عمر بن هبيرة بن سعد بن عديّ الفزاري، أبو المثنى
ابن هُبَيْرة
[الأعلام للزركلي]
عمر بن هبيرة بن سعد بن عديّ الفزاري، أبو المثنى: أمير، من الدهاة الشجعان. كان رجل أهل الشام. وهو بدوي أمي. صحب عمرو بن معاوية العقيلي في سيره لغزو الروم، فأظهر بسالة. وشارك في مقتل مطرف بن المغيرة، المناوئ للحجاج الثقفي، وأخذ رأسه، فسيره به الحجاج إلى عبد الملك بن مروان، فسُر به عبد الملك وأقطعه إقطاعا ببرزة (من قرى دمشق). ولما صارت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز ولاه الجزيرة، فتوجه إليها. وغز الروم من ناحية أرمينية فهزمهم وأسر منهم خلقا كثيرا واستمر على الجزيرة إلى أن كانت خلافة يزيد بن عبد الملك، فولاه إمارة العراف وخراسان، فكانت إقامته في الكوفة. ثم عزله هشام بن عبد الملك سنة 105هـ وولي خالد بن عبد الله القسري، فحبسه خالد في سجن واسط: " فقد حبس القسريُّ في سجن واسط. .. فتى شيظميا ماينهنهه الزجر فتى لم ترببه النصارى، ولم يكن. .. غداءا له لحم الخنازير والخمر " والشيظمي الطويل الجسيم، وقوله: " لم تربِّبه النصارى " تعريض بخالد القسري، لأن أمه كانت رومية. ولم يطل حبس ابن هبيرة، فان غلمانا له من الأروام حفروا نفقا إلى السجن وأحضروا له خيلا، فهرب ومعه ابنه يزيد. وذهب إلى الشام، فأناخ بباب مسلمة بن عبد الملك، فكان واسطته عند " هشام " فرضي عنه هشام وأمنه. وللفرزدق في هربه شعر. قال ابن هبيرة: ما رأيت أشرف من الفرزدق، هجاني أميرا ومدحني أسرا 1. الكامل، لابن الأثير 5: 37 و 38 و 46 ورغبة الآمل 2: 77 و 229 ثم 3: 173 ثم 6: 229 - 231 والمسعودي، طبعة باريس 5: 458 والجمحيّ 287 - 292.