عبد الرحمن بن مسلم
أَبُو مُسْلِم الخُرَاسَاني
[الأعلام للزركلي]
عبد الرحمن بن مسلم: مؤسس الدولة العباسية، وأحد كبار القادة. ولد في ماه البصرة (مما يلي أصبهان) عند عيسى ومعقل ابني إدريس العجليّ، فربياه إلى أن شب، فاتصل بإبراهيم بن الإمام محمد (من بني العباس) فأرسله إبراهيم إلى خراسان، داعية، فأقام فيها واستمال أهلها. ووثب على ابن الكرماني (والي نيسابور) فقتله واستولى على نيسابور، وسلم عليه بإمرتها، فخطب باسم السفاح العَبَّاسي (عبد الله بن محمد) ثم سيّر جيشا لمقاتلة مروان بن محمد (آخر ملوك بني أمية) فقابله بالزّاب (بين الموصل وإربل) وانهزمت جنود مروان إلى الشام، وفرّ مروان إلى مصر، فقتل في بوصير، وزالت الدولة الأموية الأولى (سنة 132 هـ وصفا الجو للسفاح إلى أن مات، وخلفه أخوه المنصور، فرأى المنصور من أبي مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك، وكانت بينهما ضغينة، فقتله برومة المدائن. عاش أبو مسلم سبعا وثلاثين سنة بلغ بها منزلة عظماء العالم، حتى قال فيه المأمون: (أجلّ ملوك الأرض ثلاثة، وهم الذين قاموا بنقل الدول وتحويلها: الإسكندر، وأزدشير، وأبو مسلم الخراساني). وكان فصيحا بالعربية والفارسية، مقداما، داهية حازما، راوية للشعر، يقوله، قصير القامة، أسمر اللون، رقيق البشرة حلو المنظر، طويل الظهر قصير الساق، لم ير ضاحكا ولا عبوسا، تأتيه الفتوح فلا يعرف بشره في وجهه، وينكب فلا يرى مكتئبا، خافض الصوت في حديثه، قاسي القلب: سوطه سيفه. وفي (الروض المعطار) : كان إذا خرج رفع أربعة آلاف أصواتهم بالتكبير، وكان بين طرفي موكبه أكثر من فرسخ، وكان يطعم كل يوم مئة شاة. وفي (البدء والتاريخ) : كان أقل الناس طمعا: مات وليس له دار ولا عقار ولا عبد ولا أمة ولا دينار. وقال الذهبي: (كان ذا شأن عجيب، شاب دخل خراسان ابن تسع عشرة سنة، على حمار بإكاف، وحزمة وعرمة، فما زال يتنقل حتى خرج من مرو، بعد عشر سنين، يقود كتائب أمثال الجبال، فقلب دولة وأقام دولة، وذلت له رقاب الأمم، وراح تحت سيفه ستمائة ألف أو يزيدون!) وللمرزباني محمد بن عمران المتوفى سنة 378 كتاب (أخبار أبي مسلم) في نحو مئة ورقة 1. ابن خلكان 1: 280 وابن الأثير 5: 175 والطبري 9: 159 والروض المعطار - خ. والبدء والتاريخ 6: 78 - 95 وميزان الاعتدال 2: 117 ولسان الميزان 3: 436 وتاريخ بغداد 10: 207 والذريعة 1: 318 وفي المعارف لابن قتيبة 185 (اختلفوا في اسمه اختلافا كثيرا) وفي أنساب الأشراف - خ.: الجزء الرابع، ص 631 قال له رُؤْبَة بن العَجَّاج: إني أرى لسانا عضبا وكلاما فصيحا فأين نشأت أيها الأمير؟ قال: بالكوفة والشام. قال رؤبة: بلغني أنك لا ترحم؟ قال: كذبوا، إني لأرحم. قال: فما هذا القتل؟ فقال أبو مسلم: إنما أقتل من يريد قتلي.