ المغرب 241 وفاته بعد 950 وورد اسم معجمه العربيّ الإسبانيولي في مذكرة الأفغاني. وانظر مقال محمد عبد الله عنان في مجلة (العربيّ) العدد 43 ص 73 وقرأت ترجمة له في كناش مخطوط بخزانة الشيخ عبد الحفيظ الفاسي في الرباط جاء فيها: ولد سنة 1491 م بغرناطة، ونشأ بفاس لما هاجر والده بعد استيلاء الإسبان على غرناطة، فقرأ فيها النحو والعروض والتاريخ والفلسفة. وحضر واقعة المهدية مع سلطان فاس الوطاسي. وحل بشالة 915 هـ فاقام بها مدة، وسافر إلى مصر ثم إلى الاستانة ورجع إلى مصر وتونس. وحج ثم سافر إلى بلاد فارس ثم رجع إلى الاستانة فأسره أهل البندقية مع من كان معه وشعر من أسره بأنه من ذوي الشأن فتوجه به إلى رومة وأهداه إلى البابا ليو العاشر سنة 925 فلما علم البابا بأنه من أهل العلم فرح به وأجله وأعتقه ليستميله إليه فتنصر ظاهرا، روما للتخلص وتعلم اللسان الطلياني وكان يقرئهم العربية وألف تأليفه في المسالك باللسان العربي ثم ترجمه إلى الايطالية وبقي مدة برومة وبأحوازها. ولما مات صاحبه لم يعامله البابا خلفه بحسن السيرة التي كان يعامله بها سلفه، فذهب إلى تونس وفيها أظهر إسلامه. وله تأليف آخر في حكماء العرب وفلاسفتهم. وطبع كتابه بايطاليا سنة 1526 م وبعده طبع بالفرنساوية والانكليزية. واقرأ كلمة عنه في المستشرقون 136. * يقول المشرف: ورد هذا التاريخ في الاصول التي كان المؤلف قد أعدها للطبع ويبدو أنه تاريخ خاطئ أدى إليه خطأ من الضارب على الآلة الكاتبة وصحيحه 1550 أو 1554 - كما ورد في المتن.