الحق
كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...
المرأة التي تبكي على الميت، وتذكر خصاله، وصفاته على سبيل يوحي بالاعتراض على قدر الله عَزَّ وَجَلَّ . ومن شواهده حديث أبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قَالَ : " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَتْرُكُونَهُنَّ؛ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ ." وَقَالَ : " النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ ." مسلم :934.
المرأة التي تبكي على الميت، وتذكر خصاله، وصفاته على سبيل يوحي بالاعتراض على قدر الله عَزَّ وَجَلَّ.
التَّعْرِيفُ:
1 - النَّائِحَةُ فِي اللُّغَةِ: هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي تَبْكِي عَلَى الْمَيِّتِ وَتُعَدِّدُ مَحَاسِنَهُ (1) .
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ لِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ (2) .
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
2 - يَرَى الْفُقَهَاءُ أَنَّ النَّائِحَةَ تُعَزَّرُ وَتُحْبَسُ حَتَّى تُحْدِثَ تَوْبَةً (3) ، حَكَى الأَْوْزَاعِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ﵁ سَمِعَ صَوْتَ بُكَاءٍ، فَدَخَل وَمَعَهُ غَيْرُهُ، فَمَال عَلَيْهِمْ ضَرْبًا حَتَّى بَلَغَ النَّائِحَةَ، فَضَرَبَهَا حَتَّى سَقَطَ خِمَارُهَا، فَقَال: اضْرِبْ فَإِنَّهَا نَائِحَةٌ وَلاَ حُرْمَةَ لَهَا، إِنَّهَا لاَ تَبْكِي لِشَجْوِكُمْ، إِنَّهَا تُهْرِيقُ دُمُوعَهَا عَلَى أَخْذِ دَرَاهِمِكُمْ، وَإِنَّهَا تُؤْذِي مَوْتَاكُمْ فِي قُبُورِهِمْ، وَأَحْيَاءَكُمْ فِي دُورِهِمْ، إِنَّهَا تَنْهَى عَنِ الصَّبْرِ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَتَأْمُرُ بِالْجَزَعِ، وَقَدْ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ (4) .
. وَقَال الشَّيْزَرِيُّ: يَتَفَقَّدُ الْمُحْتَسِبُ الْمَآتِمَ وَالْمَقَابِرَ، فَإِذَا سَمِعَ نَادِبَةً أَوْ نَائِحَةً عَزَّرَهَا وَمَنَعَهَا؛ لأَِنَّ النُّوَاحَ حَرَامٌ (5) . قَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: " النَّائِحَةُ وَمَنْ حَوْلَهَا فِي النَّارِ " (6) .
وَلِلتَّفْصِيل فِي الأَْحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْمَوْضُوعِ (ر: نِيَاحَة) .
__________
(1) المغرب للمطرزي.
(2) حاشية ابن عابدين 5 / 34، وشرح المنهاج للمحلي 1 / 343، والزواجر 1 / 161.
(3) فتح القدير 4 / 318 ط الأميرية.
(4) الزواجر عن اقتراف الكبائر 1 / 160 ط دار المعارف.
(5) نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص 110 ط دار الثقافة ـ بيروت.
(6) حديث: " النائحة ومن حولها في النار ". أورده بهذا اللفظ الشيزري فِي نهاية الرتبة في طلب الحسبة (ص 110 - ط دار الثقافة) ولم يعزه إلى أي مصدر حديثي، ولم نهتد لمن أخرجه بهذا اللفظ، ولكن أخرج الطبراني (12 / 426 - 427 ط العراق) مرفوعا: " النائحة ومن حوله وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1 / 191 ط القدسي) وذكر أن في إسناده راويين لم ير من ذكرهما.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 5/ 40