البحث

عبارات مقترحة:

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

المجيب

كلمة ( المجيب ) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من الإجابة والاستجابة ومعناها معروف، واسم المجيب من أسماء الله الحسنى، معناه أن الله تعالى يجيب من يناديه، ويعطي من يسأله. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، وعليه إجماع الأمة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (المجيب) هو اسم فاعل من الفعل الثلاثي المزيد (أجاب) ومضارعه (يُجيب) والمصدر منه: الإجابة والاستجابة، ومعناهما معروف وهو: مراجعة الكلام والردُّ عليه. انظر "لسان العرب" لابن العرب (1/716)، "المقاييس" لابن فارس (1/491).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله تعالى يُجيب من يسأله ويناديه ويطلب منه حاجاته وإن كثرت، ولو كان مذنبًا مقصِّرًا، وفسّره ابن منظور فقال: «وفي أسمائه تعالى (المجيب) وهو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالعطاء والقَبول» "لسان العرب" (1/716). وقال الخطابي: «المجيب: هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويغيث الملهوف إذا ناداه، فقال: ﴿ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقال: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادي عَني فَإني قَرِيبٌ أجِيبُ دَعْوَةَ الداعي إذا دَعاني﴾ [البقرة: 186]». "شأن الدعاء" (ص71).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ما دلت عليه اللغة وما دلَّ عليه الاصطلاح متفقان غير مختلفين، فكلاهما يدل على إجابة النداء والسؤال.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة الإجابة لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

المجيب في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (المجيب) في الكتاب العزيز مرةً واحدة بصيغة الإفراد وهي قوله تعالى: ﴿فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [هود: 61]. ومرة بصيغة الجمع، قال جل وعلا: ﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾ [الصافات: 75]. وجاءت صفة الإجابة التي يدل عليها الاسم في قوله تعالى: ﴿فاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُمْ﴾ [آل عمران: 195] وقوله: ﴿وإذا سَألَكَ عِبادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِي إذا دَعانِ﴾ [البقرة: 186].

السنة النبوية

المجيب في السنة النبوية
ورد اسم الله (المجيب) في حديث عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما: «دخل عليَّ أبو بكرٍ فقال : هل سمِعتَ دعاءً علَّمنيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت : وما هو ؟ قال : كان عيسَى بنُ مريمَ يُعلِّمُ أصحابَه : يا فارجَ الهمِّ وكاشفَ الغمِّ مجيبَ دعوةِ المضطرِّين رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما ارحَمْنا رحمةً تُغنينا بها عن رحمةِ من سواك» ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (2/203) واللفظ له، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (304). وورد في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ» فذكَرَها وَعَدَّ منها: «المؤمن» الاعتقاد للبيهقي (57).

الإجماع

اسم الله (المجيب) ثابت بالإجماع، قال القرطبي: «وأجمعت عليه الأمة» "الأسنى" (1/288)

العقل

إن إجابة الله عز وجل عائدة إلى سمعه، والسمع ثابت له بالعقل بقياس الأولى، لأنه صفة كمال، وعدمه صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

إن آثار الإيمان باسم الله (المجيب) عظيمة النفع على المؤمن في حياته وسلوكه. من ذلك أن المؤمن بأن الله مجيب يقوى رجاؤه بالله سبحانه وتعالى، ويبعُد عنه أن يكون من القانطين من رحمة الله عز وجل، اليائسين من رَوحه، فالذي يعلم أن له ربًّا مجيبًا سيلجأ إليه، ويتقرب منه، ويدعوه مناديًا ومناجيًا. وهو من الأسماء التي تحمل العبد على حسن الظن بالله عز وجل، وكثرة دعائه والتقرب منه، فيحلُّ التعلق بالله وحده محلَّ التعلق بالمخلوقات من الأسباب والأشخاص.

المظاهر في الكون والحياة

إن من مظاهر اسم الله (المجيب) تحقق إجابته سبحانه وتعالى لكل من يسأله عمومًا، ولمن استجاب له وآمن به، قال الشيخ السعدي رحمه الله: «ومن آثاره الإجابة للداعين والإنابة للعابدين؛ فهو المجيب إجابة عامة للداعين مهما كانوا، وعلى أي حال كانوا؛ كما وعدهم بهذا الوعد المطلق، وهو المجيب إجابة خاصة للمستجيبين له، المنقادين لشرعه، وهو المجيب أيضًا للمضطرين ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين وقويَ تعلقهم به طمعًا ورجاءً وخوفًا». "تيسير الكريم الرحمن" (5/304).

أقوال أهل العلم

«المجيب: الذي يقدر على إجابة جميع مطالب الطالبين، ولا يسأم دعاء الداعين، ويجيب دعاء المضطرين إذا التجؤوا بالاضطرار، أو يئسوا من المخلوقين، وتنال لديه الرغائب، يعطي عطاء العليم بما ينفع سائله، وذاكره يكون من المتوكلين ومن أهل الأدب عند سؤال الحق سبحانه وتعالى، فلا يرد له دعاء، وينتفع الناس بقضاء حوائجهم على يديه فيزداد ثوابه وتكثر أحبابه ويرى كرامة من ربه». القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص168)
«وهو المجيب يقول من يدعو أجبـ *****ه أنا المجيب لكل من ناداني وهو المجيب لدعوة المضطر إذ *****يدعوه في سر وفي إعلان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/229)
«ومن أسباب الإجابة: طول السفر، والتوسل إلى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائه، وصفاته ونعمه، وكذلك دعوة المريض والمظلوم والصائم والوالد على ولده أو له، في الأوقات والأحوال الشريفة». ابن سَعْدي "الحق الواضح المبين" (ص66)