البحث

عبارات مقترحة:

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

الإخفاء

من معاني الإخفاء في اللغة "الستر" وفي الاصطلاح هو عبارة عن النطق بحرف ساكن عار من الشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو هنا النون الساكنة والتنوين. والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي. وحروفه هنا خمسة عشر حرفاً وهي الباقية من الحروف الهجائية بعد إسقاط الحروف المتقدمة للأحكام الثلاثة السابقة التي هي الإظهار والإدغام والقلب. وقد جمعها الجمزوري في تحفته في أوائل كلمات هذا البيت: صفْ ذا ثَناً كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَما ***** دُمْ طيِّباً زدْ تُقىً ضعْ ظَالما وهي الصاد المهملة والذال المعجمة والثاء المثلثة، والكاف والجيم والشين المعجمة، والقاف والسين والدال والطاء المهملات والزاي والفاء والتاء والمثناة فوق والضاد المعجمة والظاء المشالة. فإذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد النون الساكنة سواء أكان متصلاً بها في كلمتها أم منفصلاً عنها أو بعد التنوين ولا يكون إلا من كلمتين كما هو مقرر. وجب إخفاؤهما ويسمى إخفاء حقيقيّاً. فتسميته إخفاء لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف. وتسميته حقيقّاً لأنه متحقق في النون الساكنة والتنوين أكثر من غيرهما. وإليك الأمثلة للنون الساكنة من كلمة ومن كلمتين وللتنوين مع هذه الحروف: فالصاد المهملة: نحو ﴿وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة: 86] ﴿أَن صَدُّوكُمْ﴾ [المائدة: 2] ﴿رِيحاً صَرْصَراً﴾ [القمر: 19]. والذال المعجمة: نحو ﴿لِّيُنذِرَ﴾ [الأحقاف: 12] ﴿مِّن ذَكَرٍ﴾ [آل عمران: 195] ﴿سِرَاعاً ذَلِكَ﴾ [ق: 44]. والثاء المثلثة: نحو ﴿مَّنثُوراً﴾ [الدهر: 19] ﴿أَن ثَبَّتْنَاكَ﴾ [الإسراء: 74]. ﴿ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: 7]. والكاف: نحو ﴿أَنكَالاً﴾ [المزمل: 12] ﴿مِن كُلٍّ﴾ [المؤمنون: 27] ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [النور: 26]. والجيم: نحو ﴿فَأَنجَيْنَاهُ﴾ [الشعراء: 119] ﴿مَن جَآءَ﴾ [الأنعام: 160] ﴿قَوْماً جَبَّارِينَ﴾ [المائدة: 22]. والشين المعجمة: نحو ﴿مَنْشُوراً﴾ [الإسراء: 13] ﴿فَمَن شَآءَ﴾ [الدهر: 29] ﴿والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [البروج: 29]. والقاف: نحو ﴿يُنقَذُونَ﴾ [يس: 43] ﴿وَإِن قِيلَ﴾ [النور: 28] ﴿إِنَّ الله عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [النحل: 70]. والسين المهملة: نحو ﴿مَا نَنسَخْ﴾ [البقرة: 106] ﴿مِّن سَيِّئَاتِكُمْ﴾ [البقرة: 271] ﴿وَرَجُلاً سَلَماً﴾ [الزمر: 29]. والدال المهملة: نحو ﴿وَعِندَهُ﴾ [الأنعام: 59] ﴿وَمَن دَخَلَهُ﴾ [آل عمران: 97] ﴿مُّسْتَقِيمٍ دِيناً﴾ [الأنعام: 161]. والطاء المهملة: نحو ﴿انطلقوا﴾ [المرسلات: 29، 30] ﴿فَإِنْ طَلَّقَهَا﴾ [البقرة: 230] ﴿صَعِيداً طَيِّباً﴾ [النساء: 43]. والزاي: نحو ﴿أَنَزَلَ﴾ [الرعد: 17] ﴿مِّن زَوَالٍ﴾ [إبراهيم: 44] ﴿وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا﴾ [الأحزاب: 37]. والفاء: نحو ﴿يُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: 3] ﴿إِن فِي صُدُورِهِمْ﴾ [غافر: 56] ﴿على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ﴾ [البقرة: 184، 185]. والتاء المثناة فوق: نحو ﴿مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة: 91] ﴿إِن تَتُوبَآ﴾ [التحريم: 4] ﴿زَرْعاً تَأْكُلُ﴾ [السجدة: 27]. والضاد المعجمة: نحو ﴿مَّنْضُودٍ﴾ [هود: 82] ﴿مِّن ضُرٍّ﴾ [المؤمنون: 75] ﴿وَكُلاًّ ضَرَبْنَا﴾ [الفرقان: 39]. والظاء المشالة: نحو ﴿فانظر﴾ [النمل: 14] ﴿إِن ظَنَّآ﴾ [البقرة: 230] ﴿ظِلاًّ ظَلِيلاً﴾ [النساء: 57]. ووجه الإخفاء هنا: أن النون الساكنة والتنوين لم يبعدا عن حروف الإخفاء كبعدهما عن حروف الحلق حتى يجب الإظهار. ولم يقربا منهن كقربهما من حروف الإدغام حتى يجب الإدغام فلما عدم البعد الموجب للإظهار والقرب الموجب للإدغام أعطيا معهن حكماً وسطاً بين الإظهار والإدغام هو الإخفاء. ‌‌تنبيهات هامة بخصوص الإخفاء من حيث الأداء والكيفية والمراتب والفرق بينه وبين الإدغام..الخ الأول: النون الساكنة في حالة الإخفاء لا تخلو من أن يقع قبلها ضمة نحو ﴿كُنْتُمْ﴾ [البقرة: 23] أو كسرة نحو ﴿مِّنكُمْ﴾ [مريم: 71] أو فتحة نحو ﴿عَنكُمْ﴾ [الأنفال: 11] فليحذر القارىء من إشباع هذه الحركات حتى لا يتولد من الضمة واو ومن الكسرة ياء ومن الفتحة ألف فيصير اللفظ (كونتم ومينكم وعانكم) وكثيراً ما يقع هذا من بعض القراء المتعسفين وهو خطأ قبيح وتحريف صريح وزيادة في كلام الله تعالى. الثاني: من الخطإ في الإخفاء أيضاً إلصاق اللسان في الثنايا العليا عند إخفاء النون الساكنة والتنوين إذ ينشأ عن ذلك. النطق بالنون ساكنة مُظهرة مصحوبة بغنة. فيخرج القارىء بذلك عن الإخفاء المقصود وما سمي الإخفاء إخفاء إلا لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند الحروف الخاصة به. وكيفيته كما صرح به غير واحد من أئمتنا كالحافظ القسطلاني أن يكون هنالك تجاف بين اللسان والثنايا العليا أو بعبارة أخرى أن يجعل القارىء لسانه بعيداً عن مخرج النون قليلاً فيقع الإخفاء الصحيح المقصود ويتأكد ذلك عند الطاء والدال المهملتان والتاء المثناة فوق وكذلك الضاد المعجمة. الثالث: مما يجب معرفته أن الفرق بين الإدغام والإخفاء هو أن الإدغام يصحبه التشديد وأن الإخفاء غير مصحوب به ويكون عند الحروف لا فيها بخلاف الإدغام فهو في الحروف لا عندها يقال أخفيت النون عند الكاف لا فيها وأدغمتها في الراء لا عندها. الرابع: إخفاء النون الساكنة والتنوين عند الحروف الخمسة عشر ليس في مرتبة واحدة بل متفاوت في القوة وذلك على قدر قرب حروف الإخفاء من النون والتنوين وبعدهن عنهما في المخرج فكلما قربا من حروف الإخفاء كان إخفاؤهما عند هذا الحرف أزيد مما بعد عنه. وبذلك يكون الإخفاء على ثلاث مراتب: أقواها: عند الطاء والدال المهملتين والتاء المثناة فوق أي أن الإخفاء عند هذه الحروف يكون قريباً من الإدغام وذلك لقربهن من النون والتنوين في المخرج. وأدناها عند القاف والكاف أي أن الإخفاء عند هذين الحرفين يكون قريباً من الإظهار وذلك لبعدهما عن النون والتنوين في المخرج. وأوسطها عند الحروف العشرة الباقية أي أن الإخفاء عند هذه الحروف يكون متوسطاً فليس قريباً من الإدغام كما في المرتبة الأولى ولا من الإظهار كما في المرتبة الثانية وذلك لتوسطها في القرب والبعد من النون والتنوين في المخرج. وأما الغنة في الإخفاء في جميع أحواله السابقة فلا تفاوت فيها على التحقيق فهي لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي كما سيوقف على ذلك قريباً. الخامس: كل ما جاء في هذا الباب من الأحكام الأربعة إن كان في كلمة فالحكم فيه عام في الوصل والوقف وإن كان في كلمتين فالحكم فيه خاص بالوصل فقط هذا بالنسبة للنون، أما بالنسبة للتنوين فالحكم فيه خاص بالوصل لا غير لأنه لا يكون إلا من كلمتين كما هو مقرر. فتأمل. وقد أشار صاحب التحفة إلى حكم الإخفاء هنا وحروفه الخمسة عشر بقوله رحمه الله: والرابعُ الإخفاءُ عند الفاضل ***** من الحروفِ واجبٌ للفاضلِ في خمسة من بعد عشْر رمزُها ***** في كلم هذا البيت قد ضمَّنتُها صِفْ ذا ثناً كم جاد شخصٌ قد سما ***** دُمْ طيِّباً زدْ في تقىً ضعْ ظالما اهـ كما أشار الحافظ الجزري إلى الأحكام الأربعة كلها في "المقدمة الجزرية" بقوله رضي الله عنه: فعندَ حرْفِ الحلْق أظهرْ وادَّغمْ ***** في اللام والرا لا بغُنَّة لَزمْ وأدغِمَن بغْنِّة في يُومِنُ ***** إلا بكلمةٍ كدُنيا عَنْوَنُوا والقلبُ عند البا بغُنَّةٍ كذا*****لاخفَا لَدَى باقي الحروف أُخِذَا اهـ والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأكرم. " هداية القاري إلى تجويد كلام الباري" للمرصفي.