عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «سَوُّوا صُفُوفَكُم، فإِنَّ تَسوِيَة الصُّفُوف من تَمَام الصَّلاَة».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
شرح الحديث :
يرشد النبي ﷺ أمته إلى ما فيه صلاحهم وفلاحهم، فهو -هنا- يأمرهم بأن يسووا صفوفهم، بحيث يكون سمتهم نحو القبلة واحدا، ويسدوا خلل الصفوف، حتى لا يكون للشياطين سبيل إلى العبث بصلاتهم، وأرشدهم ﷺ إلى بعض الفوائد التي ينالونها من تعديل الصف، وذلك أن تعديلها علامة على تمام الصلاة وكمالها، وأن اعوجاج الصف خلل ونقص فيها.
معاني الكلمات :
سَوُّوا صُفُوفَكُم |
اجعلوها متساوية بحيث لا يتقدم بعضكم على بعض ولا يتأخر عنه. |
من تمام الصلاة |
"من" تبعيضية، أي: أن تسوية الصف بعض كمال الصلاة وحسنها. |
فوائد من الحديث :
-
مشروعية تعديل الصفوف في الصلاة، باعتدال القائمين بها على سمت واحد، من غير تقديم ولا تأخير.
-
وجوب تسوية الصفوف؛ لحديث "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم".
-
أنَّ اعوجاج الصف نقص في الصلاة.
-
فضل صلاة الجماعة؛ وذلك لأنَّ الأجر الحاصل من تعديل الصف متسبب عن صلاة الجماعة.
-
الحكمة في تسوية الصفوف هي موافقة الملائكة في صفوفهم فقد أخرج مسلم عن جابر قال: "خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ قلنا: يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف".
-
حكمة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعليم، حيث قرن الحُكم مع عِلَّته؛ لتتبين حكمة التشريع، وتنشط النفوس على الامتثال.
المراجع :
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وصنع فهارسه: محمد صبحي بن حسن حلاق، ط10، مكتبة الصحابة، الإمارات - مكتبة التابعين، القاهرة، 1426 هـ.
تنبيه الأفهام شرح عمدة لأحكام لابن عثيمين، ط1، مكتبة الصحابة، الإمارات، 1426هـ.
الإفهام في شرح عمدة الأحكام لابن باز، تحقيق: سعيد القحطاني، ط1، مؤسسة عبد العزيز بن باز الخيرية، 1434هـ.
عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم لعبد الغني المقدسي، دراسة وتحقيق: محمود الأرناؤوط، مراجعة وتقديم: عبد القادر الأرناؤوط، ط2، دار الثقافة العربية، دمشق، بيروت، مؤسسة قرطبة، 1408 هـ.
صحيح البخاري، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط1، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، 1422هـ.
صحيح مسلم، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية