الواسع
كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...
يَرِد مُصطَلح (إِحْياء السُنَّةِ) في الفقه في أبوابِ الصَّلاةِ، والصِّيامِ وغير ذلك. ويُطْلَقُ في علمِ العقيدة، ويرادُ بِهِ: الدَعوةُ إلى شَعائِرِ الدِّينِ والعمَلُ بها، كالتَّوحيدِ والسُّنةِ. ويرادُ به أيضاً: تجديدُ مَعالمِ الدِّينِ إذا انْدَثَرَت وقَلَّ العامِلون بها.
إِظْهارُ العَمَلِ بِشَعِيرَةٍ مِنْ شَعائِرِ الإِسلامِ والدَّعْوَةُ إِليها بعد إِهْمالِها.
إحياءُ السُّنَّةِ: هو إظْهارُ العَمَلِ بِما خَفيَ مِن أحْكامِ الشَّرْعِ، ودعوةُ الخَلْقِ إليها، لا سِيَّما تِلك السُّنَنُ التي قلَّ اعتناءُ النّاسِ بها جهلاً بِها، أو تَكاسُلاً عنها، والمُرادُ بالسُّننِ: الشَّرِيعَةُ بِعامَّةٍ، وجَمِيعُ ما نُسِبَ إلى النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلَّم مِنْ قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، أو صفةٍ، وغالباً ما تُقابَلُ هذه العبارة بعبارةِ إماتةِ البِدْعِة، ومِثالُ ذلك: أنْ يَفْشُوَ في بَلَدٍ ما مِنْ بلادِ المسلِمِينَ حَلْقُ الرِّجالِ لِلِحاهُم، فيأمُرُ الباعِثُ للسُّنَّةِ بإعفاءِ اللِّحى وإِرخائِها، فيكون بذلك قد أحيا هذه السُّنَّة العَظِيمَة في هذا البلد.
* الكافي في فقه الإمام أحمد : (1/280)
* إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين : (2/146)
* مجموعة الرسائل والمسائل : (1/121)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 48)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (2/231) -
التَّعْرِيفُ:
1 - السُّنَّةُ: الطَّرِيقَةُ الْمَسْلُوكَةُ فِي الدِّينِ. وَالْمُرَادُ بِإِحْيَاءِ السُّنَّةِ هُنَا: إِعَادَةُ الْعَمَل بِشَعِيرَةٍ مِنْ شَعَائِرِ الإِْسْلاَمِ بَعْدَ إِهْمَال الْعَمَل بِهَا.
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ وَمَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
2 - إِحْيَاءُ السُّنَّةِ الْمُمَاتَةِ مَطْلُوبٌ شَرْعًا إِمَّا عَلَى سَبِيل فَرْضِ الْكِفَايَةِ، وَهُوَ الأَْصْل، وَإِمَّا عَلَى سَبِيل فَرْضِ الْعَيْنِ، وَإِمَّا عَلَى سَبِيل النَّدْبِ. وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحِ: أَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ (1) .
__________
(1) كشاف اصلاحات الفنون 3 / 704 ط كلكتة.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 231/ 2
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".