البحث

عبارات مقترحة:

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي، أبو الفتوح، الأعز، المعروف...

ابن قَلاقِس

[الأعلام للزركلي]


نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي، أبو الفتوح، الأعز، المعروف بابن قلاقس الإسكندري الأزهري: شاعر، نبيل، من كبار الكتاب المترسلين. كان في سيرته غموض، وظفرت بما يجلو بعضه ولد ونشأ بالإسكندرية. وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء " المدرسة الحافظية " بالإسكندرية، ولعله كان من تلاميذها، يقول، بعد أبيات: " كتبت أطال الله بقاء مواليّ الفقهاء أنجم المهتدين وصواعق المعتدين، من مصر حرسها الله، وقد خرجت بظاهرها ليلة الجمعة للنزهة مع الأمراء أدام الله عليّ امتداد ظلهم. " وضمَّن رسالته هذه قصيدة، قال فيها: " أرى الدهر أشجاني ببعد، وسرني. .. بقرب، فأخطأ مرة، وأصابا " " فإن أرتشف شهد الدنوّ فإنني. .. تجرعت للبين المشتت صابا " ثم عاد إليها. ولقي فيها أبا الحسن " سعيد ابن غزال السامريّ كاتب الضرغام " وطلب من أبي الحسن شيئا من شعره وبعض ترسّله ليضمّنهما كتابا له سماه " مواطر الخواطر " ويجعلهما " نجمي حلكه، في فلكه، ودرّي نحره في بحرة " كما جاء في رسالة كتبها بعد ذلك إليه. وزار صقلّيّة (سنة 563) وكان له فيها أصدقاء، يكاتبهم ويكاتبونه، منهم القائد " غارات بن جوسن خاصة المملكة الغُلْيَلْمية " والشيخ " ابن فاتح " و " السديد الحصري " وأخصهم القائد أبو القاسم بن الحجر، وقد صنف فيه " الزهر الباسم في أوصاف أبي القاسم ". وكان يكثر النزول بعيذاب (من ثغور البحر الأحمر، شمالي جدة) ومنها كتب إلى الوزير (الإسماعيلي) الأديب " أبي بكر العيدي " في عدن، أنه كان يعد نفسه بزيارته، وكانت نفسه تقتضيه الوعد: " على أني عرضت عليها السير وإزعاجه، والقفر ومنهاجه، والبحر وأمواجه، فأبت إلا البدار، وأنشدت: من عالج الشوق لم يستبعد الدار. " ويذكر في الرسالة عمارة اليمني المعروف أو المتهم بصلته بالإسماعيلية فيقول: " ما زال يختصر لي قرآن محامد الحضرة في سورة، ويجمع لي العالم منها في صورة، حتى رأى السفر وآلاته " إلى أن يقول: " وقد علمت الحضرة أن السفر إليها، فليكن السكن والسكون مضمونا لديها محسنة مجملة إن شاء الله تعالى ". ودخل عدن (سنة 565) ثم غادرها مبحرا في تجارة. وارتطمت سفينته بصخرة في جزيرة " نخرة " بضم النون وسكون الخاء (وسماها ابن خلكان جزيرة الناموس؟) قرب دهلك (قال ياقوت: ويقال له دهيك أيضا، وهو مرسى في جزيرة بين بلاد اليمن والحبشة) فتبدد " ثلثا " ما معه من فلفل وبقم وسواهما. وأسعفه سلطان دهلك " مالِك بن أبي السداد " بالطعام والملابس، له ولرجاله، وأنزله عنده. واستكتبه في منتصف جمادي الآخر (566) رسالة إلى " السيد عبد النبي بن مهدي " صاحب زبيد، ورسالة أخرى (غير مؤرخة) إلى " القاسم بن الغانم بن وهاس الحسني صاحب بلاد عثر، بين الحجاز واليمن " وكتب هو، في غرة رجب 566 إلى " أبي بكر العيدي " الوزير بعدن، اثنتي عشرة صفحة صغيرة، هذه فقرات منها: "..من جانب الصخرة، بنخرة..وشوقي يكاثر الفلفل المبدد في السواحل، والبقَّم المفرق في المراحل..ما زالت تترامى بنا الأفواج والأمواج، حتى استأثرت. بأموالنا وآمالنا. نعم، قد سلم الثلث، والثلث كثير، وحصلنا بجزيرة دهلك، والسلطان المالك ابن أَبي السَّدَاد..ساعدني بالبَز والبُر..ووثقت منه بوعد في خروجي هذه السنة عند عود رسوله من بر العرب " ثم يحدثه ببعض الأخبار: " ووردت كتب مضمنة جملة من الأخبار المصرية، منها أن السلطان الأجل صلاح الدين. غزا غزّة من بلاد الفرنج خذلهم الله، وكسر، وأسر، وعاد غانما والحمد للَّه، ورفع المكوس، وجعل دار الشحنة بمصر مدرسة للعلم ". ثم يخبره بنجاة أشياء (لعلها هدايا) كان قد سلمها إليه، ويذكر بعضها ويقول: " وحصر ذلك يستدعي زمانا، وبيانا، وبنانا، ولسانا، وجنانا، وإمكانا، وهذيانا! فالعذر في تركه واضح " ويقول: " كانت معي كتُب كتَب البحر عليها المحو، فلا شعر ولا لغة ولا نحو! لم يسلم سوى ديوان شعر ابن الهبارية، بعد أخذه من البلل. ضاع شعري كله، وانحط عن متن نظري فيه كله (أي ثقله) فقد كنت لا أخلو من إصلاح فاسد، ومداراة حاسد " ويخبره بأنه بدأ بنظم قصيدة فيه، مطلعها: " وشى بسرك عرف الريح حين سرى " وأنه نظم قصيدة في " السلطان المالك " أولها: " قفا فاسألا مني جفونا وأضلعا " وكتب إليه في رسالة أخرى، يشكو طول الإقامة بدهلك، ويقول: " ولولا ان يعثر القلم لجرى وجرّ، وسرى وما سرّ، فقد امتلأت المسامع بسوف، وعلمت المطامع أنها بوادي عوف! وكنت أمنع بيع الشعر في زمن أقلّ ما يتشارى فيه بالذهب، فصرت أصرفه بالبخس. نعم نزلت على أم العنبر، فلعنت البحر مع البر " ثم يقول: " تسلفت من التجار بزا. واشتريت به من العبيد، وعولت على قطع البيد، إلى زبيد. وأدخل من هناك إلى عدن " وقد فعل. وهذه قصة غرقه، كتبها بقلمه، وانتفى بها زعم المؤرخين جميعا بأنه " غرق جميع ما كان معه وعاد إلى أبي الفرج - ياسر بن بلال المحمدي - وهو عريان! " ومع ما يلاحظ من ضيق صدره في دهلك (وقد هجاها وصاحبها مالكا، ببيتين ذكرهما ياقوت) فإنه كان على اتصال بالسلطان، في مصر. وهذه فقرات من " كتاب سلطاني " أرجح أنه كتبه من دهلك: " المملوك يقبل البساط الشريف. ولما كان في هذه المدة حدث بالجانب المتملك عليه البليني -؟ - من خرق حرمة الإسلام وهدم مساجده..ومنع الوصول إلى السواحل بما كانت العادة جارية به من الغلال وغيرها من الأطعمة، كل ذلك برأي المطران الواصل إليها من الديار المصرية حماها الله..ولم يخرج المطران المذكور إلا بعد أخذ المواثيق عليه من البطرك بأن لا يحدث حادثا من إلجاء المسلمين إلى التنصر ولا يهدم مسجدا ولا يخرج عن الطريقة المعهودة من مثله. والرغبة إلى المجلس السامي، أدام الله ملكه، أمره المطاع إلى البطرك المقيم بظله الشريف بتنفيذ مطران ثان عوضا من المطران الأول، وتجديد المواثيق والعهود عليه. وأن يكون طريقه على ثغر دهلك. " لمقابلته؟ ويختم بقوله: " والمملوك يسأل المراحم العالية في تقويته على ما هو موقوف بصدده، بما يحسن في الآراء العالية وتقتضيه الأريحية ويأمر به الكرم ويوجبه السماح إن شاء الله تعالى " ويستفاد من الجملة الأخيرة معنى كبير قد يجعل رحلاته كلها " لمصالح السلطان ". وممن كان يكاتبهم " أبو الشكائم عنان ابن الأمير ناصر الدين نصر بن العسقلاني " و " عز الكفاة بن أبي يوسف " و " الأمير نجم الدين ابن العسقلاني " و" جلال الدين ابن العسقلاني " و " الثقة أبو الحسن سعيد بن أبي يعقوب " و " أبو الغنائم ابن أبي الفُتُوح الكموي متولي الفرضة بثغر عدن " و " القاضي الأشرف ابن الخباب " و " الشيخ الجليل ابن عرام " وله في بعضهم شعر. وأكثرهم ممن جهلهم التاريخ، لضياع المصدر الّذي يسر الله اقتناوه أخيرا، وهو المخطوطة الفريدة، فيما أعتقد، من كتاب " ترسّل الأعز أبي الفتوح نصر بن عبد الله بن عبد القوي، المعروف بابن قلاقس " كتبت برسم " الخزانة المولوية السيدية إلخ " سنة 592 أي بعد وفاته بخمس وعشرون سنة، وكان قد جمعها هو في الشهور الأخيرة من حياته، بعيذاب إجابة لطلب الفقيه أبي الحسن " علي بن عبد الوهاب بن خُليف " واختفاء هذه النسخة أيام " ابن خلكان " ومن قبله وبعده، أدى إلى اضطرابهم في اسمه وحقيقة خبره، فسماه العماد الأصبهاني " نصر بن عبد الله بن علي الأزهري " ولعله استكمل دراسته في الأزهر، وسماه أبو شامة: " نصر ابن عبد الله الإسكندري " وجاء بعدهما ابن خلكان، فجعله " نصر الله بن عبد الله بن مخلوف بن علي بن عبد القوي " وحار من اطلع على هذه المصادر الثلاثة، بأيها يثق، فرجح ابن كثير الروايتين الأوليين (ولا تعبأ بورود اسمه في النسخة المطبوعة من البداية والنهاية، نصر الله، فإنه سماه نصرا، والزيادة من الناسخ أو الطابع) وأخذ ابن قاضي شهبة ترجمته عن ابن خلكان، فسماه " نصر الله " ثم كتب على الهامش بخطه: " سماه ابن كثير، تبعا ل أبي شامة: نصرا " وصوروه جميعا: " شاعرا، مداحا، ينتجع الكبراء، ويفوز بعطاياهم " ولم أر في ديوان ترسّله أثرا لاستمناح أو صغار خلا ما كان الأسلوب يقتضيه من تعبير الكاتب عن نفسه بالعبد والخادم والمملوك. وهو القائل (كما في المطبوع من ديوانه) لممدوحه ياسر بن بلال: " وما زلت زوّار الملوك، مبجلا. .. لديها، عزيزا عندها، مترفعا " وبعد طوافه بزبيد وعدن، استقر في " عيذاب " وربما كان يفضلها، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعا لاقتضاء المصلحة؟. وتوفي بها. أما كتبه، فشعره كثير غرق بعضه (كما تقدم) وبعضه في " ديوان - ط " ولمحمد ابن نباتة المصري " مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ " في خزانة الشَّيخ علي اللَّيثي بمصر، وفي المكتبة الأهلية بباريس، مخطوطة (رقم 3139) من " ديوانه " فيها زيادات على المطبوع (كما يقول محمد بن شنب، في دائرة المعارف الإسلامية) وسبق ذكر تأليفه " مواطر الخواطر " ولعله على طريقة الخريدة، و " الزهر الباسم " أما " ديوان ترسّله - خ " ففيه من شعره ما ليس في دواوينه، ومنه استفدت أكثر مادة هذه الترجمة، وقد أطلت بها لخلو المصادر من معظم ما ذكرته عنه 1. ترسل ابن قلاقس - خ وخريد القصر، قسم شعراء مصر 1: 145 وكتاب الروضتين 1: 205 وابن خلكان 2: 156 وإرشاد الأريب 7: 211 وهو الجزء المصنوع. والإعلام لابن قاضي شهبة - خ. ودائرة المعارف الإسلامية 1: 264 والبداية والنهاية 12: 269 و 461: 1 Brock S. ومعجم البلدان 4: 115 وسماه النواجي في " تأهيل الغريب - خ ": " نصر الله بن قلاقس اللخمي الأوندي ".