طاووس:
موضع في بلاد فارس قريب من اصطخر كانت فيه وقعة للمسلمين على أهل فارس في خلافة عمر
رضي الله عنه. قالوا (1) : كان العلاء بن الحضرمي يباري (2) سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه لصدع صدعه القضاء بينهما، وكان أبو بكر
رضي الله عنه قد استعمله على البحرين، وأذن له في قتال أهل الردة، واستعمله أيضاً عمر
رضي الله عنه ونهاه عن البحر اقتداء بالنبي
ﷺ وأبي بكر
رضي الله عنه إذ لم يغزيا فيه أحداً فطال العلاء على سعد
رضي الله عنه في الردة بالفضل، فلما ظفر سعد
رضي الله عنه بالقادسية وأزاح الأكاسرة واستعلى بأعظم مما جاء فيه العلاء، أصر العلاء أن يصنع شيئاً في الأعاجم، ورجا أن يدال كما قد كان أديل، ولم يفكر العلاء فيما بين فضل الطاعة والمعصية، فندب أهل البحرين إلى فارس فتسرعوا إلى ذلك، وفرقهم أجناداً، وهو على خاصة الناس، فعبرت تلك الجنود من البحرين إلى فارس، فخرجوا إلى اصطخر وبازائهم أهل فارس، فحالوا بين المسلمين وبين سفنهم، فاقتتلوا بموضع يقال له طاووس، فقتل أهل فارس مقتلة عظيمة لم يقتلوا قبلها مثلها، وخرج المسلمون إلى البصرة إذ غرقت سفنهم، ولم يجدوا إلى الرجوع في البحر سبيلاً، فوجدوا سهرك (3) قد أخذ عليهم الطرق فبلغ عمر
رضي الله عنه ما صنع العلاء من بعثه ذلك الجيش في البحر، فاشتد غضبه على العلاء وكتب يعزله وتوعده وأمره بأثقل الأشياء عليه، تأمير سعد عليه، وقال: الحق بسعد بن أبي وقاص في من قبلك، فخرج نحوه بمن معه، وكتب عمر
رضي الله عنه: إن العلاء بن الحضرمي حمل جنداً من المسلمين فأقطعهم أهل فارس وعصاني، وأظنه لم يرد الله تعالى فخشيت عليهم ألا ينصروا ويثبتوا، كتب بذلك إلى عتبة بن غزوان في خبر طويل. (1) الطبري 1: 2546، وقارن بياقوت (طاووس). (2) ص ع: يناوي. (3) الطبري: شهرك.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]