البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط، والمصدر منه الإحاطة، ومعناها العلم بالشيء من جميع جوانبه، واسم المحيط هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على سعة علم الله عز وجل، فلا يغيب عنه شيء الموجودات عن علمه، ولا عن إرادته ومشيئته فيها. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

المحيط في اللغة اسم فاعل من الفعل (أحاطَ يُحيط) والمصدر منه الإحاطة، ومعناه: العلم بالشيء من جميع جوانبه، قال ابن منظور: «وكل من أحرز شيئًا كله وبلغ علمه أقصاه فقد أحاط به، يقال: هذا الأمر ما أحطتُ به علمًا، وقوله تعالى: ﴿فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ [النمل: 22] أي: علِمته من جميع جهاته، وأُحيط بفلان: إذا دنا هلاكه؛ فهو محاطٌ به، قال عز وجل: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾ [الكهف: 42] أي: أصابه ما أهلكه وأفسده». "لسان العرب" (2/1052). وقال الزجاجي: «وحقيقة الإحاطة بالشيء ضم أقطاره ونواحيه وتصييره وسطًا كإحاطة البيت بمن فيه والأوعية بما يدور عليه». "اشتقاق الأسماء" (ص46).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة الإحاطة الثابتة لله تعالى؛ ومعناه في حق الله تعالى أنه وسع علمه كل شيء؛ فلا يعزب عنه شيء منها، وأنه كذلك في إرادته بها، وقدرته عليها، فلا يخرج شيء عن إرادته، ولا يمتنع عليه منها شيء، قال أبو سليمان الخطابي: «المحيط: هو الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه، وهو الذي أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددًا». "شأن الدعاء" (ص102). ويستعمل بمعنى حفظ الله عز وجل وحمايته، كما ذكر الزجاجي: «ومنه قيل: اذهب في حياطة الله وحفظه، ويقال: أنا أحوط عليه منك أي: أحفظ له». "اشتقاق الأسماء" (ص46)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين توافقٌ بلا اختلاف؛ فإن ما اصطلح عليه في معنى الإحاطة الثابت لله تعالى لا يختلف عما استخدمه العرب من لفظ الإحاطة ومشتقاته، إلا أنه لله ثابت على غاية الكمال الذي لا نقص فيه من وجه، وليس ذلك إلا له سبحانه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة الإحاطة لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

المحيط في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى المحيط في القرآن الكريم ثماني مرات، من ذلك: قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 126]. وقوله: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120] وقوله: ﴿ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴾ [البروج: 20].

السنة النبوية

المحيط في السنة النبوية
ورد اسم الله (المحيط) في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ، فذكَرَها وَعَدَّ منها: المحيط» وتفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل. "الاعتقاد" للبيهقي (57).

العقل

الإحاطة كمال، فيثبت لله تعالى عقلًا بقياس الأولى ؛ لأن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

إن لإيمان العبد باسم الله (المحيط) آثار وفوائد قلبية وسلوكية جليلة، منها: · أن معرفتَه بأن الله سبحانه وتعالى يحيط بالأمور جميعها بعلمه التام الكامل يجعله دائم المراقبة لله عز وجل، حاضرَ القلب معه خوفًا ورهبةً في إسراره وإعلانه وجميع أحواله، وهو من أعظم التقوى عند الله، كما اشتهر عن علي رضي الله عنه أنه قال: «التقوى: الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل». · وأن معرفة العبد بأن الله سبحانه وتعالى يحيط بالأمور جميعها بقدرته وتقديره الصحيح لها الذي لا يدخله خلل أو زلل يجعله مطمئنًّا لأحكام الله الكونية والشرعية تمامَ الاطمئنان؛ لعلمه بأن كل هذه الأحكام صدرت عن خبرة تامة، وحكمة بالغة، وعلم محيط بظواهر الأمور وبواطنها. · الإيمان بهذا الاسم يعين المؤمن على الثبات في ميدان الصراع مع الباطل وأهله؛ إذ لو قصُر علم البشر عن الإحاطة بكيد الكافرين ومكرهم فإن علم الله لا يقصر عنه، فهو الذي من ورائهم محيط، وعليهم قدير، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

المظاهر في الكون والحياة

يظهر أثر اسم الله (المحيط) في الكون والحياة في حفظه لهما، فإن العالمَ بالشيء المحيطَ بجميع تفاصيله الظاهرة والخفية والصغيرة والكبيرة بحيث لا يغيب عن علمه وسيطرته منها شيء؛ هو الأولى بحفظه وتدبيره من أي أحدٍ سواه.

أقوال أهل العلم

«وهو العليم أحاط علمًا بالذي*****في الكون من سر ومن إعلان وبكل شيء علمه سبحانه*****فهو المحيط وليس ذا نسيان وكذاك يعلم ما يكون غدا وما*****قد كان والموجود في ذا الآن وكذاك أمر لم يكن لو *****كان كيف يكون ذا إمكان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/215)
«(المحيط) بكل شيء علمًا وقدرةً ورحمة وقهرًا» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (5/302)
«وَقَوْلُهُ ﴿أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ يقول - تعالى ذكره - : ألا إن الله بكل شيء مما خلق محيطٌ علمًا بجميعه، وقدرةً عليه، لا يعزُب عنه علم شيء منه أراده فيُفوِّته، ولكنِ المُقتدرُ عليه العالمُ بمكانه». ابن جَرير الطَّبَري "جامع البيان" (25/5)