سيف بن ذي يزن بن ذي أصبح بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو الحميري
المَلِك سَيْف
[الأعلام للزركلي]
سيف بن ذي يزن بن ذي أصبح بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو الحميري: من ملوك العرب اليمانيين، ودهاتهم. قيل اسمه معد يكرب. ولد ونشأ بصنعاء. وكان الحبشة قد ملكوا اليمن في أوائل القرن السادس للميلاد، وقتلوا أكثر ملوكها من آل حمير، فنهض سيف، وقصد أنطاكية وفيها قيصر ملك الروم، فشكا إليه ما أصاب اليمن، فلم يلتفت إليه، فقصد النعمان بن المنذر (عامل كسرى على الحيرة والعراق) فأوصله إلى كسرى أنو شروان (ملك الفرس) فحدثه بأمره، فبعث كسرى معه نحو ثماني مئة رجل ممن كانوا في سجونه، وأمّر عليهم شريفا من العجم اسمه (وهرز) فسار بهم إلى الأبلة (غرب البصرة) وركبوا البحر، وخرجوا بساحل عدن، فأقبل عليهم رجال اليمن يناصرونهم، فقتلوا ملك الحبشة وهو مسروق بن أبرهة الأشرم، ودخلوا صنعاء، وكتبوا إلى كسرى بالفتح، فألحقت اليمن ببلاد الفرس على أن يكون ملكها والمتصرف في شؤونها سيف بن ذي يزن. واتخذ الملك سيف (غمدانَ) قصرا له، وعاد الفرس إلى بلادهم، واستبقى سيف جماعة من الحبشان أشفق عليهم وجعلهم خدما له ووفدت عليه أمراء العرب تهنئة، فمكث في الملك نحو خمس وعشرين سنة، أو دون ذلك. وائتمر به بقايا الأحباش، فقتلوه بصنعاء. وهو آخر من ملك اليمن من قحطان. وفي كتاب (الملك سيف) لعلي ناصر الدين، جملة حسنة من سيرته 1. ابن هشام 1: 22 والروض الأنف 1: 51 والكامل لابن الأثير 1: 158 والأخبار الطوال 63 والمسعودي، طبعة باريس 3: 162 - 172 والنويري 15: 309 ونزهة الجليس 1: 276 وشرح المقصورة الدريدية 87 والتيجان 303 وفيه أن المؤرخين لا يعدونه في جملة ملوك حمير، وأنه (تفرق بعد مقتله ما بقي من ملك حمير، وولي كل ناحية ملك، كحال ملوك الطوائف فيما بعد).