طَبَرِيّةُ
هذه كلها أسماء أعجمية، وقد ذكرنا آنفا أن طبر في العربية بمعنى قفز واختبأ، وطبرية في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب سبع وخمسون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة، وفتحت طبرية على يد شرحبيل بن حسنة في سنة 13 صلحا على انصاف منازلهم وكنائسهم، وقيل: إنه حاصرها أياما ثم صالح أهلها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم إلا ما جلوا عنه وخلّوه واستثنى لمسجد المسلمين موضعا ثم نقضوا في خلافة عمر،
رضي الله عنه، واجتمع إليهم قوم من شواذ الروم فسير أبو عبيدة إليهم عمرو بن العاص في أربعة آلاف وفتحها على مثل صلح شرحبيل وفتح جميع مدن الأردن على مثل هذا الصلح بغير قتال: وهي بليدة مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية وهي في طرف جبل وجبل الطور مطلّ عليها، وهي من أعمال الأردن في طرف الغور، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وكذلك بينها وبين بيت القدس، وبينها وبين عكّا يومان، وهي مستطيلة على البحيرة عرضها قليل حتى تنتهي إلى جبل صغير فعنده آخر العمارة، قال عليّ بن أبي بكر الهروي: أما حمامات طبريةالتي يقال إنها من عجائب الدنيا فليست هذه التي على باب طبرية على جانب بحيرتها فإن مثل هذه كثيرا رأينا في الدنيا وأما التي من عجائب الدنيا فهو موضع في أعمال طبرية شرقي قرية يقال لها الحسينية في واد، وهي عمارة قديمة يقال إنها من عمارة سليمان بن داود، وهو هيكل يخرج الماء من صدره وقد كان يخرج من اثنتي عشرة عينا كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب ذلك المرض برئ بإذن الله تعالى، والماء شديد الحرارة جدّا صاف عذب طيب الرائحة ويقصده المرضى يستشفون به، وعيون تصب في موضع كبير حرّ يسبح الناس فيه، ومنفعته ظاهرة وما رأينا ما يشابهه إلا الشرميا المذكور في موضعه، قال أبو القاسم: كان أول من بناها ملك من ملوك الروم يقال له طبارا وسميت باسمه، وفيها عيون ملحة حارة وقد بنيت عليها حمامات فهي لا تحتاج إلى الوقود تجري ليلا ونهارا حارة وبقربها حمة يقتمس فيها الجرب وبها مما يلي الغور بينها وبين بيسان حمة سليمان بن داود،
عليهما السلام، ويزعمون أنها نافعة من كل داء، وفي وسط بحيرتها صخرة منقورة قد طبقت بصخرة أخرى تظهر للناظر من بعيد يزعم أهل النواحي أنه قبر سليمان ابن داود،
عليهما السلام، وقال أبو عبد الله بن البنّاء: طبرية قصبة الأردن بلد وادي كنعان موضوعة بين الجبل وبحيرة فهي ضيقة كربة في الصيف وخمة وبئة، وطولها نحو من فرسخ بلا عرض، وسوقها من الدرب إلى الدرب، والمقابر على الجبل، بها ثمانية حمامات بلا وقيد ومياض عدة حارة الماء، والجامع في السوق كبير حسن، فرشه مرفوع بالحصى على أساطين حجارة موصولة، ويقال: أهل طبرية شهرين يرقصون من كثرة البراغيث وشهرين يلوكون يعني البق فإنه كثير عندهم وشهرين يثاقفون يعني بأيديهم العصيّ يطردون الزنابير عن طعومهم وحلاوتهم وشهرين عراة يعني من شدة الحرّ وشهرين يزمرون يعني يمصّون قصب السكر وشهرين يخوضون من كثرة الوحل في أرضهم، قال: وأسفل طبرية جسر عظيم عليه طريق دمشق، وشربهم من البحيرة، وحول البحيرة كله قرى متصلة ونخيل، وفيها سفن كثيرة، وهي كثيرة الأسماك لا تطيب لغير أهلها، والجبل مطلّ على البلد، وماؤها عذب ليس بحلو، والنسبة إليها طبراني على غير قياس، فكأنه لما كثرت النسبة بالطبري إلى طبرستان أرادوا التفرقة بين النسبتين فقالوا طبراني إلى طبرية كما قالوا صنعاني وبهراني وبحراني، ومن مشهور من ينسب إليها الإمام الحافظ سليمان ابن أحمد بن أيوب بن مطير أبو القاسم الطبراني أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين والطلاب الرحّالين الجوّالين والمشايخ المعمرين والمصنفين المحدثين والثقات الأثبات المعدّلين، سمع بدمشق أبا زرعة البصري وأحمد بن المعلى وأبا عبد الملك البسري وأحمد بن أنس بن مالك وأحمد بن عبد القاهر الخيبري اللخمي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأبا علي إسماعيل ابن محمد بن قيراط وأبا قصيّ بن إسماعيل بن محمد العذري، وبمصر يحيى بن أيوب العلّاف، وببرقة أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدّبري والحسن بن عبد الأعلى البوسي وإبراهيم بن محمد بن برة وإبراهيم بن مؤيد الشيباني أربعتهم يروون عن عبد الرزاق بن همّام، وسمع بالشام أبا زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي وأبا عقيل بن أنس الخولاني، وسمع بالعراق أبا مسلم الكجيّ وإدريس بن جعفر الطيار وأبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي والحسن بن سهل بن المجوّز وغير هؤلاء، وصنّف المعجم الكبيرفي أسماء الصحابة الكرام والأوسط في غرائب شيوخه والصغير في أسماء شيوخه وغير ذلك من الكتب، روى عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب وأبو العباس بن عقدة وأبو مسلم الكجّي وعبدان الأهوازي وأبو علي أحمد بن محمد الصحّاف، وهم من شيوخه، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود الهروي وأبو الفضل بن أبي عمران الهروي وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسين بن فادشاه ومحمد بن عبيد الله بن شهريار وأبو بكر بن زيدة، وهو آخر من حدث عنه، قال أبو بكر الخطيب: أنبأنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مذاكرة قال سمعت الحسن ابن علي المقرئ يقول سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي يقول سمعت الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت أظن في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابيّ بكثرة حفظه وكان الجعابيّ يغلب الطبرانيّ بفطنته وذكائه حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: حدثنا أبو خليفة عن سليمان بن أيوب، وحدث بالحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمع أبو خليفة فاسمعه مني حتى يعلو إسنادك ولا ترو عن أبي خليفة بل عني، فخجل الجعابي وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة لم تكونا لي وكنت الطبرانيّ وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني لأجل الحديث، أو كما قال، ولما قضى الطبراني وطره من الرحلة قدم أصبهان في سنة 290 فأقام بها سبعين سنة حتى مات بها في سنة 360، وكان مولده بطبرية سنة 260 فوفى مائة سنة عمرا، وبطبرية من المزارات في شرقي بحيرتها قبر سليمان بن داود،
عليهما السلام، والمشهور أنه في بيت لحم في المغارة التي بها مولد عيسى، عليه السلام، وفي شرقي بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه وله باليمن قبر، والله أعلم بالصحيح منهما، وبها قبر يزعمون أنه قبر أبي عبيدة بن الجرّاح وزوجته، وقيل: قبره بالأردن، وقيل: ببيسان، وفي لحف جبل طبرية قبر يقولون إنه قبر أبي هريرة،
رضي الله عنه، وله قبر بالبقيع وبالعقيق، وبطبرية عين من الماء تنسب إلى عيسى، عليه السلام، وكنيسة الشجرة وفيها جرت له القصة مع الصّنّاع، وفي ظاهر طبرية قبر يرون أنه قبر سكينة، والحق أن قبرها بالمدينة، وبه قبر يزعمون أنه قبر عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وكعب بن مرّة البهري، ومحمد بن عثمان بن سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، سمع بدمشق أحمد بن إبراهيم بن عبادك حدّث عنه وعن جده سعيد بن هاشم، روى عنه محمد بن يوسف بن يعقوب بن أيوب الرقيّ وأبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني، وعمر بن أحمد بن رشيد أبو سعيد المذحجي الطبراني، حدّث عن عبد الرحمن بن القاسم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد وجعفر بن أحمد ابن عاصم، روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر وإدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد وغيرهم، والحسن بن حجاج بن غالب بن عيسى بن جدير بن حيدرة أبو علي بن حيدرة الطبراني، روى عن هشيم ومحمد بن عمران بن سعيد الاتقاني وأحمد بن محمد بن هارون بن أبي الذهب ومحمد بن أبي طاهر بن أبي بكر وأبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل وأبي عبد الرحمن النسائي وغيرهم، روى عنه أبو العباس ابن السمسار وتمّام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بننصر وغيرهم، قال أبو الفضل: عبد الله بن أحمد الطبراني من طبرية الشام، حدث عنه أبو الحسن محمد ابن علي بن الحسين الهمذاني العلوي ونسبه هكذا، وذكر أبو بكر محمد بن موسى أن طبرية موضع بواسط.
[معجم البلدان]
طبرية
مدينة بقرب دمشق بينهما ثلاثة أيام، مطلة على بحيرة معروفة ببحيرة طبرية، وجبل الطور مطل عليها. وهي مستطيلة على البحر نحو فرسخ. بناهاملك من ملوك الروم اسمه طبارى. بها عيون جارية حارة بنيت عليها حمامات لا تحتاج إلى الوقود، وهي ثمانية حمامات؛ قال أبو بكر بن علي الهروي: أما حمامات طبرية التي قالوا إنها من عجائب الدنيا فليست التي على باب طبرية إلى جانب بحيرتها، فإن مثل هذه كثيرة، والتي هي من عجائب الدنيا في موضع من أعمال طبرية يقال له الحسنية، وهي عمارة قديمة يقال انها من بناء سليمان بن داود، عليه السلام. وهو هيكل يخرج الماء من صدره، وقد كان يخرج من اثنتي عشرة عيناً، كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل فيها صاحب هذا المرض عوفي بإذن الله تعالى، والماء شديد الحرارة جداً، عذب صاف طيب الرائحة يقصده المرضى يستشفون به. وبينها وبين بيسان حمة سليمان، عليه السلام، يزعمون أنها نافعة لكل داء. وبها بحيرة عشرة أميال في ستة أميال غؤورها علامة خروج الدجال. وهي كبركة أحاطت بها الجبال ينصب إليها فضلات أنهار تأتي من حمة بانياس. وبها معدن المرجان. وحولها قرى كثيرة كبيرة، وتخيل في وسط هذه البحيرة صخرة منقورة طبقت بصخرة أخرى، تظهر للناظرين من بعيد، يزعم أهل النواحي انها قبر سليمان، عليه السلام. وبطبرية قبر لقمان الحكيم، عليه السلام، من زاره أربعين يوماً يظهر منه الحكمة. وبها عقارب قتالة كعقارب الاهواز. وقال صاحب تحفة الغرائب: بطبرية نهر عظيم، والماء الذي يجري فيه نصفه حار ونصفه بارد، ولا يمتزج أحدهما بالآخر. فإذا أخذ من النهر في إناء يبقى خارج النهر بارداً. وبأرض طبرية موضع به سبع عيون، ينبع الماء منه سبع سنين متواليات وييبس سبع سنين متواليات ينسب إليها سليمان بن أحمد بن يوسف الطبراني، أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين والمشايخ المعمرين؛ من تصانيفه المعجم الكبير في أسماء الصحابة، لم ينصف مثله. ذكر أبو الحسن أحمد بن فارس صاحب المجملقال: سمعت الأستاذ ابن العميد وزير آل بويه يقول: كنت أظن لا حلاوة في الدنيا فوق الرئاسة حتى شاهدت مذاكرة سليمان الطبراني وأبي بكر الجعابي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، والجعابي يغلب الطبراني بزيادة فطنته، حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد يغلب أحدهما الآخر، إلى أن قال الجعابي: عندي حديث ليس عند أحد! فقال الطبراني: هاته! فقال: حدثني أبو خليفة قال: حدثنا سليمان بن أيوب. وذكر الحديث فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمع أبو خليفة فاسمعه مني حتى يعلو اسنادك! فخجل الجعابي؛ قال ابن العميد: فوددت أن الوزارة للطبراني وانا الطبراني وفرحت له كما فرح هو. قيل: ان الطبراني ورد أصفهان وأقام بها سبعين سنة، وتوفي سنة ستين ومائتين عن مائة سنة.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
طبريّة
البحيرة: وهي المذكورة في الحديث الشريف: تقع على مسافة ثلاثة وأربعين كيلا من البحر المتوسط، طولها واحد وعشرون كيلا، وعرضها حوالي اثني عشر كيلا، وفي شرقها ترتفع جبال الجولان من 600- 800 م. أما المدينة، فهي بجوار البحيرة. والنسبة إليها: طبراني على غير قياس، فكأنه لما كثرت النسبة بالطبري إلى طبرستان أرادوا التفرقة بين النسبتين، فقالوا: طبراني، إلى طبرية. ومن أشهر من ينسب إليها الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أحد الأئمة المعروفين والحفاظ المكثرين من مصنفاته: المعجم الكبير في أسماء الصحابة.
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]
طبرية
بلدة من أهم مدن فلسطين أخذت اسمها من اسم الإمبراطور الروماني (تيبريوس) تقع على بحيرة الجليل التي عرفت باسم (بحيرة طبرية) في وادي الغور بالأردن. كانت مركزا فكريا وتجاريا هاما في العهود الإسلامية. النسبة إليها طبراني وإليها ينسب عدد من العلماء منهم الإمام الحافظ سليمان بن أحمد أبو القاسم الطبراني.
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
طبرية:
مدينة من بلاد الأردن بالشام، بينها وبين عكا يومان، وبنى هذه المدينة طيباريوس أحد ملوك الروم، وإلى اسمه أضيفت فعربتها العرب حين افتتحت البلاد فقالت: طبرية. وهو الذي لخمس عشرة سنة من ملكه كان تعميد يشوع الناصري في نهر الأردن، وزعموا أن المعمد له يحيى بن زكريا ابن خالة يشوع، وهو عندهم عيسى
عليه الصلاة والسلام. وطبرية (1) مدينة جليلة على جبل مطل، وهي طويلة في ذاتها قليلة العرض في طولها نحو ميلين. قال اليعقوبي (2) : وهي مدينة الأردن، وهي في أصل جبل على بحيرة جليلة عذبة يخرج منها نهر الأردن المشهور وتحمل فيها الغلات إلى المدينة، ويعمل بها من الحصر السامانيّة كل عجيبة وفيها حمّامات حامية من غير نار في الشتاء والصيف، وبها عيون حارة يأتيها أصحاب البلاء من المقعدين والمفلوجين وأصحاب القروح فيقيمون بها في الماء ثلاثة أيام فيخرجون بارئين بإذن الله
سبحانه وتعالى. وفي الخبر أن يأجوج ومأجوج يجتازون في خروجهم عليها فيشربها أولهم، ويجتاز آخرهم فيقول: قد كان هاهنا مرة ماء، أو هذا معناه. وفي طبرية مياه تنبع حارة تفور في الصيف والشتاء لا تنقطع فتدخل المياه الحارة إلى حماماتهم فلا يحتاجون إلى وقود. وإليها ينسب الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (3) صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة، نزل بغداد ومات سنة عشر وثلثمائة. وطولها نحو فرسخ مع طول الجبل، وعرضها أقل من نصف ميل، ولها بابان، وهي في المشرق من البحيرة، وطول البحيرة اثنا عشر فرسخاً في مثلها. وقال علي بن محمد الحلبي: يخرج من بحيرة طبرية قار من أعمق وسط البحيرة، ثم تقذفه الريح في حافتها فيجتمع هناك ويستعمله أهل انطاكية وطرسوس وما إلى تلك البلاد، يطلون به أصول الكروم والشجر فلا يصعد إليها دود ولا نمل ولا حيوان مؤذ. ومن غريب ما حكي أن لأهل طبرية قرية فيها شجر أترج، تخرج الأترجة على مثال النساء، الأترجة لها ثديان وما يشبه اليدين والرجلين، وموضع الفرج مفتوح، وأمر هذه القرية في الأترج مستفيض عندهم لا يُدفع، وهي قرية ناصرة حيث وُلِد المسيح عليه السلام ويزعم أهل طبرية أنه لا يولد لأهل ناصرة بكر إلى هذه الغاية لأنهم عيّروا مريم بنت عمران، وأهل بيت المقدس يدفعون ما يقول أهل طبرية من ولادة المسيح عندهم، ويزعمون أنها ببيت المقدس وأن آثار ذلك ظاهرة. (1) نزهة المشتاق: 115، وقارن بابن الوردي: 26. (2) اليعقوبي: 327. (3) الطبري: نسبة إلى طبرستان، ومنها ابن جرير، لا كما قال المؤلف (انظر اللباب: الطبري).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
طبرية
بليدة مطلّة على البحيرة المعروفة بها، وهى من أعمال الأردن. فى طرف الغور، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وكذلك بينها وبين بيت المقدس، وهى مستطيلة وعرضها قليل حتى تنتهى إلى جبل صغير، عنده آخر العمارة، وفيها عيون ملحة حارة قد بنيت عليها حمامات، فهى لا تحتاج إلى الوقود. والحمام الذي يقال: إنه من عجائب الدنيا وينسب إليها ليس بها، وإنما هو فى أعمالها فى موضع يقال له: الحسينية، فى واد. وهو عمارة قديمة وهيكل يخرج الماء من صدره من اثنتى عشرة عينا، كل عين مخصوصة بمرض إذا اغتسل منها صاحب المرض برىء بإذن الله تعالى، وماؤه شديدة الحرارة جدا صاف عذب طيب الرائحة يقصده المرضى يستشفون به. وقيل وطبرية: موضع بواسط.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]