البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...


تيركى (1) :

من عمل غانة من بلاد السودان، وهي مدينة عظيمة لها أسواق حافلة يجتمع فيها أمم كثيرة من بلاد مفترقة من بلد غانة ومن تادمكة، وهي في طاعة صاحب غانة وله يخطبون وإليه يتحاكمون، وبينها وبين غانة ستة أيام. وتعظم السلاحف بأرض تيركى حتى تخرج عن القياس وهي تحفر في الأرض أسراباً يمشي فيها الإنسان وهم يأكلونها فلا يستطيعون استخراج واحد منها من تلك الأسراب إلا بعد شد الحبال فيها واجتماع العدد الكثير عليها. حدث أحد الثقات (2) المسافرين في تلك الطريق أن قوماً نزلوا في بعض طريق تيركى فعرسوا ومعهم متاعهم وبتلك الطريق الأرضة كثيرة وهي تفسد ما وجدت من متاع أو غيره ولها بتلك الطريق أجحار من التراب أكواماً فوق أحجارها، ومن العجب أن ذلك التراب ند والماء هناك غير موجود على أبعد حفر، فلا يضع التجار أمتعتهم إلا على الحجارة المجموعة أو الخشب، فلما نزل أولئك التجار بذلك الموضع ارتاد كل واحد منهم لمتاعه حزناً من الأرض أو حجراً فبدر أحدهم في الليل إلى صخرة عظيمة فيما ظن فأنزل عليها متاعه، وكان وقر بعيرين، ثم نام بقرب رحله، فلما هب من نومه سحراً لم يجد الصخرة ولا ما كان عليها، فارتاع ونادى بالويل والحرب، فاجتمع إليه أهل القافلة يسألونه عن خطبه فقالوا: لو طرقك لص لذهب بالمتاع وبقيت الصخرة، فنظروا فإذا أثر سلحفاة ذاهبة من الموضع فاقتفوا آثارها ومشوا أميالاً حتى أدركوا السلحفاة وحمل المتاع على ظهرها وهي تنهض به من غير تكلف، فانظر هذه السلحفاة العظيمة التي تحمل وقر جملين. ومدينة تيركى على النيل ومن هناك يرجع نحو الجنوب، ويلي مدينة تيركى إلى ناحية الجنوب مدينة تادمكة من أرض السودان أيضاً. (1) الاستبصار: 222، والإدريسي (د /ب) : 8 /9، والبكري: 180، وفي جميعها (تيرقي). (2) سماء البكري: الفقيه أبو محمد عبد الملك بن نخاس الغرفة.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]