السميع
كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
قوة في العين بها تُرى الأشياء . ومن أمثلته مطالبة من اعتدي على بصره بالقصاص، أو بالدية الشرعية، وشاهد ذلك قوله تعالى : ﱫﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﱪ المائدة :٤٥ .
الرُّؤْيَةُ وَالنَّظَرُ بِالعَيْنِ، يُقَالُ: بَصُرَ بِهِ بَصْرًا وَبَصَارَةً وَأَبْصَرَهُ وَتَبَصَّرَهُ أَيْ نَظَرَ إِلَيْه بِعَيْنِهِ، وَالبَصِيرُ وَالمُبْصِرُ: النَّاظِرُ لِغَيْرِهِ، وَضِدُّهُ الأَعْمَى، وَأَصْلُ البَصَرِ: وُضُوحُ الشَّيْءِ، وَبَصُرَ الطَّرِيقُ أَيْ اسْتَبَانَ وَوَضُحَ، وَيُطْلَقُ البَصَرُ عَلَى حَاسَّةِ العَيْنِ، تَقُولُ: جَاءَ كَلَمْحِ البَصَرِ أَيْ كَلَمْحِ العَيْنِ، وَالجَمْعُ: أَبْصَارٌ، وَيَأْتِي البَصَرُ أَيْضًا بِمَعْنَى: العِلْمِ وَالإِدْراكِ، وَهِيَ الرُّؤْيَةُ بِالقَلْبِ، كَقَوْلِكَ: بَصُرْتُ بِالشَّيْءِ إِذَا عَلِمْتَهُ وَأَدْرَكْتَهُ، وَالبَصِيرَةُ: قُوَّةُ الإِدْرَاكِ وَالفِطْنَةُ وَالعِلْمُ، وَالجَمْعُ: بَصَائِرُ.
يَذْكُرُ الفُقَهَاءُ مُصْطَلَحَ (البَصَرِ) فِي مَوَاضِعَ مُخْتَلِفَةٍ مِنْهَا: كِتَابُ الجَنَائِزِ فِي بَابِ احْتِضَارِ المَيِّتِ، وَكِتَابُ الصَّوْمِ فِي بَابِ مُكْرُوهَاتِ الصِّيَامِ، وَكِتَابُ الجِهَادِ فِي بَابِ شُرُوطِ الجِهَادِ، وَكِتَابُ الدِّيَّاتِ فِي بَابِ دِيَّةِ الأَعْضَاءِ وَالمَنَافِعِ، وَكِتَابُ القَضَاءِ فِي بَابِ شُرُوطِ الشَّهادَةِ، وَغَيْرُهَا.
بصر
رُؤْيَةُ العَيْنِ لِلْأَشْيَاءِ المَحْسُوسَةِ.
الرُّؤْيَةُ وَالنَّظَرُ بِالعَيْنِ، وَأَصْلُ البَصَرِ: وُضُوحُ الشَّيْءِ، وَيُطْلَقُ البَصَرُ عَلَى حَاسَّةِ العَيْنِ، وَالجَمْعُ: أَبْصَارٌ، وَيَأْتِي البَصَرُ أَيْضًا بِمَعْنَى: العِلْمِ وَالإِدْراكِ، وَالجَمْعُ: بَصَائِرُ.
قوة في العين بها تُرى الأشياء.
* معجم مقاييس اللغة : 1 / 254 - الكليات : 247 - المطلع على ألفاظ المقنع : ص140 - المحكم والمحيط الأعظم : 8 /315 - المعجم الوسيط : 1 /59 - معجم مقاييس اللغة : 1 /254 -
التَّعْرِيفُ:
1 - الْبَصَرُ: هُوَ الْقُوَّةُ الَّتِي أَوْدَعَهَا اللَّهُ فِي الْعَيْنِ، فَتُدْرِكُ بِهَا الأَْضْوَاءَ وَالأَْلْوَانَ وَالأَْشْكَال.
يُقَال: أَبْصَرْتُهُ بِرُؤْيَةِ الْعَيْنِ إِبْصَارًا، وَبَصُرْتُ بِالشَّيْءِ بِالضَّمِّ (وَالْكَسْرُ لُغَةٌ) بَصَرًا بِفَتْحَتَيْنِ: رَأَيْتُهُ. (1)
وَيُطْلَقُ مَجَازًا عَلَى: الإِْدْرَاكِ لِلْمَعْنَوِيَّاتِ، كَمَا يُطْلَقُ عَلَى الْعَيْنِ نَفْسِهَا؛ لأَِنَّهَا مَحَل الإِْبْصَارِ.
وَالْبَصَرُ: ضِدُّ الْعَمَى. (2)
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
الْجِنَايَةُ عَلَى الْبَصَرِ:
2 - اتَّفَقَ فُقَهَاءُ الْمَذَاهِبِ عَلَى وُجُوبِ الْقِصَاصِ مِنَ الْجَانِي عَمْدًا عَلَى الْبَصَرِ، إِذَا أَدَّتْ جِنَايَتُهُ إِلَى إِذْهَابِ الْبَصَرِ - وَذَلِكَ بِإِذْهَابِ بَصَرِ الْجَانِي إِنْ أَمْكَنَ بِوَسِيلَةٍ مَا بِرَأْيِ أَهْل الْخِبْرَةِ - فَإِنْ لَمْ يُمْكِنِ الْقِصَاصُ، وَجَبَتِ الدِّيَةُ اتِّفَاقًا فِي مَال الْجَانِي. وَكَذَلِكَ تَجِبُ الدِّيَةُ فِي إِذْهَابِ الْبَصَرِ خَطَأً، وَتَكُونُ عَلَى الْعَاقِلَةِ.
وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي الْجِنَايَاتِ. (3)
تَوْجِيهُ الْبَصَرِ فِي الصَّلاَةِ:
3 - أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ الْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ وَغَضِّ الْبَصَرِ عَمَّا يُلْهِي، وَكَرَاهَةِ الاِلْتِفَاتِ وَرَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْمُصَلِّي النَّظَرُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ إِذَا كَانَ قَائِمًا، وَيُسْتَحَبُّ نَظَرُهُ فِي رُكُوعِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ، وَفِي حَال سُجُودِهِ إِلَى أَرْنَبَةِ أَنْفِهِ، وَفِي حَال التَّشَهُّدِ إِلَى حِجْرِهِ.
أَمَّا فِي صَلاَةِ الْخَوْفِ - إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ أَمَامَهُ - فَيُوَجِّهُ نَظَرَهُ إِلَى جِهَتِهِ، وَبِهَذَا قَال الْحَنَفِيَّةُ، وَهُوَ رِوَايَةٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ، وَفِي قَوْلٍ لِلشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ يُسَنُّ.
وَالآْخَرُ عِنْدَهُمْ، وَعِنْدَ الْحَنَابِلَةِ: النَّظَرُ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ فِي جَمِيعِ صَلاَتِهِ (4) لِحَدِيثٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَال: مَا بَال أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَال: لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ. (5)
وَقَال الْمَالِكِيَّةُ: إِنْ كَانَ رَفْعُ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ لِلْمَوْعِظَةِ وَالاِعْتِبَارِ بِآيَاتِ السَّمَاءِ فَلاَ يُكْرَهُ. (6)
وَيُكْرَهُ أَيْضًا فِي الصَّلاَةِ تَغْمِيضُ الْعَيْنَيْنِ إِلاَّ لِحَاجَةٍ، وَلاَ يُعْلَمُ فِي ذَلِكَ خِلاَفٌ.
حُكْمُ رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ فِي الدُّعَاءِ خَارِجَ الصَّلاَةِ:
4 - نَصَّ الشَّافِعِيَّةُ عَلَى أَنَّ الأَْوْلَى فِي الدُّعَاءِ خَارِجَ الصَّلاَةِ رَفْعُ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ، وَقَال الْغَزَالِيُّ مِنْهُمْ: لاَ يَرْفَعُ الدَّاعِي بَصَرَهُ إِلَيْهَا. (7)
غَضُّ الْبَصَرِ عَنِ الْمُحَرَّمِ:
5 - أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِأَنْ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ عَمَّا حَرَّمَهُ عَلَيْهِمْ، دُونَ مَا أَبَاحَ لَهُمْ رُؤْيَتَهُ - وَإِذَا اتَّفَقَ أَنْ وَقَعَ الْبَصَرُ عَلَى مُحَرَّمٍ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، فَلْيَصْرِفِ الْبَصَرَ عَنْهُ سَرِيعًا - لأَِنَّ الْبَصَرَ هُوَ الْبَابُ الأَْوَّل إِلَى الْقَلْبِ وَرَائِدُهُ، وَغَضُّهُ وَاجِبٌ عَنْ جَمِيعِ الْمُحَرَّمَاتِ وَكُل مَا يُخْشَى مِنْهُ الْفِتْنَةُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} . (1)
وَانْظُرْ لِلتَّفْصِيل مُصْطَلَحَ: (نَظَر. عَوْرَة) .
مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
6 - لِلْبَصَرِ أَحْكَامٌ فِي مَوَاطِنَ مُتَعَدِّدَةٍ، تَتَعَلَّقُ بِالْجِنَايَةِ عَلَيْهِ، وَالدِّيَةِ فِيهِ، وَاشْتِرَاطِهِ فِي الشَّاهِدِ، وَشَهَادَةِ الأَْعْمَى وَتَحَمُّلِهِ وَأَدَائِهِ، وَاشْتِرَاطِهِ وَاسْتِدَامَتِهِ فِيمَنْ يَتَوَلَّى الْقَضَاءَ، وَنَفَاذِ حُكْمِ قَاضٍ طَرَأَ الْعَمَى عَلَيْهِ، وَتَوْجِيهِ الْبَصَرِ فِي الصَّلاَةِ، وَرَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ فِي الدُّعَاءِ فِي غَيْرِ الصَّلاَةِ، وَمَا يَجُوزُ النَّظَرُ إِلَيْهِ مِمَّنْ يُرَادُ خِطْبَتُهَا، وَغَضِّ الْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ. وَيُفَصِّل الْفُقَهَاءُ أَحْكَامَ ذَلِكَ فِي مَبَاحِثِ (الْجِنَايَاتِ، وَالدِّيَاتِ، وَالشَّهَادَةِ، وَالْقَضَاءِ، وَالصَّلاَةِ، وَالنِّكَاحِ) عَلَى النَّحْوِ الْمُبَيَّنِ فِي الْحُكْمِ الإِْجْمَالِيِّ وَمَوَاطِنِهِ.
__________
(1) لسان العرب، والمصباح المنير مادة: " بصر ".
(2) التعريفات للجرجاني بتصرف.
(3) حاشية ابن عابدين 5 / 354، 369 - 371، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير 4 / 253، ونهاية المحتاج 7 / 272، وكشاف القناع 5 / 549 ط مكتبة النصر الحديثة بالرياض، والمغني 7 / 715 ط مكتبة الرياض.
(4) حاشية ابن عابدين 1 / 321 ط بيروت، والمغني 2 / 8، 9، 11 ط مكتبة الرياض، والمجموع شرح المهذب 3 / 249 ط الفجالة بمصر.
(5) حديث: " ما بال أقوام يرفعون أبصارهم. . . . " أخرجه البخاري (الفتح 2 / 233 ط السلفية) .
(6) الدسوقي 1 / 254.
(7) نهاية المحتاج 1 / 180، 486، 2 / 55.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 98/ 8