البحث

عبارات مقترحة:

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...


جزيرة المستشكين (1) :

بقرب البحر المظلم الغربي أيضاً، عامرة فيها جبال وأنهار وزروع، وعلى المدينة حصن عال، وكان فيها فيما سلف على عهد (2) الإسكندر تنين عظيم يبتلع كل من مر به من إنسان أو ثور أو حمار، فلما دخلها الإسكندر واستغاث به أهلها وشكوا إليه إضرار التنين بهم وأنه قد أتلف مواشيهم وأبقارهم حتى أنهم جعلوا له ضريبة في كل يوم ثورين ينصبونهما بمقربة من موضعه فيخرج إليهما فيبتلعهما ثم يعود إلى موضعه ثم يأتون من الغد فيفعلون له ذلك، فقال لهم الإسكندر: يأتيكم هذا التنين من مكان واحد أو من أمكنة كثيرة. قالوا: من مكان واحد، فقال لهم: أروني مكانه، فانطلقوا به إلى قرب من موضعه ثم نصبوا له الثورين، فأقبل التنين كالسحابة السوداء وعيناه تلمعان كالبرق، فابتلع الثورين وعاد إلى موضعه فأمرهم الإسكندر أن يجعلوا له في اليوم الثاني عجلين وفي الثالث مثل ذاك، فاشتد جوعه، فأمر الإسكندر عند ذلك بثورين عظيمين فسلخا وحشيت جلودهما زفتاً وكبريتاً ونحاساً (3) وزرنيخاً وجعلهما في ذلك المكان فخرج التنين إليهما على عادته فابتلعهما ومضى، فاضطربت تلك الأشياء في جوفه فلما أحس باشتعالها وكان قد جعل في تلك الأخلاط كلاليب حديد، فذهب يتقيأ ذلك من جوفه فتشبكت الكلاليب في حلقه فخر واقعاً وفتح فاه يستروح، فأمر عند ذلك الإسكندر فحميت قطع الحديد وجعلت على ألواح حديد وقذفت في حلق التنين، فاشتعلت الأخلاط في جوفه، فمات وفرج الله تعالى عن أهل تلك الجزيرة، فشكروا الإسكندر عند ذلك وألطفوه وكان فيما حملوه إليه من الألطاف دابة في خلق الأرنب يبرق شعره في صفرة كالذهب في رأسه قرن واحد أسود إذا رأته الأسود وسباع الوحش والطير وكل دابة هربت عنه. (1) نزهة المشتاق: 73، والبكري (مخ) : 37 جزيرة التنين، وابن الوردي: 60. (2) نزهة المشتاق: من قبل عهد. (3) نزهة المشتاق: وكلساً.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]