نَعِيمُ الْقَبْرِ وَعَذَابُهُ

نَعِيمُ الْقَبْرِ وَعَذَابُهُ


العقيدة
نعيمٌ في القبر يحظَى به المؤمنون، وعذابٌ يُصيبُ العُصَاةَ . وعذاب القبر نوعانِ؛ دائمٌ لا ينقطع حتى تقوم الساعة، وهو خاصٌّ بالكافرين . والآخر يستمر مدةً، ثم ينقطع . وهو عذابُ بعض عُصاة المسلمين الذين خفت جرائمهم، فيعذَّبَ كُلٌّ بحسب جُرمه، ثم يخفف عنه . قال تعالى : ﱫﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﱪغافر :46، وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - في ثبوت عذاب القبر، ونعيمه -لمن كان لذلك أهلاً - وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك، والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، بل إن الشرع قد يأتي بما تحار فيه العقول، فإن عودة الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا .
انظر : القيامة الصغرى لعمر بن سليمان الأشقر، ص :48، شرح العقيدة الأصفهانية لابن تَيْمِيَّة، ص :211