هارون (الرشيد) ابن محمد (المهدي) ابن المنصور العباسي، أبو جعفر
هارُون الرَّشِيد
[الأعلام للزركلي]
هارون (الرشيد) ابن محمد (المهدي) ابن المنصور العباسي، أبو جعفر: خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق، وأشهرهم. ولد بالريّ، لما كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان. ونشأ في دار الخلافة ببغداد. وولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية، فصالحته الملكة إيريني Irene وافتدت منه مملكتها بسبعين ألف دينار تبعث له إلى خزانة الخليفة في كل عام. وبويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي (سنة 170 هـ فقام بأعبائها، وازدهرت الدولة في أيامه. واتصلت المودة بينه وبين ملك فرنسة كارلوس الكبير الملقب بشارلمان (Charlemagne) فكان يتهاديان التحف. وكان الرشيد عالما بالأدب وأخبار العرب والحديث والفقه، فصيحا، له شعر أورد صاحب " الديارات " نماذج منه، له محاضرات مع علماء عصره، شجاعا كثير الغزوات، يلقب بجبّار بني العباس، حازما كريما متواضعا، يحج سنة ويغزو سنة، لم ير خليفة أجود منه، ولم يجتمع على باب خليفة ما اجتمع على بابه من العلماء والشعراء والكتاب والندماء. وكان يطوف أكثر الليالي متنكرا. قال ابن دحية: " وفي أيامه كملت الخلافة بكرمه وعدله وتواضعه وزيارته العلماء في ديارهم ". وهو أول خليفة لعب بالكرة والصولجان. له وقائع كثيرة مع ملوك الروم، ولم تزل جزيتهم تحمل إليه من القسطنطينية طول حياته. وهو صاحب وقعة البرامكة، وهم من أصل فارسي، وكانوا قد استولوا على شؤون الدولة، فقلق من تحكمهم، فأوقع بهم في ليلة واحدة. وأخباره كثيرة جدا. ولايته 23 سنة وشهران وأيام. توفي في " سَناباذ " من قرى طوس، وبها قبره. وللمستشرق " فلبي " كتاب " هارون الرشيد - ط " مختصر في سيرته، وضعه بالإنكليزية، وترجمه إلى العربية عبد الفتاح السرنجاوي، جاء فيه: وليس بين المؤرخين من أفاض في سيرة هارون الرشيد مثل بالمر (Palmer) في كتابه " الخليفة هارون الرشيد " (The Calif Haroun Al - Rachid) 1. البداية والنهاية 10: 213 واليعقوبي 3: 139 والذهب المسبوك، للمقريزي 47 - 58 وابن الأثير 6: 69 والطبري 10: 47، 110 والخميس 2: 331 وفيه: " كان أبيض جميلا عبل الجسم، وخطه الشيب قبل موته " والمرزباني 484 والبدء والتاريخ 6: 101 والأغاني، طبعة الساسي: انظر فهرسته. وثمار القلوب 88 والنبراس لابن دحية 36 - 42 والمسعودي 2: 207 - 231 وتاريخ بغداد 14: 5 وتراجم إسلامية 11 والديارات 144 - 146 وفيه: مولده أول سنة 148 هـ وفي بلغة الظرفاء 49 " ساء تدبيره بعد قبضه على البرامكة ". وهارون الرشيد، لفلبي 10 ومختصر تاريخ العرب، لسيد أمير علي 204 - 217.