المقتدر
كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...
«يعلَم لا كعلمنا» أبو حنيفة "الفقه الأكبر" (ص49)
والله ذو علم بضمائر صدور عباده، وما تنطوي عليه نفوسهم الذي هو أخفى من السر، لا يعزب عنه شيءٌ من ذلك.» ابن جَرير الطَّبَري "جامع البيان" (23/417)
«مَعْناهُ ظاهر وكماله أن يُحِيط بِكُل شَيْء علما ظاهره وباطنه دقيقه وجليله أوله وآخره عاقبته وفاتحته وهَذا من حَيْثُ كَثْرَة المعلومات وهِي لا نِهايَة لَها ثمَّ يكون العلم فِي ذاته من حَيْثُ الوضوح والكشف على أتم ما يُمكن فِيهِ بِحَيْثُ لا يتَصَوَّر مُشاهدَة وكشف أظهر مِنهُ ثمَّ لا يكون مستفادا من المعلومات بل تكون المعلومات مستفادة مِنهُ» الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص86)
«عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، خلق العلماء والمتعلِّمين ويمدهم بما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ويكشف لهم ما شاء من أسرار العلوم، وذاكره يفتح الله عليه ويخاف ربّه ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]» القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص118)
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".