البحث

عبارات مقترحة:

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...


حَيَّرةُ

بفتح أوله، وياء مشددة، وراء، وهاء: بلدة في جبال هذيل ثم في جبال سطاع.

[معجم البلدان]

الحِيرَةُ

بالكسر ثم السكون، وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النّجف زعموا أن بحر فارس كان يتّصل به، وبالحيرة الخورنق بقرب منها مما يلي الشرق على نحو ميل، والسدير في وسط البرّيّة التي بينها وبين الشام، كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نصر ثم من لخم النعمان وآبائه، والنسبة إليها حاريّ على غير قياس كما نسبوا إلى النمر نمريّ، قال عمرو بن معدي كرب: كأن الإثمد الحاريّ منها يسفّ بحيث تبتدر الدموع وحيريّ أيضا على القياس، كلّ قد جاء عنهم، ويقال لها الحيرة الرّوحاء، قال عاصم بن عمرو: صبحنا الحيرة الروحاء خيلا ورجلا، فوق أثباج الركاب حضرنا في نواحيها قصورا مشرّفة كأضراس الكلاب وأما وصفهم إياها بالبياض فإنما أرادوا حسن العمارة، وقيل: سمّيت الحيرة لأن تبّعا الأكبر لما قصد خراسان خلّف ضعفة جنده بذلك الموضع وقال لهم حيّروا به أي أقيموا به، وقال الزّجاجي: كان أول من نزل بها مالك بن زهير بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، فلما نزلها جعلها حيرا وأقطعه قومه فسمّيت الحيرة بذلك، وفي بعض أخبار أهل السير: سار أردشير إلى الاردوان ملك النبط وقد اختلفوا عليه وشاغبه ملك من ملوك النبط يقال له بابا فاستعان كلّ واحد منهما بمن يليه من العرب ليقاتل بهم الآخر، فبنى الاردوان حيرا فأنزله من أعانه من العرب فسمّي ذلك الحير الحيرة كما تسمّى القيعة من القاع، وأنزل بابا من أعانه من الأعراب الأنبار وخندق عليهم خندقا، وكان بخت نصر حيث نادى العرب قد جمع من كان في بلاده من العرب بها فسمّتها النبط أنبار العرب كما تسمى أنبار الطعام إذا جمع إليه الطعام، وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: إنما سميت الحيرة لأن تبّعا لما أقبل بجيوشه فبلغ موضع الحيرة ضلّ دليله وتحيّر فسميت الحيرة. وقال أبو المنذر هشام بن محمد: كان بدو نزول العرب أرض العراق وثبوتهم بها واتخاذهم الحيرة والأنبار منزلا أنّ الله عزّ وجل أوحى إلى يوحنا بن اختيار بن زربابل ابن شلثيل من ولد يهوذا بن يعقوب أن ائت بخت نصّر فمره أن يغزو العرب الذين لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب وأن يطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتليهم ويستبيح أموالهم وأعلمهم كفرهم بي واتخاذهم آلهة دوني وتكذيبهم أنبيائي ورسلي، فأقبل يوحنا من نجران حتى قدم على بخت نصر وهو ببابل فأخبره بما أوحي إليه وذلك في زمن معدّ بن عدنان، قال: فوثب بخت نصر على من كان في بلاده من تجار العرب فجمع من ظفر به منهم وبنى لهم حيرا على النجف وحصّنه ثم جعلهم فيه ووكل بهم حرسا وحفظة ثم نادى في الناس بالغزو فتأهبوا لذلك وانتشر الخبر فيمن يليهم من العرب فخرجت إليه طوائف منهم مسالمين مستأمنين، فاستشار بخت نصر فيهم يوحنا فقال: خروجهم إليك من بلدهم قبل نهوضهم إليك رجوع منهم عما كانوا عليه فاقبل منهم وأحسن إليهم، فأنزلهم السواد على شاطئ الفرات وابتنوا موضع عسكرهم فسموه الأنبار، وخلّى عن أهل الحير فابتنوا في موضعه وسموها الحيرة لأنه كان حيرا مبنيّا، وما زالوا كذلك مدة حياة بخت نصر، فلما مات انضموا إلى أهل الأنبار وبقي الحير خرابا زمانا طويلا لا تطلع عليه طالعة من بلاد العرب وأهل الأنبار ومن انضمّ إليهم من أهل الحيرة من قبائل العرب بمكانهم، وكان بنو معدّ نزولا بتهامة وما والاها من البلاد ففرقتهم حروب وقعت بينهم فخرجوا يطلبون المتّسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارف أرض الشام، وأقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين، وبها قبائل من الأزد كانوا نزلوها من زمان عمرو بن عامر بن ماء السماء بن الحارث الغطريف بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، ومازن هو جمّاع غسان، وغسان ماء شرب منه بنو مازن فسموا غسان ولم تشرب منه خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان فلا يقال لواحد من هذه القبائل غسان وإن كانوا من أولاد مازن، فتخلّفوا بها، فكان الذين أقبلوا من تهامة من العرب مالك وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ومالك بن الزمير ابن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة في جماعةمن قومهم والحيقان بن الحيوة بن عمير بن قنص بن معدّ بن عدنان في قنص كلها، ثم لحق به غطفان بن عمرو بن طمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى ابن دعمي بن إياد فاجتمعوا بالبحرين وتحالفوا على التّنوخ، وهو المقام، وتعاقدوا على التناصر والتوازر فصاروا يدا على الناس وضمهم اسم التّنوخ، وكانوا بذلك الاسم كأنهم عمارة من العمائر وقبيلة من القبائل، قال: ودعا مالك بن زهير بن عمرو بن فهم جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد إلى التنوخ معه وزوّجه أخته لميس بنت زهير، فتنّخ جذيمة بن مالك وجماعة من كان بها من الأزد فصارت كلمتهم واحدة، وكان من اجتماع القبائل بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم أزمان ملوك الطوائف الذين ملّكهم الإسكندر وفرق البلدان عند قتله دارا إلى أن ظهر أردشير على ملوك الطوائف وهزّمهم ودان له الناس وضبط الملك، فتطلّعت أنفس من كان في البحرين من العرب إلى ريف العراق وطمعوا في غلبة الأعاجم مما يلي بلاد العرب ومشاركتهم فيه واغتنموا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف، فأجمع رؤساؤهم على المسير إلى العراق ووطّن جماعة ممن كان معهم أنفسهم على ذلك، فكان أول من طلع منهم على العجم حيقان في جماعة من قومه وأخلاط من الناس فوجدوا الأرمنيّين الذين بناحية الموصل وما يليها يقاتلون الأردوانيّين، وهم ملوك الطوائف، وهم ما بين نفر، قرية من سواد العراق، إلى الأبلّة وأطراف البادية، فاجتمعوا عليهم ودفعوهم عن بلادهم إلى سواد العراق فصاروا بعد أشلاء في عرب الأنبار وعرب الحيرة، فهم أشلاء قنص بن معدّ، منهم كان عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث ابن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم، ومن ولده النّعمان بن المنذر، ثم قدمت قبائل تنوخ على الأردوانيين فأنزلوهم الحيرة التي كان قد بناها بخت نصر والأنبار، وأقاموا يدينون للعجم إلى أن قدمها تبّع أبو كرب فخلّف بها من لم تكن له نهضة، فانضموا إلى الحيرة واختلطوا بهم، وفي ذلك يقول كعب بن جعيل: وغزانا تبّع من حمير، نازل الحيرة من أرض عدن فصار في الحيرة من جميع القبائل من مذحج وحمير وطيّء وكلب وتميم، ونزل كثير من تنوخ الأنبار والحيرة إلى طفّ الفرات وغربيه إلا أنهم كانوا بادية يسكنون المظالّ وخيم الشعر ولا ينزلون بيوت المدر، وكانت منازلهم فيما بين الأنبار والحيرة، فكانوا يسمّون عرب الضاحية، فكان أول من ملك منهم في زمن ملوك الطوائف مالك بن فهم أبو جذيمة الأبرش، وكان منزله مما يلي الأنبار، ثم مات فملك ابنه جذيمة الأبرش بن مالك بن فهم، وكان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأيا وأبعدهم مغارا وأشدهم نكاية وأظهرهم حزما، وهو أول من اجتمع له الملك بأرض العرب وغزا بالجيوش، وكان به برص وكانت العرب لا تنسبه إليه إعظاما له وإجلالا فكانوا يقولون جذيمة الوضّاح وجذيمة الأبرش، وكانت دار مملكته الحيرة والأنبار وبقّة وهيت وعين التمر وأطراف البر إلى الغمير إلى القطقطانة وما وراء ذلك، تجبى إليه من هذه الأعمال الأموال وتفد عليه الوفود، وهو صاحب الزّبّاء وقصير، والقصة طويلة ليس ههنا موضعها، إلا أنه لما هلك صار ملكه إلى ابن أخته عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، وهو أول من اتخذ الحيرة منزلامن الملوك، وهو أول ملوك هذا البيت من آل نصر، ولذلك يقول ابن رومانس الكلبي وهو أخو النعمان لأمه أمهما رومانس: ما فلاحي بعد الألى عمروا ال حيرة ما ان أرى لهم من باق ولهم كان كل من ضرب العي ر بنجد إلى تخوم العراق فأقام ملكا مدة ثم مات عن مائة وعشرين سنة مطاع الأمر نافذ الحكم لا يدين لملوك الطوائف ولا يدينون له، إلى أن قدم أردشير بن بابك يريد الاستبداد بالملك وقهر ملوك الطوائف فكره كثير من تنوخ المقام بالعراق وأن يدينوا لأردشير فلحقوا بالشام وانضموا إلى من هناك من قضاعة، وجعل كل من أحدث من العرب حدثا خرج إلى ريف العراق ونزل الحيرة، فصار ذلك على أكثرهم هجنة، فأهل الحيرة ثلاثة أصناف: فثلث تنوخ، وهم كانوا أصحاب المظال وبيوت الشعر ينزلون غربي الفرات فيما بين الحيرة والأنبار فما فوقها، والثلث الثاني العبّاد، وهم الذين سكنوا الحيرة وابتنوا فيها، وهم قبائل شتى تعبدوا لملوكها وأقاموا هناك، وثلث الأحلاف، وهم الذين لحقوا بأهل الحيرة ونزلوا فيها فمن لم يكن من تنوخ الوبر ولا من العباد دانوا لأردشير، فكان أول عمارة الحيرة في زمن بخت نصر ثم خربت الحيرة بعد موت بخت نصر وعمرت الأنبار خمسمائة سنة وخمسين سنة ثم عمرت الحيرة في زمن عمرو بن عدي باتخاذه إياها مسكنا فعمرت الحيرة خمسمائة سنة وبضعا وثلاثين سنة إلى أن عمرت الكوفة ونزلها المسلمون. وينسب إلى الحيرة كعب بن عدي الحيري، له صحبة، روى حديثه عمرو بن الحارث عن ناعم بن أجيل بن كعب بن عدي الحيري. والحيرة أيضا: محلة كبيرة مشهورة بنيسابور، ينسب إليها كثير من المحدثين، منهم: أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري صاحب حاجب بن أحمد وأبي العباس الأموي، قال أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني: أما أبو بكر الحيري فقد ذكر سبطه أبو البركات مسعود بن عبد الرحيم بن أبي بكر الحيري أن أجداده كانوا من حيرة الكوفة وجاءوا إلى نيسابور فاستوطنوها، قال: فعلى هذا يحتمل أن يكونوا توطنوا محلة بنيسابور فنسبت المحلة إليهم كما ينسب بالكوفة والبصرة كل محلة إلى قبيلة نزلوها، والله أعلم. والحيرة أيضا: قرية بأرض فارس فيما زعموا.

[معجم البلدان]

الحيرة

بلدة قديمة كانت على ساحل البحر بقرب أرض الكوفة، وكان هناك في قديم الزمان بحر. والآن ليس بها أثر البحر ولا المدينة، بل هي دجلة وآثار طامسة. وكانت الحيرة منزل ملوك بني لخم، وهم كانوا ملوك العرب في قديم الزمان، وإياهم أراد الأسود بن يعفر في قوله: ماذا أؤمّل بعد آل محرّقٍ تركوا منازلهم وبعد إياد أهل الخورنق والسّدير وبارقٍ والقصر ذي الشّرفات من سنداد نزلوا بأنقرةٍ يسيل عليهم ماء الفرات يجيء من أطواد أرضٌ يخيلها لطيب مقيلها كعب بن مامة وابن أمّ ذواد جرت الرّياح على محلّ ديارهم فكأنّهم كانوا على ميعاد ولقد عنوا فيها بأنعم عيشةٍ في ظلّ ملكٍ ثابت الأوتاد فإذا النّعيم وكلّ ما يلهى به يوماً يصير إلى بلىً ونفاد وبنى النعمان بن امريء القيس بن عمرو بن عدي قصراً بظاهر الحيرة في ستين سنة اسمه الخورنق، بناه رجل من الروم يقال له سنمار، وكان يبني السنتين والثلاث ويغيب الخمس، فيطلب فلا يوجد. وكان يبني على وضع عجيب لم يعرف أحد أن يبني مثله. ثم إذا وجد يحتج بحجة فلم يزل يفعل هذا ستين سنة. فلما فرغ من بنائه كان قصراً عجيباً لم يكن للملوك مثله. فرح به النعمان فقال له سنمار: اني لأعلم موضع آجرة لو زالت لسقط القصر كله، فقال له النعمان: هل يعرفها أحد غيرك؟ قال: لا! فأمر به فقذف من أعلى القصر إلى أسفله فتقطعت أوصاله، فاشتهر ذلك حتى ضرب العرب به المثل فقال الشاعر: جزاني جزاه الله شرّ جزائه. .. جزاء سنمّارٍ وما كان ذا ذنبسوى رمّة البنيان ستّين حجّةً. .. يعلى عليه بالقراميد والسّكب فلمّا رأى البنيان تمّ شهوقه وآض كمثل الطّود الشّامخ الصّعب وظنّ سنمّارٌ به كلّ حبوةٍ وفاز لديه بالمودّة والقرب فقال: اقذفوا بالعلج من فوق رأسه فهذا لعمر الله من أعجب الخطب فصعد النعمان قلته ونظر إلى البحر تجاهه وإلى البر خلفه والبساتين حوله، ورأى الظبي والحوت والنخل فقال لوزيره: ما رأيت أحسن من هذا البناء قط! فقال له وزيره: له عيب عظيم! قال: وما ذلك؟ قال: انه غير باق! قال النعمان: وما الشيء هو باق؟ قال: ملك الآخرة! قال: فكيف تحصيل ذلك؟ قال: بترك الدنيا! قال: فهل لك أن تساعدني في طلب ذلك؟ فقال: نعم. فترك الملك وتزهد هو ووزيره، والله الموفق.

[آثار البلاد وأخبار العباد]

الحيرة

مدينة كانت في قديم الزمان بأرض الكوفة على ساحل البحر، فإن بحر فارس في قديم الزمان كان ممتداً إلى أرض الكوفة، والآن لا أثر للمدينة ولا للبحر، ومكان المدينة دجلة. ينسب إليها النعمان بن امريء القيس صاحب الحيرة من ملوك بني لخم. بنى بالحيرة قصراً يقال له الخورنق في ستين سنة، قصراً عجيباً ما كان لأحد من الملوك مثله. فبينا هو ذات يوم جالس على الخورنق إذ رأى البساتين والنخل والأشجار والأنهار مما يلي المغرب، والفرات مما يلي المشرق، والخورنق مكانه، فأعجبه ذلك وقال لوزيره: أرأيت مثل هذا المنظر وحسنه؟ فقال: ما رأيت أيها الملك لا نظير له لو كان دائماً! فقال له: ما الذي يدوم؟ فقال: ما عند الله في الآخرة! فقال: بم ينال ذلك؟ فقال: بترك الدنيا وعبادة الله! فترك النعمان الملك وليس المسح ورافقه وزيره، ولم يعلم خبرهما إلى الآن؛ قال عدي بن زيد: وتبيّن ربّ الخورنق، إذ. .. أشرف يوماً وللهدى تفكيرسرّه ما رأى وكثرة ما يم. .. لك والبحر معرضاً والسّدير فارعوى قلبه وقال: فما غب طة حيٍّ إلى الممات يصير؟ ثمّ بعد الفلاح والملك والإ مّة وارتهم هناك القبور! ثمّ صاروا كأنّهم ورقٌ جفّ فألوت به الصّبا والدّبور وينسب إليها أبو عثمان إسماعيل الحيري. كان من عباد الله الصالحين. حكي من كرم أخلاقه ان رجلاً دعاه إلى ضيافته فذهب إليه، فلما انتهى إلى باب داره قال: ما لي وجه الضيافة! فرجع ثم طلبه بعد ذلك مرة أخرى فأجابه، فلما انتهى إلى باب داره قال له مثل ذلك، ثم دعاه مرة ثالثة وقال له مثل ذلك. فعاد الشيخ فقال الداعي: اني أردت أن أجربك، وجعل يمدحه فقال الشيخ: لا تمدحني على خلق يوجد في الكلاب، إذا دعي الكلب أجاب وإن زجر انزجر! توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين.

[آثار البلاد وأخبار العباد]

الحيرة

جاء في الحديث قول الرسول: «هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي» ، وهي في العراق كانت قاعدة المناذرة، بين النجف والكوفة، فتحها خالد بن الوليد وأظنها قد درست.

[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]

الحيرة

مدينة قريبة من الكوفة كانت سكنا لملوك اللخميين العرب في الجاهلية واسم الحيرة يعني البلد المسور. وكانت تسمى (الحيرة البيضاء) لحسنها. وفيها أقام الملوك اللخميون القصرين الشهيرين: الخورنق والسدير.

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

الحيرة:

قال الهمداني (1) : سار تبع أبو كرب في غزوته فلما أتى موضع الحيرة خلف هنالك مالك بن فهم بن غنم بن دوس على أثقاله وخلف معه من ثقل من أصحابه في نحو اثني عشر ألفاً وقال: تحيروا هذا الموضع، فسمي الموضع الحيرة، فمالك أول ملوك الحيرة وأبوهم، وكانوا يملكون ما بين الحيرة والأنبار وهيت ونواحيها وعين التمر وأطراف البراري: الغمير والقطقطانة وخفية، وكان مكان الحيرة من أطيب البلاد وأرقه هواء وأخفه ماء وأعذاه (2) تربة وأصفاه جواً. وكانت (3) الحيرة على ثلاثة أميال من الكوفة، والحيرة على النجف، والنجف كان على ساحل البحر الملح، وكان في سالف الدهر يبلغ الحيرة. والحيرة (4) مدينة صغيرة جاهلية حسنة البناء طيبة الثرى، وكانت فيما سلف أكبر من نظرها بعد ذلك لأن أكثر أهلها انتقلوا إلى الكوفة. وبالحيرة (5) منازل بني بقيلة وغيرهم، وبها كانت منازل ملوك بني نصر ولخم وهم آل النعمان بن المنذر، وأول من نزل الحيرة عمرو بن عدي بن نصر واتخذها دار مملكته، وعامة أهل الحيرة نصارى فيهم من قبائل العرب على دين النصرانية من بني تميم آل عدي بن زيد العبادي الشاعر ومن سليم وطيء وغيرهم، والخورنق بالقرب منها مما يلي المشرق، وبينه وبين الحيرة ثلاثة أميال، والسدير في برية بالقرب منها. وقال قتادة (6) : ذكر لنا أن تبعاً كان رجلاً من حمير سار بالجنود حتى حير الحيرة ثم أتى سمرقند فهدمها. والحيرة أرض باردة في الشتاء وهي في الصيف مفرطة الحر حتى إنهم لينزعون ستور بيوتهم مخافة من إحراق السمائم لها ولا يشربون الماء إلا بالسكنجبين والجلاب لأن الماء لا يبلغ أعماق أبدانهم صرفاً. ولم يزل ملوك الحيرة من ذرية عمرو بن عدي بن نصر، وهم النصريون، إلى النعمان بن المنذر فهو آخر ملوكهم، وهو الذي قتله كسرى بزيد بن عدي بن زيد، وكان النعمان (7) لما أراد إتيان كسرى بعد هربه نزل ببني شيبان، فأودع سلاحه وعياله عند هانئ بن مسعود، فلما أتى كسرى على النعمان بعث إلى هانئ يطالبه بتركته فأبى أن يخفر الذمة، فكان ذلك السبب الذي هاج حرب ذي قار. وكانت (8) حرقة بنت النعمان إذا خرجت إلى بيعتها فرش لها طريقها بالحرير والديباج، فلما هلك النعمان نكبها الزمان، وقدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه القادسية أميراً عليها، فهزم الفرس وقتل رستم، فأتته حرقة بنت النعمان في لمة من نسائها، وعليهن المسوح والمقطعات السود مترهبات، يطلبن صلته، فلما وقفن بين يديه قال: أيتكن حرقة؟ فقالت: ها أنا ذه قال: أنت حرقة؟ قالت: نعم، فما تكرارك لاستفهامي؟ إن الدنيا دار زوال لا تدوم على حال تنتقل بأهلها انتقالاً وتعقبهم بعد حالهم حالاً، كنا ملوك هذا المصر (9) يجبى إلينا خراجه ويطيعنا أهله، فلما أدبر الأمر، صاح بنا صائح الدهر، فصدع عصانا وشتت ملانا، وكذلك الدهر يا سعد ليس من قوم بحبرة إلا والدهر يعقبهم عبرة، ثم أنشأت تقول: فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا. .. إذا نحن فيهم سوقة نتنصف فأف لدنيا لا يدوم نعيمها. .. تقلب تارات بنا وتصرف فأكرمها سعد رضي الله عنه وأحسن جائزتها، فلما أرادت فراقه قالت: لا نزع الله تعالى من عبد صالح نعمة إلا جعلك سبباً لردها عليه. وروي أن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله دخل على حرقة ابنة النعمان بن المنذر بالحيرة في بيعتها، وهي في نسوة راهبات فقال لها: كيف رأيت غمرات الملك يا حرقة؟ قالت: هذا خير مما كنا فيه، إنا لنجد في الكتاب أنه ليس من بيت يمتلئ حبرة إلا امتلأ عبرة، وأن الدهر لم يأت قوماً بيوم يحبونه إلا اختبأ لهم يوماً يكرهونه، وإن على باب السلطان كأشباه الجزر من الفتن، وإن واحداً لم يصب منهم شيئاً إلا أصابوا من دينه مثله، قال: فقلت: فكيف صبرك؟ قال: فأقبلت علي بوجهها ثم قالت: يا سبحان الله، تسألني عن الصبر؟ ما ميز أحد بين صبر وجزع إلا أصاب بينهما التفاوت في حالتيهما: أما الصبر فحسن العلانية محمود العاقبة، وأما الجزع فغير معوض عوضاً مع مأثمه، ولو كانا رجلين في صورتهما (10) لكان الصبر أولاهما بالغلبة في حسن صورة وكرم طبيعة في عاجلة من الدنيا وآجلة من الثواب، وكفى ما وعد الله تعالى إذ ألهمناه. قال فقلت: إنا لم نزل نسمع أن الجزع للنساء فلا يجزعن رجل بعدك في مصيبة، فلقد كرم صبرك، فقالت: أما سمعت قول الشاعر: فاصبر على القدر المجلوب وارض به. .. وإن أتاك بما لا تشتهي القدر فما صفا لامرئ عيش يسر به. .. إلا سيتبع يوماً صفوه الكدر ولم يزل (11) عمران الحيرة يتناقص مذ بنيت الكوفة إلى أيام المعتضد، فإنه استولى عليها الخراب، وكان فيها ديارات كثيرة ورهبان لحقوا بغيرها من البلاد لاستيلاء الخراب عليها، وهم يزعمون أن سعدها سيعود بالعمران. ونزلها جماعة من خلفاء بني العباس لطيب هوائها وصفاء جوهرها وقرب الخورنق والنجف منها. وكانت مدة الحيرة من أول وقت عمارتها إلى أول خرابها عند بناء الكوفة خمسمائة سنة وبضعاً وثلاثين سنة. ولما أقبل خالد بن الوليد رضي الله عنه في سلطان أبي بكر رضي الله عنه بعد فتح اليمامة وقتل كذابها (12) يريد الحيرة تحصن منه أهلها في القصر الأبيض، وفيه كان إياس بن قبيصة، وقصر القادسية وقصر بني بقيلة وقصر بني مازن، وهذه قصور الحيرة، فنزل خالد بالنجف وبعث إليهم أن ابعثوا إلي رجلاً من عقلائكم، فبعثوا إليه عبد المسيح بن عمرو بن حسان بن بقيلة الغساني، وبقيلة هو الذي بنى القصر الأبيض، ودعي بقيلة لأنه خرج يوماً وعليه ثياب خضر فقال قومه: ما هذا إلا بقيلة، وعبد المسيح هذا هو الذي أتى سطيحاً فعبر رؤيا الموبذان وارتجاج الإيوان وما كان من ملوك بني ساسان (13)، فأتى عبد المسيح خالداً وله يومئذ ثلثمائة سنة وخمسون سنة، فتجاهل عبد المسيح وأحب أن يريه من نفسه ما يعرف به عنده، فقال له خالد (14) : من أين أقصى أثرك؟ قال: من صلب أبي، قال: فمن أين جئت؟ قال: من بطن أمي، قال: فعلام أنت ويحك؟ قال: على الأرض، قال: أتعقل؟ قال: أي والله وأقيد. قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال: اللهم اخزهم من أهل بلدة فما يزيدوننا إلا عمى، أسأله عن شيء فيجيبني عن غيره، قال: لا والله ما أجيبك إلا عن سؤالك، فسل عما بدا لك، قال: أعرب أنتم أم نبط، قال: نبط استعربنا وعرب استنبطنا، قال: فحرب أم سلم؟ قال: بل سلم، قال: فما لهذه الحصون؟ قال: بنيناها للسفيه تمنعه حتى يأتي الحليم فينهاه، قال.: كم سنة أتت عليك؟ قال: خمسون وثلثمائة، قال فما أدركت؟ قال: أدركت سفن البحر ترفأ إلينا في هذا النجف بمتاع الهند والصين، وأمواج البحر تضرب ما تحت قدمك، ورأيت المرأة من أهل الحيرة تأخذ مكتلها فتضعه على رأسها لا تزود إلا رغيفاً فلا تزال في قرى عامرة وعمائر متصلة وأشجار مثمرة ومياه عذبة حتى ترد الشام، وتراها اليوم قد أصبحت يباباً، وكذلك دأب الله تعالى في العباد والبلاد. فوجم خالد لما سمعه وعرف من هو، وكان مشهوراً في العرب بصحة العقل وطول العمر، قال: ومعه سم ساعة يقلبه في يده، فقال له خالد: يا هذا ما معك؟ قال: سم ساعة، فإن يكن عندك ما يسرني ويوافق أهل بلدي قبلته وحمدت الله تعالى عليه، وإن تكن الأخرى لم أكن أول من ساق إلى أهل بلده ذلاً فآكل السم فأستريح، قال له خالد: هاته، فأخذه ووضعه في راحته ثم قال: بسم الله وبالله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، ثم استرطه فجللته غشية ثم سري عنه وأفاق كأنما أنشط من عقال، فانصرف العبادي إلى قومه فأخبرهم. بما رأى وقال: يا قوم صالحوهم فإن القوم مصنوع لهم وأمرهم مقبل وأمر بني ساسان مدبر، وسيكون لهذه الأمة شأن ثم يحدث فيها هنات وهنات، فصالحوه، وقال عبد المسيح: أبعد المنذرين أرى سواماً. .. تروح بالخورنق والسدير وصرنا بعد هلك أبي قبيس. .. كمثل الشاء في اليوم المطير تقسمنا القبائل من معد. .. علانية كأيسار الجزور نؤدي الخرج مثل خراج كسرى. .. وخرج بني قريظة والنضير كذاك الدهر دولته سجال. .. فيوم من مساءة أو سرور ولما فسر سطيح وشق الكاهنان لربيعة بن نصر ملك اليمن رؤياه التي دلت على خراب سد مأرب وتفرق الأزد في البلاد، جهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم، وكتب لهم إلى سابور بن خرزاد ملك فارس فأسكنهم الحيرة، فمن بقية ولد ربيعة بن نصر النعمان بن المنذر بن النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر. قال أبو بكر بن عياش: كنت وسفيان الثوري وشريك النخعي نتماشى فيما بين الحيرة والكوفة فرأينا شيخاً أبيض الرأس واللحية حسن السمت والهيئة، فقلنا شيخ جليل قد سمع الحديث وأدرك الناس فملنا نحوه، فقال له سفيان، وكان أطلبنا للحديث: يا هذا، أعندك شيء من الحديث؟ فقال: أما حديث فلا ولكن عتيق سنين، فنظرنا فإذا هو خمار. وحكى أبو الفرج الأصبهاني (15) أن سليمان بن بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان قال: كان بعض ولاة الكوفة يذم الحيرة في أيام بني أمية، فقال له رجل من أهلها وكان عاقلاً ظريفاً: أتعيب بلدة يضرب بها المثل في الجاهلية والإسلام قال: وبماذا (16) تمتدح؟ قال: بصحة هوائها وطيب مائها ونزهة ظاهرها، تصلح للخف والظلف، سهل وجبل، وبادية وبستان، وبحر وبر، محل الملوك ومرادهم ومسكنهم ومثواهم، وقد قدمتها أصلحك الله، مخفاً فأصبحت مثقلاً، ووردتها مقلاً فأصارتك مكثراً، قال: فكيف يعرف ما وصفتها به من الفضل؟ قال: تصير إليها ثم ادع بما شئت من لذات العيش، والله لا أجوز بك الحيرة قال: فاصنع لي صنيعاً واخرج من قولك، قال: أفعل، فصنع لهم طعاماً فأطعمهم من خبزها وسمكها وما صيد من وحشها من ظباء ونعام وأرانب وحبارى، وسقاهم ماءها في قلالها وخمرها في آنيتها، وأجلسهم على رقمها، وكان يتخذ بها من الفرش أشياء ظريفة ثم لم يستخدم لهم حراً ولا عبداً إلا من مولديها ومولداتها من خدم ووصائف كأنهم اللؤلؤ، لغتهم لغة أهلها، ثم أقعد معهم حنيناً فغناهم هو وأصحابه في شعر عدي بن زيد شاعرهم وأعشى همدان لم يتجاوزهما، وحياهم برياحينها ونقلهم على خمرها وقد شربوا بفواكهها ثم قال له: هل رأيتني استعنت على شيء مما رأيت وأكلت وشربت وافترشت وشممت بغير ما في الحيرة؟ قال: لا والله ولقد أحسنت صفة بلدك وأحسنت نصرته والخروج مما تضمنته، فبارك الله لكم في بلدكم. وحيرة أيضاً قرية من قرى نيسابور. (1) معجم ما استعجم 2: 479. (2) ص ع: وأعد له. (3) عن اليعقوبي: 309. (4) عن نزهة المشتاق: 120، وانظر الكرخي: 58، وابن حوقل: 215. (5) عود إلى النقل اليعقوبي؛ وانظر بعضه في ياقوت (الحيرة). (6) البكري (مخ) : 65. (7) النقل عن المسعودي، مروج الذهب 3: 208، والبكري (مخ) : 65. (8) البكري (مخ) : 65، وقارن بما في المحاسن والأضداد: 114، وانظر مادة ((دير هند)) في معجم ياقوت والديارات ومسالك الأبصار. (9) ص ع: القصر. (10) ص ع: صورته. (11) عاد إلى النقل عن مروج الذهب والبكري. (12) ص ع: وقيل كلاهما؛ والإشارة إلى قتل مسيلمة. (13) انظر خبر وفود عبد المسيح على سطيح في العقد 2: 28. (14) تجد هذا الحديث بين خالد وعبد المسيح في البكري (مخ) : 39 وجانباً منه في الطبري 1: 2040 برواية أخرى. (15) الأغاني 2: 310. (16) ص ع: وبما.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

الحيرة

بِكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ. مَدِينَةٌ كَانَتْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ الْغَرْبِيِّ، كَانَتْ عَاصِمَةَ مُلُوكِ لَخْمٍ الْمَشْهُورِينَ بِالْمَنَاذِرَةِ. جَاءَتْ فِي النَّصِّ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَمَّا قَنْصُ ابْنِ مَعْدٍ فَهَلَكَتْ بَقِيَّتُهُمْ - فِيمَا يَزْعُمُ نَسَّابُ مَعْدٍ - وَكَانَ مِنْهُمْ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ مَلِكُ الْحِيرَةِ. وَكَانَ لِمَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ أَرْبَعَةٌ مِنْ الْوَلَدِ: نِزَارُ بْنُ مَعْدٍ، وَإِلَيْهِ تَنْتَسِبُ النِّزَارِيَّةُ، وَقُضَاعَةُ بْنُ مَعْدٍ - عَلَى خِلَافٍ فِي نَسَبِ قُضَاعَةَ، ، وَقَنْصٌ وَيُقَالُ: قَنْصُ بْنُ مَعْدٍ، وَإِيَادُ بْنُ مَعْدٍ، وَاَلَّذِي لَا خِلَافَ فِيهِ هُوَ أَنَّ نِزَارَ بْنَ مَعْدٍ، أَمَّا بَقِيَّةُ أَبْنَاءِ مَعْدٍ فَفِيهِمْ خِلَافٌ، لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ، وَقَدْ اُحْتُلَّتْ الْيَوْمَ مَدِينَةُ النَّجَفِ مَوْقِعَ الْحِيرَةِ عَلَى أَمْيَالٍ مِنْ آثَارِ الْكُوفَةِ.

[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]

حيرة

بالفتح، وياء مشددة، وراء، وهاء: بلدة فى جبل هذيل، ثم فى جبل سطاع.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]

الحيرة

بالكسر، ثم السكون، وراء: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، على النّجف، زعموا أنّ بحر فارس كان يتصل بها. وبالحيرة الخورنق، على ميل منها من جهة الشرق. والسّدير، فى وسط البريّة التى بينها وبين الشام. كانت مسكن ملوك العرب فى الجاهلية النعمان وآباؤه، وسموها بالحيرة البيضاء، لحسنها. وقيل: سميّت الحيرة؛ لأنّ تبعا لما قصد خراسان خلّف ضعفة جندة بذلك الموضع. وقال لهم: حيّروا به، أى أقيموا.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]