شُلَيرُ
بلفظ التصغير، وآخره راء: جبل بالأندلس من أعمال البيرة لا يفارقه الثلج شتاء ولا صيفا، وقال بعض المغاربة وقد مرّ بشلير فوجد ألم البرد: يحلّ لنا ترك الصّلاة بأرضكم، وشرب الحميّا وهو شيء محرّم فرارا إلى نار الجحيم، فإنها أخفّ علينا من شلير وأرحم إذا هبّت الريح الشمال بأرضكم فطوبى لعبد في لظى يتنعّم! أقول، ولا أنحي على ما أقوله، كما قال قبلي شاعر متقدّم فإن كان يوما في جهنم مدخلي، ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
[معجم البلدان]
شلير (1) :
هو جبل الثلج المشهور بالأندلس، وهو جبل البيرة، وهو متصل بالبحر المتوسط، ينتظم بجبل ريه، ويذكر ساكنوه أنهم لا يزالون يرون الثلج نازلاً فيه شتاء وصيفاً، وهذا الجبل يرى من أكثر بلاد الأندلس ويرى من عدوة البحر ببلاد البربر. وفي هذا الجبل أصناف الفواكه العجيبة، وفي قراه المتصلة به يكون أفضل الحرير والكتان الذي يفضل كتان الفيوم، وطوله يومان، وهو في غاية الارتفاع، والثلج به دائماً في الشتاء والصيف. ووادي آش وغرناطة في شمال هذا الجبل، ووجه الجبل الجنوبي مطل على البحر، يرى من البحر على مجرى ونحوه، وفيه يقول ابن صارة (2) واستغفر الله من كتب هذا الاستخفاف: يحل لنا ترك الصلاة بأرضكم. .. وشرب الحميا وهو شيء محرم فراراً إلى نار الجحيم فإنها. .. أمن علينا من شلير وأرحم فإن كنت ربي مدخلي في جهنم. .. ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم (1) بروفنسال: 112، والترجمة: 137 (Sierra Nevada) واللفظ العربي للاسم مأخوذ من التسمية القديمة وهي (Solarius) أو (Solrius). (2) هو أبو محمد عبد الله بن صارة البكري، توفي سنة 507 بمدينة المرية (انظر ترجمته في ابن خلكان 3: 93 ومراجع أخرى في الحاشية).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]