بَدْرٌ
بالفتح ثم السكون، قال الزّجّاج: بدر أصله الامتلاء، يقال: غلام بدر إذا كان ممتلئا شابّا لحما، وعين بدرة، ويقال: قد بدر فلان إلى الشيء وبادر إليه إذا سبق، وهو غير خارج عن الأصل لأنّ معناه استعمل غاية قوّته وقدرته على السّرعة أي استعمل ملء طاقته، وسمّي بيدر الطعام بيدرا لأنه أعظم الأمكنة التي يجتمع فيها الطعام، ويقال: بدرت من فلان بادرة أي سبقت فعلة عند حدّة منه في غضب بلغت الغاية في الإسراع، وقوله تعالى: ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا، أي مسابقة لكبرهم. وسمي القمر ليلة الأربعة عشر بدرا لتمامه وعظمه. و ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصّفراء بينه وبين الجار، وهو ساحل البحر، ليلة، ويقال: إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بل هو رجل من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه، وقال الزبير بن بكّار: قريش بن الحارث بن يخلد، ويقال: مخلّد بن النضر بن كنانة، به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها، فكانوا يقولون: جاءت عير قريش وخرجت عير قريش، قال: وابنه بدر بن قريش، به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة، لأنه كان احتفرها، وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهرالله بها الإسلام وفرّق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة، ولما قتل من قتل من المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا: لا تفعلوا فيبلغ محمّدا وأصحابه فيشمتوا بكم، وكان الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى قد أصيب له ثلاثة من ولده: زمعة بن الأسود، وعقيل بن الأسود، والحارث بن زمعة، وكان يحبّ أن يبكي على بنيه، قال: فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة بالليل، فقال لغلام له وقد ذهب بصره: انظر هل أحلّ النّحيب وقد بكت قريش على قتلاهم لعلّي أبكي على أبي حكيمة، يعني زمعة، فإن جوفي قد احترق، فلما رجع الغلام إليه قال: إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلّته، فقال حينئذ: أتبكي أن يضلّ لها بعير، ويمنعها من النوم السّهود؟ فلا تبكي على بكر، ولكن على بدر تقاصرت الجدود على بدر سراة بني هصيص ومخزوم ورهط أبي الوليد وبكّي إن بكيت على عقيل، وبكّي حارثا أسد الأسود وبكّيهم، ولا تسمي، جميعا، وما لأبي حكيمة من نديد ألا قد ساد بعدهم رجال، ولولا يوم بدر لم يسودوا وبين بدر والمدينة سبعة برد: بريد بذات الجيش، وبريد عبّود، وبريد المرغة، وبريد المنصرف، وبريد ذات أجذال، وبريد المعلاة، وبريد الأثيل، ثم بدر وبدر الموعد وبدر القتال وبدر الأولى والثانية: كله موضع واحد، وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة الكرام، ونسب إلى سكنى الموضع أبو مسعود البدري، واسمه عقبة ابن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، شهد العقبة الثانية وكان أصغر من شهدها، وفي كتاب الفيصل: أنه لم يشهد بدرا، وقال ابن الكلبي: شهد بدرا والعقبة وولّاه عليّ الكوفة حين سار إلى صفّين. وبدر: جبل في بلاد باهلة بن أعصر، وهناك أرمام الجبل المعروف، وأحد جبلين يقال لهما: بدران في أرض بني الحريش، واسم الحريش: معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وبدر أيضا: مخلاف باليمن، وهو غير الأول.
[معجم البلدان]
بدر
موضع بين مكة والمدينة، بها الواقعة المباركة التي كانت بين رسول الله،
ﷺ، والمشركين، وحضر فيها الملائكة والجن والانس والمسلمون كلهم. وبها بئر ألقي فيها قتلى المشركين، فدنا منها رسول الله، عليه السلام، وقال: يا عتبة يا شيبة هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟ فقيل: يا رسول الله هل يسمعون كلامنا؟ فقال رسول الله،
ﷺ. والذي نفسي بيده، لستم بأسمع منهم إلا أنهم لا يقدرون على رد الجواب!
[آثار البلاد وأخبار العباد]
باب بدر وبذر
أما اْلأَوَّلُ: - بعد الباء دال مُهْمَلَة سَاكِنَة -: ماءٌ مشهورٌ، بين مَكَّة وَالْمَدِيْنَة، أسفل الصفراء يُقَالُ: يُنْسَبُ إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كِنَانَة وقيل: بل هو رجلٌ من بني ضمرة، سكن هذا المَوْضِعٌ فنُسب إليه، ثُمَّ غلب اسمه عليه، وبه كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام، وفرق بين الحق والباطل ومِمَّن نُسب إلى المَوْضِعٌ دون الوقعة أَبُو مسعود البدري، له صحبة، ورواية من النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يشهد بدراً وإنما قيل له البدري لأنه سكن هذا الماء وأما الثَّاني: - بعد الباء المَكْسُورَة ذال معجمة مُشَدَّدَة مَفْتُوحةٌ -: بئرٌ قديمة كانت بمَكَّة، قال أَبُو عبيدة: وحفر هاشم بذر، وهي البِئر التي عند خطمالخندمة، جبل على شِعْبِ أبي طالب، فقال حين حفرها:
أنْبَطْتُ بَذَّرَ بِمَاءٍ قِلاسْ، | جَعَلْتُ ماءَها بَلاغاً لِلْناس 92 - |
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
بدر (1)
ماء على ثمانية وعشرين فرسخاً من المدينة في طريق مكة، وبين مدينة الجار إلى بدر نحو المشرق إذا أردت المدينة عشرون ميلاً وهناك قرية فيها حدائق نخل، وببدر عين فوارة، وموضع القليب الذي كانت بازائه الوقيعة المباركة الإسلامية هو اليوم نخيل وموضع الشهداء خلفه، وببدر عينان جاريتان عليهما الموز والعنب والنخل قيل كان قريش بن بدر بن الحارث بن مخلد (2) بن النضر بن كنانة وكيل بني كنانة في تجاراتهم وكان يقال قدمت عير قريش فسمت قريش به قال: وهو صاحب بدر الذي لقي عليه رسول الله
ﷺ مشركي قريش أنبط هنالك بئراً فنسب إليه، وقيل سميت بدراً لأنه كان ماء لرجل من جهينة اسمه بدر، وهو موضع الوقيعة المباركة التي لقي رسول الله
ﷺ فيها صناديد قريش وأشرافهم فأوقع بهم فقتل الله تعالى طغاتهم وأكابرهم، وهي أول غزواته
ﷺ التي قاتل فيها وهي بدر الكبرى وفيها قال الله تعالى " لقد نصركم الله ببدر "، وقال أمية ابن أبي الصلت يرثي من أصيب ببدر من المشركين من قصيدة (3) : ماذا ببدر فالعقن. .. قل من مرازبة جحاجح (4) وكانت وقيعة بدر يوم الخميس صبيحة سبع عشرة من رمضان على رأس سبعة عشر شهراً من مقدمه المدينة
ﷺ وقيل لسنة ونصف من مقدمه، وقال ابن شهاب: في شهر رمضان من سنة اثنتين. وبدر موسم من مواسم العرب ومجمع من مجامعهم في الجاهلية وبها قلب ومياه وآبار ورياض يقال لها الأثيل منها ينبع والصفراء والجار والجحفة. وهذه الوقيعة التي رفع الله بها قوماً في الدنيا والآخرة وخفض بها آخرين وأيد الله رسوله والمؤمنين بملائكته فقاتلت معه، قال سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه: رأيت عن يمين النبي
ﷺ وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه كأشد القتال لم أرهما قبل ولا بعد وقال جبريل
عليه الصلاة والسلام: يا محمد أي أصحابك أفضل؟ قال
ﷺ: " الذين شهدوا بدراً "، قال: كذلك الملائكة أفضلهم الذين شهدوا بدراً، وقصة الوقيعة على الشرح والإيضاح في كتب المغازي. وببدر جبل عظيم من رمل شديد البياض كان بياضه إذا طلعت عليه الشمس يعشي الأبصار وهم يسمعون من ذلك الجبل دوياً فيدل ذلك على خصب العام عندهم ويرى على بدر في الليل الغاسق نور ساطع لا يرى على سواه. (1) بعضه من معجم ما استعجم 1: 231؛ رحلة الناصري: 219. (2) البكري وياقوت: يخلد، وأورد ياقوت أيضاً ((مخلد)). (3) القصيدة في السيرة 2: 30. (4) العقنقل: الكثيب من الرمل، والمرازبة: جمع مرزبان وهو الرئيس، والجحاجح: السادة.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
بدر
بالفتح، ثم السكون: ماء مشهور بين مكّة والمدينة، أسفل وادى الصّفراء، بينه وبين الجار، وهو ساحل البحر، ليلة، به كانت الوقعة المشهورة بين النبي
ﷺ وأهل مكة.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]