الرحمن
هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...
أحد ألقاب المد المنفصل . وسمي بذلك لاعتبار الكلمتين من كلمة
الاِتِّعَاظُ وَالتَّذَكُّرُ، تَقولُ: اعْتَبَر فُلاَنٌ إِذَا اتَّعَظَ وَتَذَكَّرَ، وَالعِبْرَةُ: العِظَةُ وَالدَّمْعَةُ، وَأَصْلُ الاعْتِبَارِ مِنَ العُبورِ وَهُوَ: المُجَاوَزَةُ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ، يُقَالُ: عَبَرتُ النَّهْرَ عُبُوراً أَيْ قَطَعْتُهُ إِلَى الجَانِبِ الآخَرَ، وَالعَابِرُ: المَارُّ الذِي يَقْطَعُ الطَّرِيقَ، وَيُطْلَقُ الِاعْتِبَارُ بِمَعْنَى: التَّقْدِير، كَقَوْلِ: أَمْرٌ اعْتِبَارِي أيْ تَقْدِيرِي، وَمِنْ مَعانِي الاعْتِبارِ أَيْضًا: الاخْتِبَارُ والاعْتِدَادُ والاحْتِسَابُ.
يَرِدُ مُصْطَلَحُ فِي مَوَاضِعَ عَدِيدَةٍ مِنَ الفِقْهِ كَكِتابِ الصِّيامِ فِي بَابِ شُروطِ الصَّومِ، وَكِتابِ الحَجِّ فِي بَابِ صِفَةِ الحَجِّ، وَكِتابِ الأَضَاحِي فِي بَابِ شُروطِ الأُضْحيَةِ، وَغَيْرِهَا. وَيَسْتَعْمِلُهُ الأُصُولِيُّونَ عِنْدَ الكَلاَمِ عَنْ القِيَاسِ وَمَسَالِكِ الْعِلَّةِ، وَفِي الْمَصَالِحِ الْمُرْسَلَةِ وَيُرِيدونَ بِهِ: (النَّظَرُ فِي الحُكْمِ الثَّابِتِ وَإِلْحَاقُ نَظِيرِهِ بِهِ). وَيُطْلَقُ مُصْطَلَحُ (رَدّ الاعْتِبَارِ) فِي القَضَاءِ وَالقَانونِ وَيُراد بِه: (حَقٌّ يَسْتَرِدُّ بِهِ المُتَّهَمُ فِي قَضِيَّةٍ سَابِقَةٍ مَكَانَتَهُ وَيَمْحو بِهِ آثَارَ الحُكْمِ السَّابِقَةِ).
عبر
النَّظر في حقائق الأشياء، وجهات دلالتها؛ ليعرف بالنَّظر، والتأمل فيها حكم شيء آخر من جنسها.
* المصباح المنير : 389/2 - التعريفات للجرجاني : ص30 - التوقيف على مهمات التعاريف : ص55 - مقاييس اللغة : 207/4 - المحكم والمحيط الأعظم : 133/2 - مقاييس اللغة : 207/4 -
التَّعْرِيفُ:
1 - الاِعْتِبَارُ لُغَةً بِمَعْنَى الاِتِّعَاظِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَْبْصَارِ} (1) . قَال الْخَلِيل: الْعِبْرَةُ الاِعْتِبَارُ بِمَا مَضَى أَيِ الاِتِّعَاظُ وَالتَّذَكُّرُ.
وَيَكُونُ الاِعْتِبَارُ بِمَعْنَى الاِعْتِدَادِ بِالشَّيْءِ فِي تَرَتُّبِ الْحُكْمِ (2) ، وَكَثِيرًا مَا يَسْتَعْمِلُهُ الْفُقَهَاءُ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَفِي الاِصْطِلاَحِ: عَرَّفَهُ الْجُرْجَانِيُّ فَقَال: هُوَ النَّظَرُ فِي الْحُكْمِ الثَّابِتِ أَنَّهُ لأَِيِّ مَعْنًى ثَبَتَ وَإِلْحَاقُ نَظِيرِهِ بِهِ. وَهَذَا عَيْنُ الْقِيَاسِ (3) .
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
2 - الاِعْتِبَارُ بِمَعْنَى الْقِيَاسِ مَأْمُورٌ بِهِ شَرْعًا، فَقَدِ اسْتَدَل الْقَائِلُونَ بِثُبُوتِ التَّعَبُّدِ بِالْقِيَاسِ الشَّرْعِيِّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَْبْصَارِ} فَقَدْ أَمَرَنَا اللَّهُ بِالاِعْتِبَارِ، وَالاِعْتِبَارُ رَدُّ الشَّيْءِ إِلَى نَظِيرِهِ وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ، فَكَانَ مَأْمُورًا بِهِ بِهَذَا النَّصِّ، وَهُنَاكَ أَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ عَلَى حُجِّيَّةِ الْقِيَاسِ يُرْجَعُ فِي بَيَانِهَا وَتَفْصِيلِهَا وَالاِعْتِرَاضَاتِ عَلَيْهَا (4) إِلَى الْمُلْحَقِ الأُْصُولِيِّ.
مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
3 - اعْتِبَارَاتُ الشَّارِعِ فِي الأَْحْكَامِ لَهَا مَجَالاَتٌ يَذْكُرُهَا الأُْصُولِيُّونَ بِالتَّفْصِيل فِي: أَبْحَاثِ تَعْرِيفِ الْقِيَاسِ وَحُكْمِهِ، وَفِي مَسَالِكِ الْعِلَّةِ، وَفِي الْمَصَالِحِ الْمُرْسَلَةِ وَفِي السَّبَبِيَّةِ فِي الْحُكْمِ الْوَضْعِيِّ، وَيُنْظَرُ تَفْصِيل ذَلِكَ فِي الْمُلْحَقِ الأُْصُولِيِّ.
__________
(1) سورة الحشر / 2.
(2) المصباح المنير ولسان العرب.
(3) التعريفات للجرجاني / 24 ط مصطفى الحلبي. وكشف الأسرار 3 / 275 ط دار الكتاب العربي، بيروت، والتلويح 2 / 54 ط صبيح، ومسلم الثبوت 2 / 312 ط بولاق.
(4) إرشاد الفحول للشوكاني / 200 ط مصطفى الحلبي، وشرح البدخشي مع الأسنوي 3 / 9 ط صبيح، والتلويح 2 / 54، ومسلم الثبوت 2 / 312، وكشف الأسرار 3 / 275.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 200/ 5