المليك
كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...
-بِضَمِّ السِّينِ وفَتْحِها-: السُّهُولَة والسَّعَةُ والغِنَى، ومِثْلُها: اليُسْرُ واليَسارُ، وضِدُّها: العُسْرَةُ. وأَصْلُ الكلِمَة مِن يَسَرَ وأَيْسَرَ، يُقال: يَسَرَ الشَّيْءُ، يَيْسِرُ، يَسْراً: إذا سَهُلَ وَأَمْكَن، ويُقال: أَخذ ما تيَسَّرَ وما اسْتَيْسَرَ، وهو ضدُّ ما تعَسَّرَ والْتَوى، وأَيْسَرَ الرَّجُلُ إِيساراً ويُسْراً، أي: صارَ ذا يَسارٍ وغِنىً. والدِّينُ يُسْرٌ، أيْ: سَهْلٌ سَمْحٌ قَلِيلُ التَّشْدِيدِ. والميْسَرَةُ أيضاً: خِلافُ الميْمَنَةِ. والجَمْعُ: مَياسِرُ.
يَرِد مُصطَلح (مَيْسَرَة) في الفقه في عِدَّة مواطِن، منها: كتاب العِتق، باب: المُكاتَبَة عند الكلام على مَسأَلَةِ إنظارِ العَبْدِ المُكاتَبِ إذا كان مُعسِراً إلى وَقْتِ المَيسَرَةِ والغِنى. وفي كِتاب النِّكاح، باب: شروط عقد النِّكاحِ عند الكلام على حُكمِ تَعلِيقِ المَهْرِ المُؤَجَّلِ إلى وَقْتٍ مَجهولٍ، كتَعلِيقِه بَوَقْتِ المَيسَرَةِ، ويرِد أيضاً في باب: العِشرة بين الزَّوجِين عند الكلام على حُكمِ نفقَةِ الزَّوجة على زوجِها عند إعسارِهِ. وفي كتاب البيوع، باب: السَّلَم عند الكلام على حُكمِ تَعلِيقِ السَّلَمِ إلى وَقْتٍ مَجهولٍ، كوَقْتِ المَيْسَرَةِ والسَّعَةِ والغِنى. وفي كتاب الجهاد، باب: أحكام أهل الذِّمَّة عند الكلام على إنظارِ المُعسرِين مِمَّن يؤدُّون الجِزيَة إلى وقت السَّعَة والغِنى. ويُطلَق في كتاب الصَّلاةِ، باب: أحكام المَساجِدِ عند الكلام على حُكْمِ زَخْرَفَةِ قِبْلَتِهِ، ومِحرابِهِ، وحائِطِ مَيْمَنَتِهِ ومَيسَرَتِهِ، وغير ذلك مِن الأبواب.
يسر
* المحكم والمحيط الأعظم : (8/574)
* شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم : (11/3457)
* مختار الصحاح : (ص 349)
* لسان العرب : (4/564)
* تاج العروس : (14/458)
* الذخيرة للقرافـي : (5/295)
* روضة الطالبين : (3/372)
* كشاف القناع عن متن الإقناع : (8/327)
* القاموس الفقهي : (ص 393)
* معجم لغة الفقهاء : (ص 470)
* التعريفات الفقهية : (ص 223) -
التَّعْرِيفُ:
1 - الْمَيْسَرَةُ فِي اللُّغَةِ بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِهَا: ضِدُّ الْعُسْرِ، وَمِثْلُهُ: الْمَيْسِرُ وَالْيُسْرُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (1) .
وَالْمَيْسَرَةُ وَالْيَسَارُ عِبَارَةٌ عَنِ الْغِنَى، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} (2) وَلاَ يَخْرُجُ مَعْنَاهُ الاِصْطِلاَحِيُّ عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ (3) .
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
الْعُسْرُ:
2 - الْعُسْرُ فِي اللُّغَةِ: نَقِيضُ الْيُسْرِ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (4) . وَالْعُسْرَةُ: تَعَسُّرُ وُجُودِ الْمَال، وَأَعْسَرَ فُلاَنٌ: أَضَاقَ، وَيَوْمٌ عَسِيرٌ: يَتَصَعَّبُ فِيهِ الأَْمْرُ وَيَشْتَدُّ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} (5) وَعَسَرَنِي الرَّجُل: طَالَبَنِي بِشَيْءٍ حَيْنَ الْعُسْرَةِ، وَمِنْهُ قِيل لِلْفَقْرِ: عُسْرٌ.
وَأَعْسَرَ الرَّجُل - بِالأَْلِفِ - افْتَقَرَ، وَعَسَرَ بِالْفَتْحِ: قَل سَمَاحُهُ فِي الأُْمُورِ.
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ (6) .
وَالْعِلاَقَةُ بَيْنَ الْعُسْرِ وَالْمَيْسَرَةِ الضِّدِّيَّةُ.
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
3 - اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ إِذَا كَانَ الْمَدِينُ ذَا مَيْسَرَةٍ، وَكَانَ الدَّيْنُ حَالًّا، وَطَلَبَهُ صَاحِبُهُ يَجِبُ عَلَيْهِ الْوَفَاءُ بِالدَّيْنِ دُونَ مُمَاطَلَةٍ أَوْ تَسْوِيفٍ (7) ، لِقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِل عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ (8) فَإِنْ امْتَنَعَ عَنْ أَدَاءِ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ مَعَ الإِْمْكَانِ كَانَ ظَالِمًا لِقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: مَطْل الْغَنِيِّ ظُلْمٌ (9) .
وَقَدِ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِيمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ هَل يَحْبِسُهُ أَوْ يُلاَزِمُهُ؟
وَالتَّفْصِيل فِي مُصْطَلَحِ (إِعْسَارٌ ف 15) .
4 - أَمَّا إِنْ كَانَ الْمَدِينُ عَاجِزًا عَنْ وَفَاءِ الدَّيْنِ الْحَال بِسَبَبِ إِعْسَارِهِ الَّذِي ثَبَتَ عِنْدَ الْقَاضِي، أَوْ عِنْدَ الْغَرِيمِ فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ إِنْظَارُهُ إِلَى الْمَيْسَرَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (10) وَلِحَدِيثِ بُرَيْدَةَ الأَْسْلَمِيِّ أَنَّهُ ﷺ قَال: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُل يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ قَال ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُول مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُل يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ قُلْتُ سَمِعْتُكَ يَا رَسُول اللَّهِ تَقُول مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُل يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُول مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُل يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ قَال لَهُ بِكُل يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْل أَنْ يَحِل الدَّيْنُ فَإِذَا حَل الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُل يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ (1) وَلِقَوْلِهِ ﷺ: مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ (2) وَلِقَوْلِهِ ﷺ: حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ مُوسِرًا فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ قَال: قَال اللَّهُ ﷿: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ تَجَاوَزُوا عَنْهُ (3) .
(ر: إِعْسَارٌ ف 15) .
__________
(1) سورة الانشراح / 5 - 6.
(2) سورة البقرة / 280.
(3) المفردات في غريب القرآن، والمصباح المنير، والمعجم الوسيط.
(4) سورة الانشراح / 5 - 6.
(5) سورة التوبة / 117.
(6) المفردات في غريب القرآن، والمصباح المنير.
(7) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 3 / 371 - 375، وأحكام القرآن للجصاص 1 / 474 وما بعدها، ومغني المحتاج 2 / 146 وما بعدها، وكشاف القناع 3 / 418 وما بعدها، وأحكام القرآن للكيا الهراس 1 / 363.
(8) حديث: " لي الواجد يحل. . . ". أخرجه أبو داود (4 / 45 - 46 ط حمص) ، والنسائي (7 / 316 ط المكتبة التجارية) ، من حديث الشريد بن سويد الثقفي وحسنه ابن حجر في الفتح (5 / 62) .
(9) حديث: " مطل الغني ظلم ". أخرجه البخاري (4 / 464 ط السلفية) ، ومسلم (3 / 1197 ط عيسى الحلبي) من حديث أبي هريرة.
(10) سورة البقرة / 280.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 409/ 39