الْكَلَام النَّفْسِيّ

الْكَلَام النَّفْسِيّ


العقيدة
من مصطلحات أهل الكلام يفيد بإن كلام الله معنى نفسي قائم بذات الرب . وهو صفة أزلية قديمة قِدَم الذات الإلهية . وإنه واحدٌ لا يتجزأ، ولا يتبعض . وهو التوراة والإنجيل والقرآن، وليس بحرف، ولا صوت، وإن الألفاظ عبارة عنه، وهي خلقٌ من المخلوقات . إلا أن ثمة فرق بين الأشاعرة، والماتريدية من جهة، والكلابية في هذا الأمر؛ فالكلابية يقولون بأن الحروف، والأصوات حكاية لكلام الله، ودالةٌ عليه، والأشاعرة، والماتريدية يقولون إنها عبارة، ولا يسمونها حكاية .كما أن الكلابية يقولون هو معانٍ متعددة في نفسها، فهو عندهم أربع معان، وهي الأمر، والنهي، والخبر، والاستفهام، وأما الأشاعرة، فيقولون هو معنى واحدٌ بالعين لا ينقسم، ولا يتبعض . واختلف الماتريدية عن الأشعرية بأن قالوا : كلام الله النفسي لا يسمع؛ فموسى، وغيره من الأنبياء لم يسمعوا كلام الله، وإنما سمعوا صوتاً مخلوقاً في الشجرة . أما الأشعرية، فقد قالوا : كلام الله النفسي يسمع، فكلامهم هذا أبعد عن النقل والعقل؛ لذلك قال كثير من الأشعرية إن معنى سمع كلام الله، أي فهم كلام الله لعلمهم أن القول بسماع الكلام النفسي سفه، وتغفيل . والحاصل أن الجهمية الأولى، والكلابية، والماتريدية، والأشعرية كلهم متفقون، ومجمعون على أن هذا القرآن العربي مخلوق، وليس كلام الله على الحقيقة
انظر : مجموع الفتاوى لابن تيمية، 12/304، مختصر الصواعق للموصلي، 2/291