البحث

عبارات مقترحة:

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

الأعلى

كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد، والثاني: الانفرادُ بالشيء والتميُّزُ فيه، وهو اسمٌ من أسماءِ الله الحسنى، يدلُّ على إثبات وَحْدانية الله تعالى، وأوَّليَّتِه قبل كلِّ الموجودات.

وهو اسمٌ ثابت لله عز وجل في القرآن، والسُّنة، والعقلُ يدل عليه.

التعريف

التعريف لغة

(الأحد) بمعنى الواحد، وهو أولُ العدد، وأصل الهمزة فيه: (واو)، و«الواو والحاء والدال: أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الانفراد». "المقاييس" لابن فارس (6 /90).

و«استأحَدَ الرجُلُ: انفرَد». "الصحاح" للجوهري (2 /440).

و«(الواحد): المتقدِّمُ في بأسٍ أو علم أو غيرِ ذلك، كأنه لا مِثْلَ له؛ فهو وَحْده لذلك». "تاج العروس" للزبيدي (9 /263).

التعريف اصطلاحًا

هو الواحدُ الأحد الذي لا نظيرَ له، ولا وزيرَ، ولا نديدَ، ولا شبيهَ، ولا عديلَ، ولا يُطلَق هذا اللفظُ على أحدٍ في الإثبات إلا على اللهِ عز وجل؛ لأنه الكامل في جميعِ صفاته وأفعاله. انظر: "تفسير ابن كثير" (8 /497).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

كِلا المعنيَينِ لكلمة (الأحد) - الأولِ والواحدِ -: ثابتانِ لله سبحانه؛ فهو (الأوَّلُ) فليس قبله شيء، وهو (الواحدُ) الذي لا يشاركه غيرُه؛ لا في الذاتِ، ولا في الصفات.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثباتِ صفة (الوَحْدانية) لله عز وجل؛ بلا شريكٍ في العبادة، وبلا مثيلٍ أو شبيه في الذات والصفات.

الفروق

الفرق بين الأحد و الواحد

الفرقُ بين اسم (الأحد) واسم (الواحد): أنَّ (الأحدَ) لا يُستعمل مع العَدِّ، أما (الواحدُ) فيَلِيه؛ فلا يقال: أحد، اثنان، ثلاثة...، ولا يقال: رجُلٌ أحدٌ على سبيل العَدِّ؛ بل يقال: واحد، اثنان، ثلاثة، ويقال: رجلٌ واحد؛ وهذا معنى قول الخَطَّابي: «ومما يَفترقان به في معاني الكلام: أنَّ (الواحدَ) في جنسِ المعدود، وقد يُفتتح به العَدَدُ، و(الأحد) ينقطِعُ معه العَدَدُ». "شأن الدعاء" (ص82).

وذكَر الزَّجاجُ فرقًا آخر، فقال: «الفرقُ بين (الواحد) و(الأحد): أن (الواحدَ) يفيد وَحْدةَ الذات فقط، و(الأحد) يفيده بالذاتِ والمعاني». "تفسير أسماء الله الحسنى" (ص58).

انظر: الواحد

الأدلة

القرآن الكريم

الأحد في القرآن الكريم
ورَد اسمُ (الأحد) في القرآن مرةً واحدة في سورة الإخلاص: ﴿قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، وهي متضمِّنة لتوحيدِ الاعتقاد والمعرفة، وما يجب للربِّ تعالى من الأَحَدِيَّة المنافية لمُطلَق المشاركة بوجهٍ من الوجوه. انظر: "بدائع التفسير" لابن القيم (5 /368).

وهو توحيدٌ مِن الله لنفسه، وأمرٌ للمخاطَب بتوحيده؛ فقد كان سببَ نزولِ الآية: أنَّ نَفَرًا من المشركين سألوا النبيَّ أن يَصِفَ لهم رَبَّه، قال ابنُ جرير: «قُلْ يا مُحمَّدُ لهؤلاء السائلين عن نَسَبِ رَبِّك، وصفتِه، ومَن خلَقه: الرَّبُّ الذي سألتموني عنه هو الذي له عبادةُ كلِّ شيء؛ لا تنبغي العبادةُ إلا له، ولا تصلُحُ لشيءٍ سِواه». "تفسير الطبري" (30 /343).

السنة النبوية

الأحد في السنة النبوية

جاء ذكرُ اسمِ (الأحد) في الحديث القدسيِّ الذي يرويه أبو هُرَيرةَ رضي الله عنه، عن النبيِّ ، قال: «قال اللهُ: كذَّبَني ابنُ آدَمَ ولم يكُنْ له ذلك، وشتَمَني ولم يكُنْ له ذلك؛ فأمَّا تكذيبُه إيَّايَ فقولُه: لن يُعِيدَني كما بدَأَني، وليس أوَّلُ الخَلْقِ بأهوَنَ عليَّ مِن إعادتِه، وأمَّا شَتْمُه إيَّايَ فقولُه: اتَّخَذَ اللهُ ولدًا، وأنا الأحدُ، الصَّمَدُ، لم أَلِدْ، ولم أُولَدْ، ولم يكُنْ لي كُفُوًا أحَدٌ». البخاري (4974).

* وورَد أيضًا في حديث بُرَيدةَ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ سَمِعَ رجُلًا يقولُ: اللهمَّ إنِّي أسألُك بأنِّي أشهَدُ أنَّك أنت اللهُ، لا إلهَ إلا أنت، الأحدُ، الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ، ولم يُولَدْ، ولم يكُنْ له كُفُوًا أحدٌ، فقال: «والذي نفسي بيدِه، لقد سألَ اللهَ باسمِه الأعظَمِ الذي إذا دُعِيَ به أجابَ، وإذا سُئِلَ به أعطى»». أخرجه أبو داود (1493).

العقل

وهو شيءٌ معلوم بأدنى تفكير؛ فوجود مَلِكَينِ في مدينةٍ واحدة - مثلًا - يُفسِدها، فكيف بمَقام الألوهية؟!

فوجودُ أكثَرَ مِن إلهٍ واحد مستحيلٌ عقلًا؛ لأنهم إما أن يخلُقوا ويحكُموا معًا، فينفرِدَ كلُّ إلهٍ بما خلَق، وينعدِمَ انتظامُ الوجود؛ وهذا ليس كائنًا؛ لأن المُشاهَدَ أن الوجودَ منتظِمٌ؛ كما قال تعالى: ﴿مَّا ‌تَرَىٰ ‌فِي ‌خَلْقِ اْلرَّحْمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ﴾ [الملك: 3]، وإما أن يَعمَلَ ويحكُمَ واحدٌ دون غيرِه؛ وهذا لا يكون أيضًا؛ لأن المتعطِّلَ لا يستحِقُّ الألوهيةَ.

فانتظامُ العالَمِ، وعدمُ فساده، وعدم أحقِّيَّةِ المتعطِّل بالألوهيَّة: دليلٌ على أنه ليس هناك إلا إلهٌ واحد لا شريكَ له.

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

إنَّ مَن أدرَك أنه سبحانه فردٌ في ذاته لا مثيلَ له ولا شبيهَ، وفي أفعاله إذ تفرَّدَ بالإيجاد والإمداد والبَسْطِ والقبض والنفع والضُّرِّ: أفرَدَه - ولا بدَّ - بالعبادةِ؛ فلم يُشرِكْ به شيئًا شركًا أكبَرَ، ولا أصغَرَ؛ كالتعلُّق بالأسباب، والرِّياء، وغيرِ ذلك.

المظاهر في الكون والحياة

مِن مظاهرِ وَحْدانيَّة الله عز وجل: وَحْدانية خَلْقِه؛ فالمتأمِّل في الكون يرى أنه خُلِق بإرادةٍ واحدة، لا بإرادتَينِ، وربَطتْ أجزاءَه حِكْمةُ خالقٍ واحد؛ فهو تامُّ الانتظام، لا يخرُجُ شيءٌ منه عمَّا وُضِع عليه، وهذا ينطبق على الوجودِ بأَسْره؛ مِن أكبَرِ الكواكب والنُّجوم والمَجرَّات إلى أصغَرِ الموجودات؛ كالذَّرة ومكوِّناتها؛ كلُّها تُظهِر إتقانَ الخالق، ووَحْدانيته، وانفرادَه بالخَلْقِ والأمر؛ كما قال سبحانه: ﴿أَلَا ‌لَهُ ‌اْلْخَلْقُ ‌وَاْلْأَمْرُۗ﴾ [الأعراف: 54].

أقوال أهل العلم

«الأحدُ: المتضمِّن لانفرادِه بالرُّبوبيَّة والإلهيَّة».

ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "بدائع الفوائد" (1 /146).

«هو الواحدُ الأحد، الذي لا نظيرَ له، ولا وزيرَ، ولا نديدَ، ولا شبيهَ، ولا عديلَ، ولا يُطلَق هذا اللفظُ على أحدٍ في الإثبات إلا على اللهِ عز وجل؛ لأنه الكاملُ في جميعِ صفاته وأفعاله».

ابن كَثِير "تفسير القرآن العظيم" (14 /513).