فأجابه أبوه
أنت أولى بأبي المذمو م بين الناس تكنى ليت لي بنتا، ولا أنت، ولو بنت يحنّا بنت يحنّا: مغنية بأنطاكية تحنّ إلى القرباء وتضيف الغرباء مشهورة بالعهر، قال: ومن عجائب حلب أن في قيسارية البزّ عشرين. دكانا للوكلاء يبيعون فيها كل يوم متاعا قدره عشرون ألف دينار مستمرّ ذلك منذ عشرين سنة وإلى الآن، وما في حلب موضع خراب أصلا، وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبينها وبين حلب يوم وليلة، آخر ما ذكر ابن بطلان. وقلعة حلب مقام إبراهيم الخليل، وفيه صندوق به قطعة من رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ظهرت سنة 435، وعند باب الجنان مشهد علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه، رؤي فيه في النوم، وداخل باب العراق مسجد غوث فيه حجر عليه كتابة زعموا أنه خطّ علي بن أبي طالب،
رضي الله عنه، وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين يزعمون أنه سقط لما جيء بالسّبي من العراق ليحمل إلى دمشق أو طفل كان معهم بحلب فدفن هنالك، وبالقرب منه مشهد مليح العمارة تعصّب الحلبيّون وبنوه أحكم بناء وأنفقوا عليه أموالا، يزعمون أنهم رأوا عليّا،
رضي الله عنه، في المنام في ذلك المكان، وفي قبلي الجبل جبّانة واحدة يسمونها المقام، بها مقام لإبراهيم، عليه السلام، وبظاهر باب اليهود حجر على الطريق ينذر له ويصبّ عليه ماء الورد والطيب ويشترك المسلمون واليهود والنصارى في زيارته، يقال إن تحته قبر بعض الأنبياء. وأما المسافات فمنها إلى قنّسرين يوم وإلى المعرّة يومان وإلى أنطاكية ثلاثة أيام وإلى الرّقّة أربعة أيام وإلى الأثارب يوم وإلى توزين يوم وإلى منبج يومان وإلى بالس يومان وإلى خناصرة يومان وإلى حماة ثلاثة أيام وإلى حمص أربعة أيام وإلى حرّان خمسة أيام وإلى اللاذقية ثلاثة أيام وإلى جبلة ثلاثة أيام وإلى طرابلس أربعة أيام وإلى دمشق تسعة أيام، قال المؤلف، رحمة الله عليه: وشاهدت من حلب وأعمالها ما استدللت به على أن الله تعالى خصّها بالبركة وفضّلها على جميع البلاد، فمن ذلك أنه يزرع في أراضيها القطن والسمسم والبطيخ والخيار والدخن والكروم والذرة والمشمش والتين والتفاح عذيا لا يسقى إلا بماء المطر ويجيء مع ذلك رخصاغضّا رويّا يفوق ما يسقى بالمياه والسيح في جميع البلاد، وهذا لم أره فيما طوّفت من البلاد في غير أرضها، ومن ذلك أن مسافة ما بيد مالكها في أيامنا هذه، وهو الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب ومدبّر دولته والقائم بجميع أموره شهاب الدين طغرل، وهو خادم روميّ زاهد متعبّد، حسن العدل والرأفة برعيته، لا نظير له في أيامه في جميع أقطار الأرض، حاشا الإمام المستنصر بالله أبي جعفر المنصور بن الظاهر ابن الناصر لدين الله، فإن كرمه وعدله ورأفته قد تجاوزت الحدّ فالله بكرمه يرحم رعيتهما بطول بقائمها، من المشرق إلى المغرب مسيرة خمسة أيام، ومن الجنوب إلى الشمال مثل ذلك، وفيها ثمانمائة ونيف وعشرون قرية ملك لأهلها ليس للسلطان فيها إلا مقاطعات يسيرة، ونحو مائتين ونيف قرية مشتركة بين الرعية والسلطان، وقفني الوزير الصاحب القاضي الأكرم جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، أدام الله تعالى أيامه وختم بالصالحات أعماله، وهو يومئذ وزير صاحبها ومدبر دواوينها، على الجريدة بذلك وأسماء القرى وأسماء ملّاكها، وهي بعد ذلك تقوم برزق خمسة آلاف فارس مراخي الغلة موسع عليهم، قال لي الوزير الأكرم، أدام الله تعالى علوّه: لو لم يقع إسراف في خواصّ الأمراء وجماعة من أعيان المفاريد لقامت بأرزاق سبعة آلاف فارس لأن فيها من الطواشية المفاريد ما يزيد على ألف فارس يحصل للواحد منهم في العام من عشرة آلاف درهم إلى خمسة عشر ألف درهم، ويمكن أن يستخدم من فضلات خواصّ الأمراء ألف فارس، وفي أعمالها إحدى وعشرون قلعة، يقام بذخائرها وأرزاق مستحفظيها خارجا عن جميع ما ذكرناه، وهو جملة أخرى كثيرة، ثم يرتفع بعد ذلك كله من فضلات الإقطاعات الخاصة بالسلطان من سائر الجبايات إلى قلعتها عنبا وحبوبا ما يقارب في كل يوم عشرة آلاف درهم، وقد ارتفع إليها في العام الماضي، وهو سنة 625، من جهة واحدة، وهي دار الزكاة التي يجبى فيها العشور من الأفرنج والزكاة من المسلمين وحق البيع، سبعمائة ألف درهم، وهذا مع العدل الكامل والرفق الشامل بحيث لا يرى فيها متظلّم ولا متهضّم ولا مهتضم، وهذا من بركة العدل وحسن النية. وأما فتحها فذكر البلاذري أن أبا عبيدة رحل إلى حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري، وكان أبوه يسمّى عبد غنم، فلما أسلم عياض كره أن يقال له ابن عبد غنم فقال: أنا عياض بن غنم، فوجد أهلها قد تحصنوا، فنزل عليها فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها، فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد، وكان الذي صالحهم عياض، فأنفذ أبو عبيدة صلحه، وقيل: بل صالحوا على حقن دمائهم وأن يقاسموا أنصاف منازلهم وكنائسهم، وقيل: إن أبا عبيدة لم يصادف بحلب أحدا لأن أهلها انتقلوا إلى أنطاكية وأنهم إنما صالحوا على مدينتهم بها ثم رجعوا إليها. وأما قلعتها فبها يضرب المثل في الحسن والحصانة لأن مدينة حلب في وطاء من الأرض وفي وسط ذلك الوطإ جبل عال مدوّر صحيح التدوير مهندم بتراب صح به تدويره، والقلعة مبنيّة في رأسه، ولها خندق عظيم وصل بحفره إلى الماء، وفي وسط هذه القلعة مصانع تصل إلى الماء المعين، وفيها جامع وميدان وبساتين ودور كثيرة، وكان الملك الظاهر غازي بنصلاح الدين يوسف بن أيوب قد اعتنى بها بهمّته العالية فعمّرها بعمارة عادية وحفر خندقها وبنى رصيفها بالحجارة المهندمة فجاءت عجبا للناظرين إليها، لكن المنية حالت بينه وبين تتمّتها، ولها في أيامنا هذه سبعة أبواب: باب الأربعين، وباب اليهود، وكان الملك الظاهر قد جدّد عمارته وسمّاه باب النصر، وباب الجنان، وباب أنطاكية، وباب قنّسرين، وباب العراق، وباب السرّ، وما زال فيها على قديم الزمان وحديثه أدباء وشعراء، ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم وتثمير الأموال، فقلّ ما ترى من نشئها من لم يتقيل أخلاق آبائه في مثل ذلك، فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثّروة ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان، وقد أكثر الشعراء من ذكرها ووصفها والحنين إليها، وأنا أقتنع من ذلك بقصيدة لأبي بكر محمد بن الحسن بن مرّار الصّنوبري وقد أجاد فيها ووصف متنزهاتها وقراها القريبة منها فقال: احبسا العيس احبساها، وسلا الدار سلاها واسألا أين ظباء ال دّار أم أين مهاها أين قطّان محاهم ريب دهر ومحاها صمّت الدار عن السا ئل، لا صمّ صداها بليت بعدهم الدا ر، وأبلاني بلاها آية شطّت نوى الإظ عان، لا شطّت نواها من بدور من دجاها، وشموس من ضحاها ليس ينهى النفس ناه ما أطاعت من عصاها بأبي من عرسها وسخ طي، ومن عرسي رضاها دمية إن جلّيت كا نت حلى الحسن حلاها دمية ألقت إليها راية الحسن دماها دمية تسقيك عينا ها، كما تسقي مداها أعطيت لونا من الور د، وزيدت وجنتاها حبّذا الباءات باءت، وقويق ورباها بانقوساها بها با هي المباهي، حين باهى وبباصفرا وبابل لا ربا مثلي وتاها لا قلى صحراء نافر قلّ شوقي، لا قلاها (1) لا سلا أجبال باسل لين قلبي، لا سلاها وبباسلّين فليب غ ركابي من بغاها وإلى باشقلّيشا ذو التناهي يتناهى (1) قوله: نافر، بسكون الراء، هكذا في الأصلوبعاذين، فواها لبعاذين، وواها بين نهر وقناة قد تلته وتلاها ومجاري برك، يجلو همومي مجتلاها ورياض تلتقي آ مالنا في ملتقاها زاد أعلاها علوّا جوشنا لمّا علاها وازدهت برج أبي الحا رث حسنا وازدهاها واطّبت مستشرف الحص ن، اشتياقا، واطّباها وأرى المنية فازت كلّ نفس بمناها إذ هواي العوجان السا لب النفس هواها ومقيلي بركة التّل ل وسيبات رحاها بركة تربتها الكا فوز، والدّرّ حصاها كم غراني طربي حي تانها لما غراها إذ تلى مطبّخ الحي تان منها مشتواها بمروج اللهو ألقت عير لذّاتي عصاها وبمغنى الكامليّ اس تكملت نفسي مناها وغرت ذا الجوهريّ ال مزن غيثا، وغراها كلأ الراموسة الحس ناء ربي، وكلاها وجزى الجنّات بالسّع دى بنعمى، وجزاها وفدى البستان من فا رس صبّ وفداها وغرت ذا الجوهريّ ال مزن، محلولا عراها واذكرا دار السّليما نيّة اليوم، اذكراها حيث عجنا نحوها العي س تبارى في براها وصفا العافية المو سومة الوصف صفاها فهي في معنى اسمها حذ وبحذو، وكفاها وصلا سطحي وأحوا ضي، خليليّ، صلاها وردا ساحة صهري جي على سوق رداها وامزجا الراح بماء منه، أو لا تمزجاها حلب بدر دجّى، أن. .. جمها الزّهر قراهاحبّذا جامعها الجا. .. مع للنفس تقاها موطن مرسي دور ألب رّ بمرساة حباها (1) شهوات الطرف فيه، فوق ما كان اشتهاها قبلة كرّمها الل هـ بنور، وحباها ورآها ذهبا في لازورد من رآها ومراقي منبر، أع ظم شيء مرتقاها وذرى مئذنة، طا لت ذرى النجم ذراها والنّواريّة ما لا ترياه لسواها قصعة ما عدت الكع ب، ولا الكعب عداها أبدا، يستقبل السّح ب بسحب من حشاها فهي تسقي الغيث إن لم يسقها، أو إن سقاها كنفتها قبّة يض حك عنها كنفاها قبّة أبدع بانى ها بناء، إذ بناها ضاهت الوشي نقوشا، فحكته وحكاها لو رآها مبتني قب بة كسرى ما ابتناها فبذا الجامع سرو يتباهى من تباهي جنّبا السارية الخض راء منه، جنّباها قبلة المستشرف الأع لى، إذا قابلتماها حيث يأتي خلفه الآ داب منها من أتاها من رجالات حبّى لم يحلل الجهل حباها من رآهم من سفيه باع بالعلم السفاها وعلى ذاك سرور ال نفس منّي وأساها شجو نفسي باب قنّس رين، وهنا، وشجاها حدث أبكي التي في هـ، ومثلي من بكاها أنا أحمي حلبا دا را، وأحمي من حماها أيّ حسن ما حوته حلب، أو ما حواها سروها الداني، كما تد نو فتاة من فتاها آسها الثاني القدود ال هيف، لمّا أن ثناها (1) هذا البيت مختل الوزن ولعل فيه تصحيفانخلها زيتونها، أو لا فأرطاها عصاها قبجها درّاجها، أو فحباراها قطاها ضحكت دبسيّتاها، وبكت قمريّتاها بين أفنان، تناجي طائريها طائراها تدرجاها حبرجاها صلصلاها بلبلاها ربّ ملقي الرّحل منها، حيث تلقى بيعتاها طيّرت عنه الكرى طا ئرة، طار كراها ودّ، إذ فاه بشجو، أنه قبّل فاها صبّة تندب صبّا، قد شجته وشجاها زيّنت، حتى انتهت في زينة في منتهاها فهي مرجان شواها، لازورد دفّتاها وهي تبر منتهاها، فضّة قرطمتاها قلّدت بالجزع، لمّا قلّدت، سالفتاها حلب أكرم مأوى، وكريم من أواها بسط الغيث عليها بسط نور، ما طواها وكساها حللا، أب دع فيها إذ كساها حللا لحمتها السّو سن، والورد سداها إجن خيرياتها بال لحظ، لا تحرم جناها وعيون النرجس المن هلّ، كالدمع نداها وخدودا من شقيق، كاللظى الحمر لظاها وثنايا أقحوانا ت، سنا الدّرّ سناها ضاع آذريونها، إذ ضاء، من تبر، ثراها وطلى الطّلّ خزاما ها بمسك، إذ طلاها وانتشى النّيلوفر الشّو ق قلوبا، واقتضاها بحواش قد حشاها كلّ طيب، إذ حشاها وبأوساط على حذ والزنابير حذاها فاخري، يا حلب، المد ن يزد جاهك جاها إنه إن لم تك المد. .. ن رخاخا، كنت شاهاوقال كشاجم: أرتك ندى الغيث آثارها، وأخرجت الأرض أزهارها وما أمتعت جارها بلدة كما أمتعت حلب جارها هي الخلد يجمع ما تشتهي، فزرها، فطوبى لمن زارها! وكفر حلب: من قرى حلب. وحلب الساجور: في نواحي حلب، ذكرها في نواحي الفتوح، قال: وأتى أبو عبيدة بن الجرّاح،
رضي الله عنه، حلب الساجور بعد فتح حلب وقدم عياض بن غنم إلى منبج. وحلب أيضا: محلّة كبيرة في شارع القاهرة بينها وبين الفسطاط، رأيتها غير مرّة.
[معجم البلدان]