الشِّبْلِيّةُ
بكسر أوّله، منسوب إلى شبل ولد الأسد نسبة تأنيث: قرية من قرى أشروسنة بما وراء النهر، ينسب إليها الشبليّ الزاهد أبو بكر أصله منها ومولده بسامراء، واختلف في اسمه فقيل دلف وقيل جعفر، واختلف في اسم أبيه أيضا، قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول الشبليّ من أهل أشروسنة من قرية يقال لها شبلية أصله منها، وقد روي عن بندار بن الحسين أنّه قال: سمعت الشبلي يقول: نوديت في سري يوما شبّ لي أي احترق في، فسميت نفسي بذلك وقلت: رآني فأرواني عجائب لطفه، فهمت فقلبي بالأنين يذوب فلا غائب عني فأسلو بذكره، ولا هو عني معرض فأغيب ومات ببغداد سنة 334، وقبره بها معروف، وكان ينشد ليلة مات حين خرجت روحه: إنّ بيتا أنت ساكنه غير محتاج إلى السّرج وعليلا أنت عائده قد أتاه الله بالفرج وجهك المأمول حجّتنا. .. يوم تأتي النّاس بالحججشَبُورْقانُ: وتخفّفها العامة فتقول شبرقان: مدينة طيبة من الجوزجان قرب بلخ، بينها وبين أنبار مرحلة من جانب الجنوب، ومن شبورقان إلى اليهودية مدينة الجوزجان راجعا إلى فارياب مرحلتان في الشمال ثمّ من فارياب إلى اليهودية مرحلة، ومن شبورقان إلى أنخذ مرحلتان في الشمال، ومن بلخ إلى شبورقان ثلاث مراحل، ومن شبورقان إلى فارياب ثلاث مراحل.
[معجم البلدان]
شبلية
قرية من كور أسروشنة بما وراء النهر من أعمال بخارى، ينسب إليها أبو بكر دلف بن جعفر الشبلي الزاهد العارف، أعجوبة الدهر وصاحب الحالات العجيبة؛ كان أبوه حاجب الموفق فورث منه ستين ألف دينار، فحضر مجلس جبر النساج وأنفق ذلك المال على الفقراء، وذهب إلى ناحية دماوند وقال لأهلها: اجعلوني في حل، فإني كنت والي بلدكم، وقد فرطت مني فرطات. وحكى أبو علي الدقاق انه كان للشبلي في بدء أمره مجاهدات شديدة حتى انه كان يكتحل بالثلج والملح حتى لا ينام، وكان في آخره يقول: وكم من موضعٍ لوّمت فيه لكنت به نكالاً في العشيره وحكي أن الشبلي سئل عن العارف والمحب، فقال: العارف إن تكلم هلك، والمحب إن سكت هلك. ثم أنشد: يا أيّها السّيّد الكريم، حبّك بين الحشا مقيم يا دافع النّوم عن جفوني أنت بما حلّ بي عليم! وكان بين يديه مرآة ينظر فيها كل ساعة ويقول: بيني وبين الله عهد ان ملت عنه عاقبني، وأنا أنظر كل ساعة في المرآة لأعرف هل اسود وجهي أم لا. وكان إذا اشتد به الوجد يقول: أنت سؤلي ومنيتي دلّني كيف حيلتي؟ قد تعشّقت وافتضح ت وقامت قيامتي! محنتي فيك أنّني لا أبالي بمحنتي يا شفائي من السّقام وإن كنت علّتي تعبي فيك دائمٌ فمتى وقت راحتي؟ وحكي انه كان محبوساً في المارستان، فدخل عليه جماعة فقال: من أنتم؟ فقالوا: أحبابك جئناك زائرين! فأخذ يرميهم بالحجارة فأخذوا يهربون فقال: لو كنتم أحبابي لصبرتم على بلائي! توفي الشبلي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة عن سبع وثمانين سنة.
[آثار البلاد وأخبار العباد]