العلي
كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...
هو ميزان حقيقي حسي له كفتان، يضعه الله يوم القيامة لوزن أعمال العباد؛ لحسابهم في ذلك اليوم، وإظهار عدله، ورحمته لهم، فيوزن به الأعمال، والعامل، وصحائف الأعمال . وفي ذلك ورد قوله تعالى : ﱫﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﱪالأنبياء :47، وقوله تعالى : ﱫﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﱪ القارعة :6-9، وقوله تعالى : ﱫﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﱪالمؤمنون :103، وعن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال : "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم "البخاري :6406، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة " وقال : "اقرؤوا .": ﱫﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﱪالكهف :105." البخاري :4729. والقول في الموزون على ثلاثة أوجه : الأول : أن الأعمال نفسها هي التي توزن، وأن أفعال العباد تجسم، فتوضع في الميزان . ويدل على ذلك حديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - في الصحيح قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ." البخاري :6406، والقول بأن الأعمال هي ذاتها التي توزن، ذكره البغوي عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ . والثاني : أن صحائف الأعمال هي التي توزن . ويدل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "إن الله -عَزَّ وَجَلَّ - يستخلص رجلاً من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة، وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ قال : لا يا رب . قال : أفلك عذر، أو حسنة؟ قال : فبهت الرجل، فيقول : لا يا رب؟ فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم عليك اليوم . فيخرج له بطاقة فيها أشهد ألَّا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فيقول : أحضروه . فيقول : يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ! فيقول : إنك لا تُظلم . قال : "فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، قال : فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة . قال : ولا يثقل شيء مع بسم الله الرحمن الرحيم ." الترمذي :2639 والثالث : أن الموزون هو العامل نفسه . ويدل على ذلك حديث علي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أن ابن مسعود -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - صعد شجرة يجتني الكباث، فجعل الناس يعجبون من دقة ساقيه، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "والذي نفسي بيده، هما في الميزان أثقل من أحد ." أحمد :1/ 114والذي استظهر من النصوص -والله أعلم - أن العامل، وعمله، وصحيفة عمله، كل ذلك يوزن .