الْوَحْدَةُ فِي الْأَفْعَال

الْوَحْدَةُ فِي الْأَفْعَال


العقيدة
الاعتقاد بأن الله واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وهو مصطلح عند المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام، والنظر، ويذكرون هذا المصطلح كنوع من أنواع التوحيد، حيث يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام؛ توحيد الذات، وتوحيد الصفات، وتوحيد الأفعال، وهذا الأخير عندهم هو أشهر الأنواع، وهو الذي يطيلون في تقريره، وقد تابعهم في ذلك طوائف من المتصوفة، وأهل الوحدة . ولم يرد مصطلح توحيد الأفعال في كتاب الله، ولا في سنة رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - وينتقد أهل السنة منهج المتكلمين في توحيد الأفعال من جانبين؛ الأول : إطالتهم في تقرير هذا التوحيد، والاستدلال له، مع أن الخلق مفطورون على الإقرار بوحدانية الله، وربوبيته . مؤمنهم، وكافرهم . بل يظن المتكلمون أن هذا هو التوحيد المطلوب، وأن هذا هو معنى قولنا لا إله إلا الله، حتى قد يجعلون معنى الإلهية القدرة على الاختراع، ومعلوم أن المشركين من العرب، الذين بعث إليهم محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أَوَّلاً، لم يكونوا يخالفونه في هذا، بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء، حتى إنهم كانوا مقرِّين بالقدر أيضاً، وهم مع هذا مشركون ". ومع اهتمام المتكلمين بتوحيد الأفعال، أهملوا تماماً توحيد الألوهية والعبادة، مع أنه المقصود الأعظم للرسالة . الثاني : اعتقاد متكلمي الأشاعرة، والصوفية، أن تحقيق توحيد الأفعال يكون بنفي الأسباب، والقول بالجبر، وأصل هذه البدعة من قول جهم، فإنه كان غالياً في نفي الصفات، وفي الجبر، فجعل من تمام توحيد الذات نفي الصفات، ومن تمام توحيد الأفعال نفي الأسباب، حتى أنكر تأثير قدرة العبد، بل نفى كونه قادراً، وأنكر الحكمة، والرحمة
انظر : المسامرة شرح المسايرة لكمال الدين ابن أبي شريف، ص : 43، شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني، 3/27،