الْعَيْنُ

الْعَيْنُ


الفقه أصول الفقه
نَظَر المرء بعينيه إلى آخر نظراً مَشُوباً بِحَسَدٍ، يَحْصُل لِلْمَنْظُورِ مِنْهُ ضَرَرٌ . ويقال للناظر الحاسد : عائن . ومن أمثلته ثبوت الإصابة بالعين الحاسدة، والاستطباب منها بالدعاء، والتبريك . ومن شواهده قول مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ : اغْتَسَلَ أَبِي -سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ - بِالْخَرَّارِ . فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ . وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ . قَالَ : وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلاً أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِلْدِ، قَالَ، فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ : مَا رَأَيْتُ كالْيَوْمِ . وَلاَ جِلْدَ عَذْرَاءَ . فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ . وَاشْتَدَّ، وَعْكُهُ . فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فَأُخْبِرَ : أَنَّ سَهْلاً وُعِكَ . وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ . فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فَأَخْبَرَهُ، سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عَامِرٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : "عَلاَمَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ أَلاَّ بَرَّكْتَ . إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ . تَوَضَّأْ لَهُ ."فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرٌ . فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ." مالك :734، ومعنى أَلاَّ بَرَّكْتَ : لو قلتَ : تبارك الله أحسن الخالقين، أو ما شاء الله ...إلخ .
انظر : حاشية ابن عابدين، 6/364، المجموع للنووي، 9/64.
هذا المصطلح مرادف لـ عضو الإبصار .

التعريف اللغوي :


هي التي يُبْصِرُ بِها النّاظِرُ، وتُطلَق على الشَّيْءِ المَحْسُوسِ المُشاهَدِ بِالعَيْنِ الباصِرَةِ، وعَيْنُ الشَّيْءِ نَفْسُهُ، يُقال: أَخَذْتُ مالِي بِعَيْنِهِ، أي: نَفْسَ مالِي. وتأتي بِمعنى المالِ العَتِيدِ الحاضِرِ، يُقال: اشْتَرَيْتُ عَيْناً بِعَيْنٍ، أيْ: حاضِراً بِحاضِرٍ. ومِن معانيِها: يَنْبُوعُ الماءِ الذي يَنْبُعُ مِن الأَرْضِ ويجْرِي، والجاسُوس، وما ضُرِبَ مِن الدَّنانِيرِ والدَّراهِمِ، وغير ذلك. وجمعُها: عُيونٌ، وأعْيُنٌ، وأعْيانٌ.

إطلاقات المصطلح :


يَرِد مُصطلَح (عَيْن) في الفقه في عِدَّة مواطِن، منها: كتاب البيوع، باب: الإجارَة، وباب: الضَّمان، وباب: الدَّيْن، وباب: السَّلَم، وباب: الشَّرِكَة، وباب: المُضارَبَة، وفي كتاب الزَّكاة، باب: زكاة العُروض، وغير ذلك. ويُطلَق في باب: المُزارَعة والمُساقاة، ويُراد به: نَبْع الماءِ الجارِي. ويُطلَق في كتاب الموارِيث عند الكلام على الإخوة الأعيان، ويُراد بهم: الإخوة الأشِقّاء مِن الأبِ والأمِّ. ويُطلَق في كتاب الجهاد، ويُراد به: الجاسوسُ الذي يَتَلَمَّسُ أخبارَ النّاسِ خُفْيَةً. ويُطلَق في كتاب الجنايات، باب: الجناية فيما دون النَّفس، وفي كتاب الدّيّات، باب: دِيَة الأعضاء والمَنافِع، ويُراد به: العَينُ الباصِرَة التي يَتمكَّن بها الإنسانُ مِن النَّظَر. ويُطلَق في كتاب الجامع للآداب، باب: مساوئ الأخلاق، ويُراد به: نَظَرٌ بِاسْتِحْسانٍ مَشُوبٌ بِحَسَدٍ مِن خَبِيثِ الطَّبْعِ يَحْصُل لِلْمَنْظُورِ مِنْهُ ضَرَرٌ. ويُطلَق في علم أصول الفقه، باب: الأحكام التَّكلِيفيَّة عند الكلام على فَرضِ العَيْنِ، ويُراد به: ما فُرِضَ على الأشخاصِ بِأعيانِهِم لا يَسْقُط عنهم بِقِيامِ الغَيْرِ، ويُقابِلُه: فَرْضُ الكِفايَةِ.

جذر الكلمة :


عين

المراجع :


العين : (2/254) - تهذيب اللغة : (3/130) - مقاييس اللغة : (4/199) - مشارق الأنوار : (2/107) - مختار الصحاح : (ص 223) - تاج العروس : (35/440) - المهذب : (1/277) - المطلع على ألفاظ المقنع : (ص 253) - الكليات : (ص 642) - دستور العلماء : (2/277) - القاموس الفقهي : (ص 269) - التعريفات الفقهية : (ص 155) - فتح الباري شرح صحيح البخاري : (10/169) - معجم لغة الفقهاء : (ص 326) -