البحث

عبارات مقترحة:

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم الله تعالى (الطيب) من أسمائه الحسنى التي ذكرها عدد من العلماء، وهو يدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به من الصفات والأفعال.

التعريف

التعريف لغة

الطيِّب في اللغة خلاف الخبيث، وهذا المعنى الأصلي الذي تدور حوله استعمالات هذه الكلمة، قال ابن فارس : «الطاء والياء والباء أصل واحد صحيح يدل على خلاف الخبيث. من ذلك الطيّب: ضد الخبيث... والطّيّب: الحلال» "المقاييس" (3/435).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله تعالى يدل على تنزيه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به من الصفات والأفعال، قال القاضي عياض: «الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنزّه عن النقائص، وهو بمعنى القدوس» "شرح مسلم" للنووي (7/100)

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنيين بيّنة، فإن الاصطلاح موافق لما في أصل اللغة بلا اختلاف، إلا أن يقال أن المعنى الذي في حق الله تعالى ثابت له على وجه الكمال، وليس ذلك إلا له جل جلاله.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى إجمالًا.

الأدلة

السنة النبوية

الطيب في السنة النبوية
جاء اسمه تعالى (الطيِّب) في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبل إلا طيِّبًا، وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمرَ به المرسَلين؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَيه إلى السماءِ: يا ربِّ يا ربِّ ! ومطعمُه حرامٌ، ومَشربُه حرامٌ، ومَلبسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرامِ، فأنّى يُستجابُ لذلك !؟» مسلم (1012) والترمذي (2989). وجاء في "شرح الترمذي": «ومعنى الحديث أنه تعالى منزَّه عن العيوب، فلا يقبل ولا ينبغي أن يُتقرَّب إليه إلا بما يناسبه في هذا المعنى، وهو خيار أموالكم الحلال». "تحفة الأحوذي" للمباركفوري (8/334).

العقل

يوجب العقل تنزيه الله عز وجل عن كل منقصة أو عيب؛ لأن التنزيه إنما يكون بقدر ما في المُنَزَّه من كمال، ومعلومٌ أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق له هو أولى به، بل لله الكمال المطلق، وليس الكمال من كل وجه إلا له، فيكون تنزيهه عن العيب والنقص واجبًا مطلقًا.

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

للإيمان باسم الله (الطيّب) آثار جليلة، منها: محبة الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله؛ لما اتصف به من صفات الكمال والجلال، لأن النفوس مجبولة على حب وتعظيم من كثرت فيه صفات الكمال، وقلت فيه صفات النقص، فكان الله عز وجل الأجدر بصرف الحب والتعظيم إليه. أنه يلزم ممن آمن به وأدرك معناه أن ينزّه الله تعالى في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأقواله عن كل منقصة وعيب، ومن هذا تنزيهه عن الشركاء، والأنداد، والصاحبة والولد، والتحاكم إلى شرع الله سبحانه والرضى به، والتسليم له لأن رفض التحاكم إلى شرع الله انتقاص وعدم تنزيه، لأنه إما أنه اعتبر شرع غير الله خيرًا من شرعه، أو اعتبره مساويًا له وفي كلا الحالين انتقاص من تشريع الله، وتشريك لمن سواه في تدبير شؤون خلقه وملكه. انظر للاستزادة "ولله الأسماء الحسنى" لعبد العزيز الجليّل (12/667)

أقوال أهل العلم

«فهو طيب وأفعاله طيبة وصفاته أطيب شيء، وأسماؤه أطيب الأسماء، واسمه (الطيب)، ولا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إليه إلا طيب ولا يقرب منه إلا طيب، وإليه يصعد الكلم الطيب، وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه، فالطيبات كلها له ومضافة إليه وصادرة عنه ومنتهية إليه». ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الصلاة وحكم تاركها" (ص214)
«والطيب هنا معناه الطاهر، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى مقدَّس منزَّه عن النقائص والعيوب كلها» ابن رَجَب "جامع العلوم والحكم" (ص99)
«إن الله طيّب، أي: منزه عن النقائص والخبائث، فيكون بمعنى القدوس، وقيل: طيب الثناء ومستلَذّ الأسماء عند العارفين بها، وعلى هذا فَطَيّبٌ من أسماء الله الحسنى المعدود في جملتها المأخوذ من السنّة» القُرْطُبي "المفهم" (9/27)