صَبْرَةُ
بالفتح ثم السكون ثم راء: بلد قريب من مدينة القيروان وتسمى المنصوريّة من بناء مناد بن بلكّين، سمّيت بالمنصور بن يوسف بن زيري بن مناد، واسم يوسف بلكين الصّنهاجي، والمنصور هذا هو والد باديس والد المعز بن باديس، وكانوا ملوك هذه النواحي، ومات المنصور هذا سنة 386 وقد ولي ملك تلك البلاد ثلاث عشرة سنة وشهورا، وقال البكري: صبرة متصلة بالقيروان بناها إسماعيل ابن أبي القاسم بن عبيد الله سنة 337 واستوطنها، وقال في خبر المهدي: لم تزل المهدية دار ملكهم إلى أن خرج أبو يزيد الخارجي عليهم وولي الأمر إسماعيل ابن أبي القاسم بن عبيد الله سنة 334 فسار إلى القيروان محاربا لأبي يزيد واتخذ مدينة صبرة واستوطنها بعده ابنه وملكها وخلا أكثر أرض مدينة المهديّةوتهدم، وقال الحسن بن رشيق القيرواني: بنفسي من سكان صبرة واحد هو الناس والباقون بعد فضول عزيز له نصفان: ذا في إزاره سمين، وهذا في الوشاح نحيل مدار كؤوس اللحظ منه مكحّل، ومقطف ورد الخدّ منه أسيل وصبرة الآن خراب يباب.
[معجم البلدان]
صبرة:
مدينة بناحية طرابلس إفريقية. لما نزل (1) عمرو بن العاصي
رضي الله عنه، طرابلس سنة اثنتين وعشرين، فحاصرها شهراً لا يقدر منها على شيء، ثم غاض البحر من ناحية المدينة، فوجدوا مسلكاً إليها من الموضع الذي حسر منه البحر فدخلوا حتى أتوا من ناحية الكنيسة وكبروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم، ثم أقبل عمرو
رضي الله عنه بحاشية حتى دخل فلم يفلت الروم إلا بما خف لهم من مراكبهم، وغنم عمرو
رضي الله عنه ما كان في المدينة، وكان من بصبرة متحصنين وهي المدينة العظمى، وسوقها السوق القديم (2)، فلما بلغهم محاصرة عمرو
رضي الله عنه بمدينة طرابلس جرد خيلاً كثيفة من ليلته وأمرهم بسرعة المسير، فصبحت خيله مدينة صبرة وهم غافلون، وقد فتحوا أبوابها لتسرح ماشيتهم، فدخلوها فلم ينج منهم أحد، واحتوى أصحاب عمرو
رضي الله عنه على ما فيها ورجعوا إلى عمرو، وبعد ذلك كتب عمرو إلى عمر
رضي الله عنه يستأذنه في دخول إفريقية فجاءه كتاب عمر
رضي الله عنه ينهاه عن دخول إفريقية بالجيش وقال: ليست بإفريقية ولكنها المفرقة غادرة مغدور بها لا يغزوها أحد ما بقيت، فرجع عمرو رضي الله. (1) قارن بالكبري: 8 - 9، وفتوح ابن عبد الحكم: 171 - 172، وقد نقل ياقوت عن بعض أصول صحيحة من فتوح ابن عبد الحكم، (سيرت) ثم وجدها أيضاً (سبرة))، قال: وأنا أخشى أن يكون ذلك غلطاً من الناقل وإنما هي ((سبرت)) التي تقدم ذكرها، وأصل الاسم الإغريقي (Sabrata)، ومؤلف الروض يكتبها بالصاد متبعاه الإدريسي (د) : 121. (2) هذه العبارة تقابل في الفتوح: واسمها نبرة وسيرت السوق القديم.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
وصبرة (1) :
أيضاً مدينة بالقيروان كبيرة بناها إسماعيل العبيدي وسماها المنصورية سنة سبع وثلاثين وثلثمائة، وكان لها فائد كثير، يقال إنه كان يدخل أحد أبوابها كل يوم ستة وعشرون ألف درهم، وهي منزل الولاة إلى حين خرابها، وكان نقل إليها معد بن إسماعيل أسواق القيروان كلها وجميع الصناعات، ولها خمسة أبواب: الباب القبلي والباب الشرقي وباب زويلة وباب كتامة، وهو جوفي، وباب الفتوح ومنه تخرج الجيوش، وكان فيها في مدة عمارتها ثلثمائة حمام أكثرها للديار وباقيها مبرز للناس، وهي الآن (2) خراب لا ساكن بها، وعلى ثلاثة أميال منها قصور رقادة، وفيها يقول أبو علي بن رشيق (3). أصاب القيروان وساكنيها. .. ودار الملك صبرة كل باس فلا الدنيا التي بقيت بدنيا. .. ولا الناس الذين بقوا بناس (1) البكري: 25، وبعضه في الاستبصار: 115، وفي الإدريسي (د) : 110. (2) يعني في وقت الإدريسي. (3) لم يردا في ديوانه المجموع.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]