العالم
كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...
جَعْل الشَّيْءِ فِي سَبِيل اللَّهِ . ومن أمثلته حفر بئر؛ ليشرب منه الناس، وجعله في سبيل الله . ومن ذلك ما جاء في الحديث الشريف : "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ : صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ ." الترمذي :1376.
جَعْلُ الشَيْءِ في سَبيلِ اللهِ ، يُقَالُ: سَبَّلَ فُلَانٌ مَالَهُ تَسْبيلاً أَيْ جَعَلَهُ فِي سَبيلِ اللهِ ، وَسَبَّلْتُ الثَمَرَةَ إِذَا جَعَلْتُهَا فِي سَبيلِ الخَيْرِ ، ويُطْلَقُ التَّسْبيلُ بِـمَعْنَى: الإِبَاحَةُ ، وسَبَّلْتُ الشَيْءَ: أَبَـحْتُهُ ، وَأَصْلُ التَسْبيلِ: إِرْسَالِ شَيْءٍ مِنْ عُلُوٍّ إِلَى سُفْلٍ ، يُقَالُ: أَسْبَلَتِ السَّحَابَةُ مَاءَهَا تُسْبِلُهُ إِسْبَالاً أَيْ أَرْسَلَتْهُ ، وَيَأْتِي الإِسْبَالُ بِمَعْنَى: الامْتِدَادُ ، وَمِنْهُ السَّبِيلُ وَهُوَ الطَّرِيقُ ، وَالجَمْعُ: سُبُلٌ ، وتَسْبيلُ الثَمَرَةِ : أَنْ يَجْعَلَ الوَاقِفُ لَهَا سَبيلاً أَيْ طَريقًا يُطْلِقُ فيهِ مِنَافِعِهَا .
يُطْلَقُ مُصْطَلَحُ (التَّسْبِيلِ) أَيْضًا فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ فِي زَكَاةِ المَعَادِنِ ، وَكِتَابِ الصُّلْحِ فِي بَابِ أَحْكَامِ الجِوارِ. وَيُطْلَقُ فِي كِتَابِ الوَقْفِ أَيْضًا وَيُرادُ بِهِ: صَرْفُ مَنَافِعِ العَيْنِ المَوْقُوفَةِ مِنْ غَلَّةٍ وَثَمَرَةٍ وَغَيْرِهَا لِلْجِهَةِ الْمُعَيَّنَةِ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
سبل
إِبَاحَةُ مَنَافِعِ الـمَالِ عَلى الدَّوامِ وَإِبْقَاءُ أَصْلِهِ لِجِهَةٍ مِنْ جِهاتِ الخَيْرِ تَقَرُّبًا إلى اللهِ تعالى.
جَعْلُ الشَّيْءِ في سَبيلِ اللهِ ، ويُطْلَقُ التَّسْبيلُ بِـمَعْنَى: الإِبَاحَةِ ، وَأَصْلُ التَسْبيلِ: إِرْسَالِ شَيْءٍ مِنْ عُلُوٍّ إِلَى سُفْلٍ ، يُقَالُ: أَسْبَلَتِ السَّحَابَةُ مَاءَهَا أَيْ أَرْسَلَتْهُ ، وَيَأْتِي الإِسْبَالُ بِمَعْنَى: الامْتِدَادِ ، وَمِنْهُ السَّبِيلُ وَهُوَ الطَّرِيقُ .
جَعْل الشَّيْءِ فِي سَبِيل اللَّهِ.
* معجم مقاييس اللغة : 3 /130 - القاموس المحيط : ص1308 - تاج العروس : 29 /161 - معجم مقاييس اللغة : 3 /130 - البحر الرائق شرح كنز الدقائق : 5 /205 - مواهب الـجليل : 6 /28 - البيان والتحصيل : 2 /518 - كشاف القناع : 4 /241 -
التَّعْرِيفُ:
1 - مِنْ مَعَانِي التَّسْبِيل لُغَةً وَاصْطِلاَحًا جَعْل الشَّيْءِ فِي سَبِيل اللَّهِ. يُقَال: سَبَّل فُلاَنٌ ضَيْعَتَهُ تَسْبِيلاً: أَيْ جَعَلَهَا فِي سَبِيل اللَّهِ، وَسَبَّلْتَ الثَّمَرَةَ: حَمَلْتَهَا فِي سَبِيل الْخَيْرِ وَأَنْوَاعِ الْبِرِّ. وَفِي حَدِيثِ وَقْفِ عُمَرَ ﵁ قَوْل النَّبِيِّ ﷺ: إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا (1) أَيِ: اجْعَلْهَا وَقْفًا وَأَبِحْ ثَمَرَتَهَا لِمَنْ وَقَفْتَهَا عَلَيْهِ. وَسَبَّلْتَ الشَّيْءَ: إِذَا أَبَحْتَهُ، كَأَنَّكَ جَعَلْتَ إِلَيْهِ طَرِيقًا مَطْرُوقَةً. وَسَبِيل اللَّهِ عَامٌّ يَقَعُ عَلَى كُل عَمَلٍ خَالِصٍ سُلِكَ بِهِ طَرِيقُ التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِأَدَاءِ الْفَرَائِصِ وَالنَّوَافِل وَأَنْوَاعِ التَّطَوُّعَاتِ، وَقَدْ يُطْلَقُ السَّبِيل عَلَى حَوْضِ الْمَاءِ الْمُبَاحِ لِلْوَارِدِينَ. (2)
وَفِي النَّظْمِ الْمُسْتَعْذَبِ فِي شَرْحِ غَرِيبِ الْمُهَذَّبِ تَسْبِيل الثَّمَرَةِ: أَنْ يَجْعَل الْوَاقِفُ لَهَا سَبِيلاً: أَيْ طَرِيقًا لِمَصْرِفِهَا. وَفِي كَشَّافِ الْقِنَاعِ: تَسْبِيل الْمَنْفَعَةِ: أَيْ إِطْلاَقُ فَوَائِدِ الْعَيْنِ الْمَوْقُوفَةِ مِنْ غَلَّةٍ وَثَمَرَةٍ وَغَيْرِهَا لِلْجِهَةِ الْمُعَيَّنَةِ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
وَيُطْلَقُ التَّسْبِيل أَيْضًا - اصْطِلاَحًا - عَلَى الْوَقْفِ، يُقَال: سَبَّلْتَ الدَّارَ أَيْ وَقَفْتَهَا. (3)
فَالتَّسْبِيل مِنْ أَلْفَاظِ الْوَقْفِ الصَّرِيحَةِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ، بِأَنْ يَقُول الْوَاقِفُ: سَبَّلْتُ دَارِي لِسُكْنَى فُقَرَاءِ بَلْدَةِ كَذَا وَسَاكِنِيهَا. فَلَفْظُ التَّسْبِيل صَرِيحٌ فِي الْوَقْفِ؛ لأَِنَّهُ مَوْضُوعٌ لَهُ وَمَعْرُوفٌ فِيهِ، وَثَبَتَ لَهُ عُرْفُ الشَّرْعِ، فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَال لِعُمَرَ ﵁: إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَسَبَّلْتَ ثَمَرَتَهَا (4) فَصَارَ هَذَا اللَّفْظُ فِي الْوَقْفِ كَلَفْظِ التَّطْلِيقِ فِي الطَّلاَقِ. وَإِضَافَةُ التَّحْبِيسِ إِلَى الأَْصْل وَالتَّسْبِيل إِلَى الثَّمَرَةِ لاَ يَقْتَضِي الْمُغَايَرَةَ فِي الْمَعْنَى، فَإِنَّ الثَّمَرَةَ مُحَبَّسَةٌ أَيْضًا عَلَى مَا شَرَطَ صَرْفَهَا إِلَيْهِ. (5)
وَأَمَّا عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ، لَوْ قَال الْوَاقِفُ: أَرْضِي هَذِهِ لِلسَّبِيل إِنْ تَعَارَفُوا وَقْفًا مُؤَبَّدًا، كَانَ كَذَلِكَ. وَإِلاَّ سُئِل فَإِنْ قَال: أَرَدْتُ الْوَقْفَ صَارَ وَقْفًا؛ لأَِنَّ لَفْظَهُ يَحْتَمِل ذَلِكَ، أَوْ قَال: أَرَدْتُ مَعْنَى الصَّدَقَةِ فَهُوَ نَذْرٌ، فَيَتَصَدَّقُ بِهَا أَوْ بِثَمَنِهَا.
وَإِنْ لَمْ يَنْوِ كَانَتْ مِيرَاثًا. (6)
وَأَمَّا الْمَالِكِيَّةُ فَالَّذِي يَظْهَرُ مِنْ كَلاَمِهِمْ أَنَّ جَعْل الشَّيْءِ فِي السَّبِيل يَقْتَضِي التَّصَدُّقَ بِعَيْنِهِ مَا لَمْ تُوجَدْ قَرِينَةٌ تَصْرِفُهُ إِلَى مَعْنَى وَقْفِ الْعَيْنِ وَالتَّصَدُّقِ بِثَمَرَتِهَا أَوْ مَنْفَعَتِهَا. (7)
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
2 - التَّسْبِيل قُرْبَةٌ مَنْدُوبٌ إِلَيْهَا بِالاِتِّفَاقِ؛ لِحَدِيثِ إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ (8) وقَوْله تَعَالَى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} (9) وَفَعَلَهُ ﷺ وَأَصْحَابُهُ، رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ﵄ أَنَّ عُمَرَ ﵁ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ وَكَانَ قَدْ مَلَكَ مِائَةَ سَهْمٍ مِنْ خَيْبَرَ فَقَال: قَدْ أَصَبْتُ مَالاً لَمْ أُصِبْ مِثْلَهُ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَقَال إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا (1) وَقَال جَابِرٌ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ ذُو مَقْدِرَةٍ إِلاَّ وَقَفَ (2)
وَتَفْصِيلُهُ فِي مُصْطَلَحِ (صَدَقَةٌ - وَقْفٌ)
.
__________
(1) حديث: " إن شئت حسبت أصلها وتصدقت بها " أخرجه البخاري. فتح الباري 5 / 355 ط السلفية، ومسلم 3 / 1255 ط عيسى الحلبي من حديث ابن عمر.
(2) لسان العرب، والمصباح المنير، ومختار الصحاح، ومحيط المحيط مادة: " سبل ".
(3) النظم المستعذب في شرح غريب المهذب بذيل صحائف المهذب في فقه الإمام الشافعي 1 / 447 دار المعرفة، وكشاف القناع 4 / 241 م النصر الحديثة.
(4) الحديث تقم تخريجه (ف 1) .
(5) المهذب في فقه الإمام الشافعي 1 / 449، وكشاف القناع 4 / 241 م النصر الحديثة، ومنار السبيل في شرح الدليل 2 / 4 المكتب الإسلامي.
(6) البحر الرائق 5 / 205، 206، والفتاوى الهندية 2 / 357 - 359.
(7) الدسوقي 4 / 84، 85، والحطاب 6 / 28.
(8) حديث: " إذا مات الإنسان انقطع عمله. . . " أخرجه مسلم 3 / 1255 ط عيسى الحلبي من حديث أبي هريرة.
(9) سورة الحج / 77.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 292/ 11