البحث

عبارات مقترحة:

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

المعطي

كلمة (المعطي) في اللغة اسم فاعل من الإعطاء، الذي ينوّل غيره...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

المعافر (أو معافر) وهو لقب له، واسمه النعمان بن يعفر بن سكسك، من...

المَعَافِر بن يعفر

[الأعلام للزركلي]


المعافر (أو معافر) وهو لقب له، واسمه النعمان بن يعفر بن سكسك، من حمير: ملك جاهلي يماني. قيل في خبره: ولد في صنعاء، ومات أبوه وهو جنين، فبويع بالملك قبل أن يولد. ونشأ والدولة في ضعف، وغزاه في صباه (عامِر ذو رِيَاش) وأخذ منه صنعاء وغمدان، فلجأ إلى مغارة، فاعتقله ذو رياش وحبسه في غمدان، فشبّ، ثم هرب من محبسه، وعاد إليه أمر (حمير) ونهض بأعباء الملك فغزا أرض بابل وخراسان، وقفل إلى الشام فمكة فصنعاء، واستمر عظيم السلطان إلى أن مات بغمدان. وأمر قبل موته أن لا يضجع بل يدفن قائما، فلما كانت خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان فتحت مغارة باليمن فيها جوهر وذهب وسلاح وسارية من رخام قائمة، ختم رأسها بالرصاص، فأعلم سليمان بذلك، فأمر بقلع الرصاص، فإذا في السارية شيخ واقف وعلى رأسه لوح من الذهب مكتوب فيه بالحميرية (أنا المعافر بن يعفر) قلت: هذه ترجمة (المعافر) كما في كتاب (التيجان) لوهب بن منبه، وقد ورد ذكره في كت أبي (الإكليل) و (صفة جزيرة العرب) للهمداني، أكثر من مرة، باسم (معافر - أو المعافر - بن يعفر) كما في (اللباب) لابن الأثير، ومصادر أخرى، إلا أن ابن حزم (في جمهرة الأنساب) والزبيدي (في التاج) وابن خلدون (في العبر) متفقون على ما يفهم منه أن المعافر (هم) بنو يعفر بن سكسك، ومعنى هذا نفي وجود شخص اسمه أو لقبه (معافر) ويقول الجوهري (في الصحاح) : (معافر، بفتح الميم، حيّ من همدان، وإليهم تنسب الثياب المعافرية) وأشار الزبيدي إلى أن قوله (من همدان) خطأ. فهو إذا من (حمير) كما في سائر المصادر. والخلاف في هل (المعافر شخص واحد، فيقال (ابن) يعفر، أم جماعة فيقال (بنو) يعفر؟ و (المَعافريون) اشتهر جماعات منهم، بعد الإسلام، في الأندلس ومصر. وعلى فرض ترجيح الرواية الثانية، فتكون الترجمة لأحد أصولهم في اليمن 1. التيجان 58 و 63 ترجم له مرتين، الأولى باسم النعمان، والثانية باسم معافر. والإكليل طبعة الكرملي 8: 209 وطبعة پرنستن 8: 181 ثم 10: 2 وصفة جزيرة العرب، طبعة ليدن 67، 99 واللباب 3: 154 وجمهرة الأنساب 393 والتاج 6: 219 - 220 وابن خلدون 2: 256 ونهاية الأرب للقلقشندي 341 ومعجم قبائل العرب 1115 وصحاح الجوهر 367 قلت: وللمعافريين الآن، بقية كبيرة في المغرب الأقصى، أشار إليها المانوزي في تاريخه (كما في المعسول الجزء السادس من مخطوطة مؤلفه) قال عند ذكر الإمام أبي بكر بن العربيّ المعافري - محمد ابن عبد الله - المتوفى سنة 543 هـ ما مؤداه: والمعافرة قبائل كثيرة في نواحي تامانارت، سكنوا فيها بين بلاد تامانارت وقرية ايشت، من أوائل القرن الخامس للهجرة، في مدينة تسمى (الفائجة) ثم خالطتهم القبائل الصحراوية مثل بني أسا والركيبات من عرب معقل، فجعلوا ينتقلون شيئا فشيئا إلى نواحى السوس، وخلت (الفائجة) في آخر القرن الثاني عشر الهجرى. وخربت. وقد دخلتها عام 1341 هـ ورأيت مقبرتها العظيمة الدالة على عظمتها. وتجولت في البلاد التامانارتية، وأقمت فيها نازلا على القائد الانجب البشير بن عمر بن أحمد الشريف الكثيرى أصلا التامانارتى وطنا الجزولى جيلا، وله خزانة كتب تاريخية علمية تكلمت على أحوال تامانارت وأجيالها المنقرضة، ويلوح لمن تأملها أن تلك الأجيال كلها عرب، لا بربر بينهم، وأن جلهم انسلّوا أيام الفتوح المروانية الأموية في القرنين الأول والثاني الهجريين من زمن عقبة بن نافع والوليد بن عبد الملك، إلى هذه النواحي الصحراوية السوسية، من جهة إفريقية الشمالية، ثم تناسلوا وكثروا وأثروا إلى أن عمروا تلك البلاد، وجلهم يتكلم بالعربية الفصحى (كذا) لهذا العهد القريب، وفيهم الغرائز العربية من كرم مفرط، وشجاعة، ومراعاة للجوار والعهد وللناس في ذلك عنهم حكايات عجيبة، وقد خالطناهم أيام الزراعة بالمعدر الجنوبي وما زالوا على هذه الحال (أي إلى أواسط القرن الرابع عشر الهجريّ).