البحث

عبارات مقترحة:

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل على زيادة وتكثير في المعنى، واسم (الرزاق) من أسماء الله الحسنى، ويدل على كرم الله سبحانه وتعالى، وأنه المتكفّل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يُقيمها من قُوْتِها. واسم (الرزاق) ثابت لله تعالى بالكتاب والسنة، وعليه إجماع الأمة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

الرزاق صيغة مبالغة على وزن (فعّال) تدل على من قام بفعل الرزق بكثرة، والجذر اللغوي (رزق) يدل على العطاء، قال الجوهريّ: «الرِّزقُ: ما يُنْتَفَعُ به، والجمع الأرزاق. والرَّزْق العطاء، وهو مصدر قولك: رَزَقَهُ الله، وقوله تعالى: ﴿وتجعلون رِزْقَكُمْ أنكم تُكَذِّبونَ﴾ [الواقعة: 28] أي شكر رزقكم. هذا كقوله ﴿واسأل القَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82 ] يعني أهلها. وقد يُسَمّى المطر رَزْقًا، وذلك قوله تعالى: ﴿وما أنزل الله من السماء من رِزْقٍ فأحيا به الأرضَ﴾ [الجاثية: 5] وقال تعالى: ﴿وفي السماءِ رِزْقُكُمْ﴾ [الذاريات: 22] وهو اتِّساعٌ في اللغة».

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، معناه أنه سبحانه المتكفّل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يُقيمها من قوتها، وَسِعَ الخلقَ كلهم رزقُه ورحمتُه، فلم يختص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًّا دون عدو، يسوقه إلى الضعيف الذي لا حَيْلَ لَهُ ولا مُتَكَسَّب فيه كما يسوقه إلى الجَلْد القوي ذي المِرَّة السوِيّ. قال سبحانه: ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾ [العنكبوت: 60] وقال تعالى: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾ [هود: 6]، وقال ابن الأثير: «هو الذي يرزق الخلق أجمعين، وهو الذي خلق الأرزاق، وأعطى الخلائق أرزاقها، وأوصلها إليهم». "النهاية" (2/530).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

إن ما دلت عليه اللغة، وما دلت عليه نصوص الوحي من معنى اسم الله الرزّاق متفقان غير مختلفين، وهو إثبات صفة الرحمة لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل اسم الرزّاق على إثبات صفة الكرم والإعانة لله سبحانه وتعالى.

الفروق

الفرق بين الرزاق و المقيت

يظهر من المعنى اللغوي لكل من الاسمين أن الرازق اسم فاعل من الرزق، فهو يُثبت صفة الكرم لله تعالى على وجه الكمال، وأما الرزّاق فهو صيغة مبالغة من الرزق، وصيغة المبالغة تدل على التكثير والزيادة في المعنى، وذلك حاصلٌ في الكم والنوع، فالله كثير العطاء واسع الرزق، كما قال عز وجل: ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130]، وقال: ﴿وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [المنافقون: 7] فهذه زياة الكم. وزيادة النوع بأن رزقه سبحانه بلا مقابل، ويكون للمؤمن والكافر، والبَرِّ والفاجر، كما قال تعالى: ﴿والله يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [البقرة: 212]، وكما قال: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [الحج: 58]. انظر: المقيت

الفرق بين الرزاق و

الرزاق مشتق من الرزق، والمقيت مشتق من القوت، والفرق بينهما أن القوت ما به قوام البِنية مما يؤكل ويقع به الاغتذاء، أما الرزق فهو كل ما يدخل تحت ملك العبد مما يؤكل ومما لا يؤكل، وهو مراتب أعلاها ما يُغذى، فالعلاقة بين القوت والرزق علاقة عموم وخصوص، لأن الرزق أعم من القوت. انظر للاستزادة "الأسنى" للقرطبي (1/282).

الأدلة

القرآن الكريم

الرزاق في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (الرزّاق) في موضع واحد في القرآن الكريم، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 58]، وقرأ ابن محيصن وغيره: (الرازق). انظر "الجامع لأحكام القرآن" (17/56).

السنة النبوية

الرزاق في السنة النبوية
جاءت صفة الرزق في عدة أحاديث، من ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه في ما يقول الرجل إذا أتى أهله: «أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله: باسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في ذلك، أو قضي ولد، لم يضره شيطان أبدًا.» البخاري (5165). وكذلك حديث أنس رضي الله عنه: «إن الله هو المسعِّر القابض الباسط الرزَّاق...» رواه الترمذي (1314) والضياء المقدسي في (المختارة) (1630) وغيرهما بهذا اللفظ، ورواه أحمد (3/156) وابن ماجه (2200) وغيرهما بلفظ (الرّازق).

الإجماع

اسم الله (الرزّاق) ثابت بالإجماع، قال القرطبي: «وأجمعت عليه الأمة» "الأسنى" (1/277).

العقل

يُثبت العقلُ صفة الكرمَ التي يدل عليها اسم الله (الرزّاق) بقياس الأولى؛ فالكرم صفة كمال، وخلافه صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من أعظم ما يورثه الإيمان باسم الله الرزّاق أن يتعلق العبد بربه، ويَذَرَ التعلق بالأسباب، وهذا هو عين التوكل، فيبذل الأسباب ويسعى في الأرض ويطلب ما يريد بقوته وإمكاناته ولا يتعلق قلبه بشيء من ذلك، بل الأمر كله لله، والاعتبار كله بإرادته، ثم عونِه وتوفيقه، ولسيد قطب كلام بديع في هذا، يقول في تفسير سورة الذاريات: «ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.. وإذن لا يكون حافز المؤمن للعمل وبذل الجهد في الخلافة هو الحرص على تحصيل الرزق. بل يكون الحافز هو تحقيق معنى العبادة، الذي يتحقق ببذل أقصى الجهد والطاقة. ومن ثم يصبح قلب الإنسان معلقا بتحقيق معنى العبادة في الجهد، طليقا من التعلق بنتائج الجهد.. وهي مشاعر كريمة لا تنشأ إلا في ظل هذا التصوير الكريم، وإذا كانت البشرية لا تدرك هذه المشاعر ولا تتذوقها، فذلك لأنها لم تعش - كما عاش جيل المسلمين الأول - في ظلال هذا القرآن. ولم تستمد قواعد حياتها من ذلك الدستور العظيم» "في ظلال القرآن" (ص3387 ط.دار الشروق)

المظاهر في الكون والحياة

أثر اسم الله (الرزّاق) في الوجود ظاهر لا يخفى، ومن ذلك: أن الله يرزق المؤمن والكافر، والبر والفاجر، والمحسن والمسيء على حدٍّ سواء، بل في كثير من الأحيان يظهر أثر رزق الله على أهل الباطل أكثر مما يظهر على أهل الحق، وهذا من شدة إحسان الله تعالى، وحِلمه، وكرمه. وجود الكائنات الحية على قيد الحياة، فهذا بحد ذاته مظهر من مظاهر رزق الله، والشواهد على ذلك كثيرة جدًّا، فإننا نرى صغار الحيوانات والطيور والأسماك كيف يرزقها الله ما يمكّنها من استمرار حياتها بلا حول منها ولا قوة، يشير إلى ذلك حديث عمر: «سمعت رسول الله يقول: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا» الترمذي (2344) وابن ماجه (4164) وأحمد (205).

أقوال أهل العلم

«الرزاق لجميع عباده، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. ورزقه لعباده نوعان : رزق عام، شمل البر والفاجر، والأولين والآخرين، وهو رزق الأبدان. ورزق خاص وهو رزق القلوب، وتغذيتها بالعلم والإيمان، والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين، وهذا خاص بالمؤمنين، على مراتبهم منه، بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته.» السعدي "تيسير الكريم الرحمن" (5/302)
وكذلك الرزاق من أسمائه*****والرزق من أفعاله نوعان رزق على يد عبده ورسوله *****نوعان أيضا ذان معروفان رزق القلوب العلم والإيمان *****والرزق المعد لهذه الأبدان هذا هو الرزق الحلال وربنا *****رزاقه والفضل للمنان والثان سوق القوت للأعضاء في*****تلك المجاري سوقه بوزان هذا يكون من الحلال كما يكو*****ن من الحرام كلاهما رزقان والله رازقه بهذا الاعتبا*****ر وليس بالإطلاق دون بيان ابن القيم "النونية" (2/234)
«الرزاق: المتكفل بأرزاق مخلوقاته يطعم ولا يطعَم، (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، يبسط ويقدر كيف يشاء وكل شيء بيده خزائنه يفتح للمتوكلين أبواب جوده، وذكره يورث الاتكال على الله، ويرزق من حيث يحتسب» القشيري "شرح الأسماء" (ص111)
«وقد يكون وصول الرزق بسبب وبغير سبب، ويكون ذلك بطلب وبغير طلب، وقد يرث الإنسان مالا؛ فيدخل في ملكه من غير قصد إلى تملكه، وهو من جملة الرزق. وكل ما وصل منه إليه من مباح وغير مباح فهو رزق الله على معنى أنه قد جعله له قوتًا ومعاشًا. كقوله سبحانه: ﴿رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ﴾ [ق: 11] إثر قوله سبحانه: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ﴾ [ق: 10]، وكقوله: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات: 22] إلا أن الشيء إذا كان مأذونًا له في تناوله فهو حلال حكمًا، وما كان منه غير مأذون له فيه فهو حرام حكمًا. وجميع ذلك رزق على المعنى الذي بيناه». الخطّابي شأن الدعاء (ص54)