عن أبي سعيد قال: سألْنا رسول الله ﷺ عن الجَنِينِ فقال: «كُلُوهُ إنْ شِئْتُم، فإنَّ ذَكاتَه، ذَكاةُ أُمِّهِ».
[صحيح.] - [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.]
شرح الحديث :
أنَّ الجنين إذا أخرج من بطن أمِّه ميتًا بعد ذكاتها أنَّه حلال، وأنَّ ذكاة أمه كافية عن ذكاته؛ ذلك أنَّ الذكاة قد أتت على جميع أجزاء الأُمِّ، وجنينها وقت الذبح جزء منها، وأجزاء المذبوح لا تفتقر إلى ذكاةٍ مستقلة.
معاني الكلمات :
الجَنين | الجَنين: هو الولد ما دام في بطن أمِّه؛ سُمِّيَ بذلك لاستتاره. |
ذكاته | الذكاة: هي الذبح أو النحر وسُميت ذكاة لأنها تذكي المذبوح أو المنحور فيكون طيبًا. |
فوائد من الحديث :
- أن الجنين إذا خرج من بطن أمه ميتا بعد ذكاتها فهو حلال, وأن ذكاة أمه كافية عن ذكاته.
- أن الجنين متصل بأمه اتصال خِلقَة, فهو يتغذى بغذائها, فتكون ذكاتُه ذكاتَها كأعضائها.
- أن الذكاة في الحيوان تختلف بحسب القدرة عليه وعدم القدرة, والجنين لا يتوصل إلى ذبحه بأكثر من ذبح أمه, فيكون ذكاة له.
- تيسير هذه الشريعة لأنه كل ما كان الأمر شاقا حلَّ التخفيف.
- سمو الشريعة وبيانها لكل شيء من دقيق وجليل, لأن مثل هذه الصورة -وهي أن يُذكى الحيوان في بطن الحمل- نادرة الوقوع.