القريب
كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...
حفظ السر، وستره، وإخفاؤه، وعدم إفشائه، ولا يقدر على ذلك إلا ذوو الشهامة، والمروءة . ومن شواهده قوله تَعَالَى : ﱫﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ ﴿ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﱪالتحريم :3، وعن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها - قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "مرحباً بابنتي ." ثم أجلسها عن يمينه -أو عن شماله - ثم أسر إليها حديثاً، فبكت، فقلت لها : لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثاً، فضحكت، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال : فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ." البخاري : 3623
يَرِد مُصْطلَح (كِتْمان السِّرِّ) في عِدَّة مَواضِعَ، منها: باب: آداب الأُخُوَّة والمُعاشَرَةِ، وباب: آداب النَّصِيحَةِ، وباب: آداب المُجالَسَةِ، وغَيْر ذلك.
حِفْظُ الإِنْسانِ لِلسِّرِّ، سَواءً كان خاصًّا بِهِ، أو مُتَعَلِّقًا بِغَيْرِهِ إذا ائْتَمَنَهُ عليه.
إِنَّ كِتْمانَ السِّرِّ مِن قَضايا الأَخْلاقِ العَمَلِيَّةِ، ومِن أَقْوَى أَسْبابِ النَّجاحِ والفَلاحِ. والسِّرُّ: اسمٌ لِما يُسِرُّ بِه الإنسانُ، أي: يَكتُمُه، وخلافه: الإعلان. والأَسْرارُ على ضَرْبَيْنِ: 1- ما يُخْبِرُ بِهِ إِنْسانٌ غَيْرَهُ مِن حَدِيثه سِرّاً، ثم يَسْتَأْمِنُهُ عليه؛ إمّا تَصْرِيحًا كأنْ يَقُولَ له: اكْتُمْ ما أَقُولُ لك، وإمّا حالاً كأنْ يُخْفِي حَدِيثَهُ عن بَقِيَّةِ النَّاسِ، أو يُكَلِّمهُ في حالِ انْفِرادٍ ويَلْتَفِت، أو يَخفِض به صَوتَه. 2- أن يَكونَ حَدِيث نَفْسٍ بِما يَسْتَحِي الإِنْسانُ مِن نَشْرِهِ، أو عَيْباً يُرِيدُ إِخْفاءَهُ ونَحْو ذلك. والكِتْمانُ في النَّوْعَيْنْ مَحْمودٌ؛ فهو في الأَوَّلِ نَوْعٌ مِن الوَفاءِ، وعلامة على الوقار، وفي الثَّانِي نَوْعٌ مِن الحَزْمِ والسَّتْرِ. وأمّا إذاعة السّرّ فمِن قلّة الصَّبر وضِيقِ الصَّدر، وتُوصَف بِه ضَعَفَة الرِّجالِ والصِّبيان والنّساء.
حفظ السر، وستره، وإخفاؤه، وعدم إفشائه، ولا يقدر على ذلك إلا ذوو الشهامة، والمروءة.
* الكليات : (ص 560)
* تهذيب الأخلاق : (ص 25)
* إحياء علوم الدين : (4/67)
* أدب الدنيا والدين : (ص 387)
* الذريعة إلى مكارم الشريعة : (ص 194)
* نضرة النعيم : (8/3203) -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".