عَسْكَرُ المهديّ
وهو محمد بن المنصور أمير المؤمنين: وهي المحلة المعروفة اليوم ببغداد بالرّصافة من محال الجانب الشرقي، وقد ذكرت، وقال ابن الفقيه: وبنى المنصور الرصافة في الجانب الشرقي للمهدي، وكانت الرصافة تعرف بعسكر المهدي لأنه عسكر بها حين شخص إلى الرّي، فلما قدم من الرّي نزل الرصافة، وذلك في سنة 151، وقال ابن طاهر: أبو بكر محمد بن عبد الله يعرف بقاضي العسكر وهو عسكر المهدي كان يتولى القضاء فيه، هذا أحد أصحاب الرأي، وهو ممن اشتهر بالاعتزال وكان يعدّ في عقلاء الرجال.
[معجم البلدان]
عسكر المهدي (1) :
هو في الجانب الشرقي من بغداد، وكان المنصور لما ابتنى بغداد نزل ابنه المهدي وهو ولي عهد بالجانب الشرقي من بغداد سنة ثلاث وأربعين ومائة، فاختط المهدي قصوره (2) بالرصافة وابتنى المسجد الجامع الذي بها وحفر نهراً يأخذ من النهروان سماه نهر المهدي يجري في هذا الجانب، وهذا الجانب يعرف بعسكر المهدي، وقسمت فيه القطائع وتنافس الناس فيه لمحبتهم للمهدي وتوسعته عليهم، ولأنه كان أوسع الجانبين أرضاً. وكان الرشيد ولى أبا البختري وهب بن وهب (3) القضاء بعسكر المهدي ثم ولاه مدينة الرسول
ﷺ، وجعل إليه حربها مع القضاء، وكان الرشيد أرسل إليه بنوقالة فيه ماء أو فقاع مبرد، فقال له الرسول: يقول لك أمير المؤمنين هذا بارد وقد آثرتك به، فقال أبو البختري لخادمه: هات الألفي الدينار اللذين عندك، فجاء بهما فوهبهما لخادم الرشيد، فقال له الرشيد: ما هذا السرف؟ أوجّه إليك بشربة باردة فتعطي الخادم ألفي دينار؟! قال: يا أمير المؤمنين، جاءني بما آثرتني به على نفسك وولدك أفأستكثر له ألفي دينار، والله لو ملكت أضعافها لدفعتها إليه، فأمر له الرشيد بعشرة آلاف دينار. (1) اليعقوبي: 251 وما بعدها، وقارن بياقوت (عسكر المهدي)، وابن خلكان 4: 351 (ترجمة: محمد بن عمر الواقدي). (2) اليعقوبي: قصره. (3) كان أبو البحتري فقيهاً إخبارياً جوّاداً يحب المديح ويثب عليه العطاء الجزيل، وقد عرف عنه الوضع في الحديث، توفي سنة 200 ببغداد (ابن خلكان 6: 37 وفي الحاشية مصادر أخرى لترجمته).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]