سورةُ (غافرٍ) من السُّوَر المكِّية، بُدِئت بعد حمدِ الله بإثبات صفةِ المغفرة له عزَّ وجلَّ، ولا تكون مغفرةٌ إلا عن عِزَّةٍ وعلم وقدرة، فأثبتت هذه السورة كثيرًا من صفاتِ الكمال لله عزَّ وجلَّ، كما أظهرت قُدْرتَه عزَّ وجلَّ على العقاب؛ فالله غافرُ الذَّنب وقابلُ التَّوب، لكنه شديدُ العقاب، كما جاءت السورةُ على حُجَجِ المشركين وأدحضَتْها، ودعَتْ إلى الإيمان بالله ورسوله ﷺ؛ فالله ناصرٌ دِينَه، ومُعْلٍ كتابَه.
* سورة (غافرٍ):
سُمِّيت سورةُ (غافرٍ) بهذا الاسم؛ لورود هذه الصفةِ لله في أوَّل السورة.
1. صفات الله تعالى (1-3).
2. نشاط المشركين العقليُّ ضد الرسول ﷺ (4-6).
3. إعانة المسلمين للتصدي للمشركين (7-9).
4. مصير المشركين، وندَمُهم (10-12).
5. صفاته تعالى، وإفراده بالعبادة (13-17).
6. يوم الفصل، وأحوالُ الناس فيه (18-22).
7. صور من مسيرة الدعاة (23-27).
8. مؤمن آل فرعون (28-45).
9. حُجَجٌ تدعو إلى الإيمان (28-29).
10. نماذجُ تطبيقية (30-34).
11. حُجَج المشركين الداحضةُ (35- 37).
12. حُجَجٌ تستوجب التوبةَ والإيمان (38-45).
13. ندمُ المشركين على كفرهم، وعذابُهم (45-50).
14. عهدٌ من الله لنصرِ المؤمنين (51-55).
15. أسباب تمسُّك المشركين بشِرْكِهم (56-59).
16. توجيه المؤمنين لتوثيق رأيِهم بالسُّنَن الكونية (60- 68).
17. وعيدٌ للمشركين بمصيرهم الأُخْروي (69-77).
18. وعد الرسول بالانتصار له، وضربُ الأمثلة من الواقع (78-85).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /530).
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /435).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".