الرءوف
كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...
الجلوس مُعتمِدًا على شيءٍ يستند إليه . ومن أمثلته انتقاض الوضوء باتِّكاء النائم، وحكم الاتكاء على القبر، وحكم الاتكاء في الصلاة، واتكاء الرجل في حجر زوجته الحائض، وهو يقرأ القرآن . عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت : «كَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَتَّكِئُ فِي حَجْرِي، وأَنَا حَائِضٌ، ثم يَقْرَأُ القُرْآنَ . البخاري :297.
الاتِّكاءُ: الاعْتِمادُ على الشَّيْءِ، مصدر الفعل اتَّكَأ، يُقال: اتَّكَأ على العَصا، يَتَّكِئُ، اتِّكاءً، فهو مُتَّكِئٌ، أيْ: اعْتَمَدَ عليها، وكُلُّ مَن اعْتَمَدَ على شَيْءٍ فقد اتَّكأَ عليه. ويأْتي بِمعنى: الجُلوس مع التَّمَكُّنِ، والمَيْل في القُعودِ، يُقالُ: اتَّكأَ: إذا أَسْنَدَ ظَهْرَهُ أو جَنْبَهُ إلى شَيْءٍ. وأَصْلُه مِن الإِيكاءِ، وهو: الشَدُّ والرَّبْطُ، ومنه سُمِّي القُعُودُ اتِّكاءً؛ لأنّ صاحِبَهُ يَتَشَدَّدُ به ويَتَقَوَّى به. ومِن مَعانِيه أيضاً: الاضْطِجاعُ، والاسْتِنادُ.
يَرِد مُصْطلَح (اتِّكاء) في مَواطِنَ كَثِيرَةٍ، منها: كتاب الطَّهارَةِ، باب: قَضاء الحاجَةِ، وكتابُ الصَّلاةِ، باب: صلاة المَرِيضِ، وباب: خُطْبَة الـجُمُعَةِ، وكتاب الجَنائِزِ، باب: آداب زِيارة المَقابِرِ. ويُطلَق في كتاب النِّكاحِ، باب: الوَلِيمَة، وكتا
وكأ
اعْتِمادُ الشَّخْصِ على شَيْءٍ واسْتِنادُهُ إِلَيْهِ بِأيِّ جانِبٍ مِنْ بَدَنِهِ.
الاتِّكاءُ: هو الاسْتِنادُ إلى شَيْءٍ جامِدٍ - كعَصاً أو جِدارٍ أو نحو ذلك - بِأَحَدِ أَعْضاءِ البَدَنِ، كَالـظَّهْرِ، أو الـجَنْبِ، أو الـمقْعَدَةِ، ونـحو ذلك، ولذلك صُوَرٌ، منها: 1- المَيْلُ في القُعودِ مُعْتَمِداً على أَحَدِ الشِّقَّيْنِ. 2- الجُلوسُ على الشَّيْءِ مُتَمَكِّناً، كالـتَّرَبُّعِ والـجُلوسِ على الكُرْسِيّ. 3- الوُقوفُ مع الاعْتِمادِ على جِدارٍ أو عَصا ونَحْوِهما.
الاتِّكاءُ: الاعْتِمادُ على الشَّيْءِ، مصدره الفعل اتِّكَأ، يُقال: اتَّكَأ على العَصا، يَتَّكِئُ، اتِّكاءً، فهو مُتَّكِئٌ، أيْ: اعْتَمَدَ عليها، ويأْتي بِـمعنى: الـجُلوس مع التَّمَكُّنِ، والـمَيْل في القُعودِ.
الجلوس مُعتمِدًا على شيءٍ يستند إليه.
* العين : (5/422)
* معجم مقاييس اللغة : (6/137)
* تهذيب اللغة : (10/225)
* النهاية في غريب الحديث والأثر : (1/193)، و (5/218)
* الكليات : (ص 38)
* المصباح المنير في غريب الشرح الكبير : (2/671)
* حاشية ابن عابدين : (1/654)، و (2/101)
* مواهب الجليل في شرح مختصر خليل : (2/270)
* الـمجموع شرح الـمهذب : (3/265)
* الصحاح : (2/292)
* تاج العروس : (1/499)
* أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء : (ص 10)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 37)
* الكليات : (ص 39)
* فتح الباري شرح صحيح البخاري : (11/66) -
التَّعْرِيفُ:
1 - مِنْ مَعَانِي الاِتِّكَاءِ فِي اللُّغَةِ: الاِعْتِمَادُ عَلَى شَيْءٍ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} (1) وَمِنْ مَعَانِيهِ أَيْضًا: الْمَيْل فِي الْقُعُودِ عَلَى أَحَدِ الشِّقَّيْنِ (2) .
وَلاَ يَخْرُجُ اسْتِعْمَال الْفُقَهَاءِ عَنِ الْمَعْنَيَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ (3) .
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
2 - الاِسْتِنَادُ: فِي اللُّغَةِ يَأْتِي بِمَعْنَى الاِتِّكَاءِ بِالظَّهْرِ لاَ غَيْرُ، (4) فَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الاِتِّكَاءِ بِالْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ الأَْوَّل عُمُومٌ وَخُصُوصٌ مُطْلَقٌ. وَأَمَّا بِالْمَعْنَى الثَّانِي فَبَيْنَهُمَا تَبَايُنٌ.
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
3 - يَخْتَلِفُ الْحُكْمُ تَبَعًا لِلاِسْتِعْمَالاَتِ الْفِقْهِيَّةِ، فَالاِتِّكَاءُ فِي الصَّلاَةِ مُطْلَقًا اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى جَوَازِهِ، بِمَعْنَيَيْهِ لأَِهْل الأَْعْذَارِ (5) .
أَمَّا لِغَيْرِ أَهْل الأَْعْذَارِ فَهُوَ مَكْرُوهٌ فِي الْفَرِيضَةِ، وَيَجُوزُ فِي النَّافِلَةِ (6) .
وَالاِتِّكَاءُ عَلَى الْقَبْرِ كَالْجُلُوسِ عَلَيْهِ، وَاخْتَلَفُوا فِي حُكْمِهِ، فَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ مَكْرُوهٌ (7) . وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ الْمَالِكِيَّةُ فَقَالُوا بِجَوَازِهِ (8) .
مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
4 - يُفَصِّل الْفُقَهَاءُ أَحْكَامَ الاِتِّكَاءِ فِي الصَّلاَةِ عِنْدَ الْحَدِيثِ عَنْ مَكْرُوهَاتِ الصَّلاَةِ (9) ، وَيُفَصِّلُونَ حُكْمَ الاِتِّكَاءِ عَلَى الْقَبْرِ فِي الْجَنَائِزِ عِنْدَ الْحَدِيثِ عَنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ (10) . وَحُكْمَ الاِتِّكَاءِ فِي قَضَاءِ الْحَاجَةِ فِي أَبْوَابِ الطَّهَارَةِ، عِنْدَ الْحَدِيثِ عَنْ آدَابِ قَضَاءِ الْحَاجَةِ (11) ، وَحُكْمَ الاِتِّكَاءِ عِنْدَ الأَْكْل فِي أَبْوَابِ الْحَظْرِ وَالإِْبَاحَةِ (12) ، وَحُكْمَ الاِتِّكَاءِ فِي الْمَسْجِدِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ فِي إِحْيَاءِ الْمَوَاتِ عِنْدَ الْحَدِيثِ عَنِ الْمَسَاجِدِ (13) ، وَحُكْمَ الاِتِّكَاءِ عَلَى شَيْءٍ فِيهِ صُورَةُ حَيَوَانٍ كَالْمِخَدَّةِ وَغَيْرِهَا فِي أَبْوَابِ النِّكَاحِ عِنْدَ الْحَدِيثِ عَنِ الْوَلِيمَةِ (1) .
__________
(1) سورة طه / 18
(2) المصباح المنير، والنهاية لابن الأثير 1 / 193، 5 / 218 ط الحلبي، وتاج العروس مادة (وكأ)
(3) ابن عابدين 5 / 482 ط بولاق، والمجموع 5 / 279 نشر محمد نجيب المطيعي، والدسوقي 4 / 72 ط دار الفكر.
(4) الكليات لأبي البقاء 1 / 37 ط دمشق 1974 م
(5) الخانية مع الهندية 1 / 118 ط بولاق 1310 هـ، والمجموع 4 / 184 - 188، وكشاف القناع 1 / 461 وما بعدها ط أنصار السنة 1366 هـ، والمدونة 1 / 74 ط السعادة.
(6) نفس المصادر السابقة.
(7) البدائع 2 / 798 ط الإمام، وحاشية القليوبي 1 / 342 مصطفى الحلبي 1353 هـ، والمغني 2 / 424 ط المنار 1345 هـ.
(8) مواهب الجليل 2 / 253 مكتبة النجاح - ليبيا.
(9) الهندية 1 / 106، والمدونة 1 / 74، والمجموع 4 / 184 وما بعدها، وكشاف القناع 1 / 588 طبعة الملك.
(10) البدائع 2 / 798، ومواهب الجليل 2 / 253، وحاشية القليوبي 1 / 342، والمغني 2 / 424
(11) مواهب الجليل 1 / 269
(12) ابن عابدين 5 / 482، والآداب الشرعية لابن مفلح 3 / 170 ط المنار.
(13) الدسوقي 4 / 72
الموسوعة الفقهية الكويتية: 215/ 1
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".