السيد
كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...
«والقادر هُوَ الَّذِي إن شاءَ فعل وإن شاءَ لم يفعل ولَيْسَ من شَرطه أن يَشاء لا محالة فَإن الله قادر على إقامَة القِيامَة الآن لِأنَّهُ لَو شاءَ أقامَها فَإن كانَ لا يقيمها لِأنَّهُ لم يشأها ولا يشاؤها لما جرى فِي سابق علمه من تَقْدِير أجلها ووقتها فَلذَلِك لا يقْدَح فِي القُدْرَة، والقادر المُطلق هُوَ الَّذِي يخترع كل مَوْجُود اختراعا يتفرد بِهِ ويستغني فِيهِ عَن معاونة غَيره وهُوَ الله تَعالى» الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص134)
«القادر الذي لا يعجزه شيء إيجادًا أو إعدامًا أو تغييرًا أو إعادة ولا يتقيد بالأسباب لأنه خالقها فيخلق نتيجة بلا سبب ولا مقدمة، وهي صفة ثابتة لذات واجب الوجود» القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص220)
«أثبت الله العزة والعظمة والقدرة والكبر والقوة لنفسه في كتابه» قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (2/196)
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".