الحكيم
اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...
«الرزاق لجميع عباده، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. ورزقه لعباده نوعان : رزق عام، شمل البر والفاجر، والأولين والآخرين، وهو رزق الأبدان. ورزق خاص وهو رزق القلوب، وتغذيتها بالعلم والإيمان، والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين، وهذا خاص بالمؤمنين، على مراتبهم منه، بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته.» السعدي "تيسير الكريم الرحمن" (5/302)
وكذلك الرزاق من أسمائه*****والرزق من أفعاله نوعان رزق على يد عبده ورسوله *****نوعان أيضا ذان معروفان رزق القلوب العلم والإيمان *****والرزق المعد لهذه الأبدان هذا هو الرزق الحلال وربنا *****رزاقه والفضل للمنان والثان سوق القوت للأعضاء في*****تلك المجاري سوقه بوزان هذا يكون من الحلال كما يكو*****ن من الحرام كلاهما رزقان والله رازقه بهذا الاعتبا*****ر وليس بالإطلاق دون بيان ابن القيم "النونية" (2/234)
«الرزاق: المتكفل بأرزاق مخلوقاته يطعم ولا يطعَم، (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، يبسط ويقدر كيف يشاء وكل شيء بيده خزائنه يفتح للمتوكلين أبواب جوده، وذكره يورث الاتكال على الله، ويرزق من حيث يحتسب» القشيري "شرح الأسماء" (ص111)
«وقد يكون وصول الرزق بسبب وبغير سبب، ويكون ذلك بطلب وبغير طلب، وقد يرث الإنسان مالا؛ فيدخل في ملكه من غير قصد إلى تملكه، وهو من جملة الرزق. وكل ما وصل منه إليه من مباح وغير مباح فهو رزق الله على معنى أنه قد جعله له قوتًا ومعاشًا. كقوله سبحانه: ﴿رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ﴾ [ق: 11] إثر قوله سبحانه: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ﴾ [ق: 10]، وكقوله: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات: 22] إلا أن الشيء إذا كان مأذونًا له في تناوله فهو حلال حكمًا، وما كان منه غير مأذون له فيه فهو حرام حكمًا. وجميع ذلك رزق على المعنى الذي بيناه». الخطّابي شأن الدعاء (ص54)
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".