البحث

عبارات مقترحة:

الحق

كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

موسى بن نصير بن عبد الرحمن ابن زيد اللخمي بالولاء، أبو عبد الرحمن

موسى بن نصير

[الأعلام للزركلي]


موسى بن نصير بن عبد الرحمن ابن زيد اللخمي بالولاء، أبو عبد الرحمن: فاتح الأندلس. أصله من وادي القرى (بالحجاز) كان أبوه نصير على حرس معاوية. ونشأ موسى في دمشق، وولي غزو البحر لمعاوية، فغزا قبرس وبنى بها حصونا. وخدم بني مروان، ونبه شأنه. وولي لهم الأعمال، فكان على خراج البصرة في عهد الحجاج، وغزا إفريقية في ولاية عبد العزيز بن مروان. ولما آلت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك، ولاه إفريقية الشمالية وما وراءها من المغرب (سنة 88 هـ فأقام بالقيروان، ووجه ابنيه عبد الله ومروان فأخضعا له من بأطراف البلاد من البربر. واستعمل مولاه طارق بن زياد الليثي على طنجة، وكان قد فتحها وأسلم أهلها، وأمره بغزو شاطئ أوربة، فزحف طارق بقوة (قيل: عددها 1988 بربريا ونحو 300 عربي) من حامية طنجة، فاحتل (سنة 92 هـ جبل كلبي Calpe الّذي سمي بعد ذلك جبل طارق Gibraltar وصد مقدمة الإسبانيين، وكانوا بقيادة تدمير Theudemir وعلم الملك روذريق Roderic بهزيمة تدمير، فحشد جيشا من القوط Goths والإسبانيين الرومانيين، يناهز عدده أربعين ألفا، وقابل طارقا على ضفاف وادي لكة Guadalete بقرب شريش Xerez فدامت المعركة ثمانية أيام، وانتهت بمقتل روذريق بيد طارق. وكتب طارق إلى موسى بما كان، فكتب إليه موسى يأمره بأن لا يتجاوز مكانه حتى يلحق به. ولم يعبأ طارق بأمره، خوفا من أن تتاح للإسبانيين فرصة يجمعون بها شتاتهم، وقسم جيشه ثلاثة أقسام وواصل احتلال البلاد، فاستولى قواده في أسابيع على إستجة ومالقة وقرطبة، واحتل بنفسه طليطلة (دار مملكة القوط). واستخلف موسى على القيروان ولده عبد الله، وأقبل نحو الأندلس في ثمانية عشر ألفا من وجوه العرب والموالي وعرفاء البربر، فدخل إسبانية في رمضان سنة 93 سالكا غير طريق طارق، فاحتل قرمونة Caramona وإشبيلية وعددا من المدن بين الوادي الكبير Guadalquivir ووادي أنس Guadiana ولم يتوقف إلا أمام مدينة ماردة Merida وكانت حصينة، ففقد كثيرا من رجاله في حصارها، ثم استولى عليها. وتابع السير الى أن بلغ طليطلة. ولما التقى بطارق عنفه على مخالفته أمره وقيل سجنه مدة وأطلقه، وسيّره معه، ثم وجهه لإخضاع شرقي شبه الجزيرة، وزحف هو مغربا، واجتمعا أمام سرقسطة، فاستوليا عليها بعد حصارها شهرا، وتقدم طارق فافتتح برشلونة Barcelona وبلنسية Valence ودانية Denia وغيرها، بينما كانت جيوش موسى تتوغل في قلب شبه الجزيرة وغربها. وهكذا تم لموسى وطارق افتتاح ما بين جبل طارق وسفوح جبال البرانس Pyrennees في أقل من سنة. وجعل موسى يفكر في مشروع عظيم، هو أن يأتي المشرق من طريق القسطنطينية، بحيث يكتسح أوربة كلها ويعود إلى سورية عن طريق شواطئ البحر الأسود، فما كاد يتصل خبر عزمه هذا بالخليفة (الوليد ابن عبد الملك) حتى قلق على الجيش وخاف عواقب الإيغال، فكتب إلى موسى يأمره بالعودة إلى دمشق، وأطاع موسى الأمر، فاستخلف ابنه عبد العزيز على قرطبة (دار إمارة الأندلس) واستصحب طارقا معه. ووصل إلى القيروان (سنة 95) فولّى ابنه عبد الله على إفريقية، ووصل إلى المشرق بما اجتمع له من الغنائم، فدخل مصر ومعه مئة وعشرون من الملوك وأولادهم، في هيئة ما سمع بمثلها، وواصل السير إلى دمشق فدخلها سنة 96 والوليد في مرض موته، فلما ولي سليمان بن الوليد استبقاه عنده، وحج معه فمات بالمدينة، وقيل: بل عزله ونكبه، فانصرف إلى وادي القرى (بالحجاز) وأقام في حال غير مرضية، إلى أن توفي. وكان شجاعا عاقلا كريما تقيا، لم يهزم له جيش قط. أما سياسته في البلاد التي تم له فتحها، فكانت قائمة على إطلاق الحرية الدينية لأهلها، وإبقاء أملاكهم وقضائهم في أيديهم، ومنحهم الاستقلال الداخلي على أن يؤدوا جزية كانت تختلف بين خمس الدخل وعشره (أي أقل مما كانوا يدفعونه لحكومة القوط) 1. La Grande Encyclopedie Francaise 326: 16 ونفح الطيب 1: 108، 134 والحلة السيراء 30 ووفيات الأعيان 2: 134 وجذوة المقتبس 317 وسير النبلاء - خ. المجلد الرابع، وفيه: كان أعرج، مولى لامرأة من لخم ذا رأي وحزم، مهيبا. وابن الفرضيّ 2: 18 وأخبار مجموعة 3 وفيه: . وبغية الملتمس 442 وفيه: وتراجم إسلامية 109 وفي البيان المغرب 1: 46 وفاته سنة 98 ومثله في نخب تاريخية 11 وفي الكامل لابن الأثير 2: 151 أن خالد بن الوليد لما افتتح عين التمر كان فيها جموع من العرب والعجم، فهزمهم وقتل وأسر، ووجد في بيعتهم بالحصن أربعين غلاما يتعلمون الانجيل فأخذهم فقسمهم في أهل البلاد، فكان منهم أبو محمد، و أبو موسى. وفى كتاب ما يأتي: وقد رأيت مسجدا صغيرا متقن الصنعة، على رأس رابية عالية في الهواء، في جبال بني حسان، قرب مدينة أجمع أهل ذلك البلد على أنه من عمل موسى بن نصير، وهم يسمونه نقلوا ذلك خلفا عن سلف، رأيته سنة 1124 للهجرة.