البحث

عبارات مقترحة:

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الودود

كلمة (الودود) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) من الودّ وهو...

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف البعد، واسم (القريب) اسم من أسماء الله الحسنى يدل على أنه تعالى ذو قرب من خلقه، على وجه يليق به، وهذا يرجع إلى صفة العلم القائمة بالله تعالى. وهو اسم ثابت لله عز وجل في الكتاب والسنة، والعقل يدل عليه.

التعريف

التعريف لغة

القريب صفة على وزن (فعيل) من القُرب، وهو في اللغة معروف، فهو خلاف البعد، واشتقاقاته المستعملة في لغة العرب كثيرة جدًّا كلها يعود إلى القُرْب، كما قال ابن فارس: «القاف والراء والباء أصل صحيح يدل على خلاف البعد» وذكر فيه معاني كثيرةً يُظَنُّ اختلافها عن معنى البعد وليست بمختلفة. انظرها في "المقاييس" (5/80).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على قرب الله عز وجل من الخلق قربًا يليق بعظمته وجلاله، وذلك راجعٌ إلى صفة العلم القائمة بالله تعالى، فهو القريب من كل أحد، وقربه تعالى على نوعين: عام وخاص. فأما العام؛ فمعناه: القرب من كل أحد بعمله، وخبرته، ومراقبته ومشاهدته، وإحاطته، وهو أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد. وأما القرب الخاص؛ فهو قربه جل وعلا من عابديه، وسائليه، ومجيبيه، وهو قرب يقتضي المحبة والنصرة، والتأييد في الحركات والسكنات، والإجابة وتحقيق المرادات، والقَبول والإثابة، وعظيمَ اللطف والبركات. انظر "الحق الواضح المبين" للسعدي (ص640).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين بيّنة ظاهرة، لأن ما دلت عليه اللغة موافق لما في الاصطلاح، إلا أن المعنى الثابت لله لا يثبت لأحد سواه، لأنه في حق الله على وجه الكمال، وليس ذلك لغيره جل وعلا.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة العلم لله سبحانه وتعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

القريب في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (القريب) في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع: جاء في أحدها مفردًا، وهو قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]. وجاء مقترنًا باسمه تعالى (المجيب) في قوله: ﴿فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [هود: 61]. ومقترنًا باسمه (السميع) في قوله: ﴿وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ﴾ [سبأ: 50]

السنة النبوية

القريب في السنة النبوية
جاء اسم الله القريب في حديث أبي موسى الأشعري: كنا مع النبي في سفر، فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي : «أيها الناس اربَعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا» البخاري (4205) ومسلم (2704) ونحوه عند أحمد (19614) والنسائي في «السنن الكبرى» (7680). ومعنى قوله : "اربَعوا" ارفقوا ولا تجهدوا أنفسكم. "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (2/187).

العقل

اسم القريب يدل على صفة العلم الثابتة لله تعالى، والدليل العقلي على إثبات هذه الصفة هو إيجاده للأشياء؛ لاستحالة إيجاده الأشياء مع الجهل. قال ابن تيمية في شرح هذا الدليل: «وبيانه من وجوه: أحدها: أن إيجاده الأشياء هو بإرادته والإرادة تستلزم تصور المراد قطعًا، وتصوُّر المراد هو العلم، فكان الإيجاد مستلزمًا للإرادة، والإرادة مستلزمة للعلم، فالإيجاد مستلزم للعلم. الثاني: أن المخلوقات فيها من الإحكام والإتقان ما يستلزم علمَ الفاعل بها؛ لأن الفعل المحكم المتقن يمتنع صدوره عن غير عالم». انظر للاستزادة "شرح الأصبهانية" (ص396).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

لهذا الاسم آثارة جليلة ولطيفة، منها: · محبة الله عز وجل والأنس به؛ لأن الإيمان بقربه الخاص سبحانه، يثمر المحبة والطمأنينة بالله، لأنه قربٌ لازِمه الرحمة، واللطف، والإعانة. · تحقيق مراقبة الله عز وجل وخشيته في الغيب والشهادة، والسر والعلانية، فهذا مضمون اسم الله (القريب) بمعناه العام، فهو قريب من جميع الخلائق بعلمه وسمعه وبصره وإحاطته، وهذا يحمل العبد على الخوف من ربه، والحياء منه، فيثمر البعد عن معصية الله في الخلوات وغيرها، والمسارعةَ إلى مرضاته وطاعته. · تحقيق الرجاء بالله تعالى، وعدم اليأس أو القنوط من رحمته، لأنه قريب ممن دعاه وناجاه، وإن كان لا يدرك قرب الله منه، فالعبد لا يعرف قرب الله منه مكشوفًا على وجه اليقين، بل يحتاج في معرفته إلى القرائن والعلامات.

المظاهر في الكون والحياة

يظهر معنى اسم الله تعالى القريب في المعنى الخاص لهذا الاسم الجليل، وهو المعونة للأولياء والعباد الصالحين، واللطف بهم، وتأييدهم، ومما يَظهر فيه هذا الاسم إجابة الله عز وجل لمن دعاه، قال الشيخ السعدي رحمه الله: «وهذا القرب لا تدرَك له حقيقة، وإنما تعلم آثاره من لطفه بعبده، وعنايته به وتوفيقه وتسديده، ومن آثاره: الإجابة للداعين، والإثابة للعابدين.» "تيسير الكريم الرحمن" (5/630)، وانظر مثلًا قصة سيدنا يونس عليه السلام عندما التقمه الحوت؛ يدعو في جوف الليل، تحت لُجَج البحر، داخل بطن الحوت؛ فيستجيب الله له! يصف الله حاله فيقول: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87-88]، فله الحمد والمنة على قربه ومعيّته.

أقوال أهل العلم

«وهو القريب وقربه المختص بالد اعي وعابده على الإيمان»
ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/229)
«وأما دنوّه نفسه وتقرُّبه من بعض عباده؛ فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة، ونزوله واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر» ابن تَيْمِيَّة "مجموع الفتاوى" (5/466)
«القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهلَ الحديث الذين لقيناهم، أن الله تعالى على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء» الضَّبِّي "العلو للعلي الغفار" للذهبي (ص150)